غريب على المدينة كـ كلية الإعلام في جامعة صنعاء...!!
الثلاثاء 16 مايو 2017 - الساعة 02:32 صباحاً
خالد بقلان
مقالات للكاتب
عندما تنتقل من قرية ريفية الى مدنية تشعر بأنك غريب على المدنية وهذا فعلاً حصل لي عندما أنتقلت من أرياف مأرب لدراسة في جامعة صنعاء.
وطأت قدماي باب اليمن لأول مره مذ استقليت سيارة أجرة من قريتي الى العاصمة اللحظة التي وجدت فيها أني غريب على المدينة وهذا شعور لن أنساه ويساورني دوماً.
توجهت لدائري الى منزل هناك لأحد أقاربي قديم مثلي تماماً كغريب على المدنية المنزل الكائن جوار فندق مرسليا يبدو غريباً على الحيء والمنازل المجاورة.
وفي غد اليوم الثاني توجهت لكلية التجارة قاصداً التسجيل لرغبة الدراسة في العلوم السياسية خرجت من المنزل برقفة صديق من البلاد وبينما كنت أمشي مهرولاً مشتت الأنظار المح الرايح الجاي واحدق هنا وهناك موزعاً النظر وكأني كتلة غريبة تتدحرج بين قطيع منظم كنت المح للبنات بنظرات وجل على أستحياء فبمجرد أن تحدق أحداهن الي ينخسيء البصر ويلوذ جهة أخرى.
دخلت كلية التجارة وجدت لجان تستقبل الطلاب وأخذ أحدهم ملفي وقال لي ليش انت مجموعك 85% وتشتي تسجل موازي فقلت لا انا اريد عام وقال للأسف انتهى باب التسجيل بالنسبة للعام امامك فرصة تجسل موازي.
حزنت وحاولت ان اكذب كل ما يقول واختلق لنفسي مدخلاً من خلال عملية بحث وطرح اسئلة عديدة للكثير من موظفي شئون الطلاب ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل توجهت الى كلية الأعلام فقد كانت خياري الثاني بعد التجارة وبمجرد وصولي الى مبنى قديم غريب على الجامعة مثل منزل صاحبي الغريب على الحي وجدت نفس ما وجدته في كلية التجارة.
انتقلت الى كلية الزراعة ذات المبنى الجميل والشكل الهندسي البديع والتصميم النادر انها الكلية الوحيدة التي لازال باب التسجيل مفتوح سجلت وعدت وكلي تحسراً وندم كيف لي أن ادرس زراعة وانا عاشقاً وهاوياً وشغوفاً لدراسة العلوم السياسية.
لكنها الظروف التي حالت دون ذلك كوني فتى قادم من عائلة فلاحية تعتمد على الزراعة والثروة الحيوانية في عيشها خصوصاً بعد أن فقدتُ والدي في 98 الذي أغتيل ضمن سلسلة تصفيات طالت كوارد منظمة الحزب الأشتراكي بداية من موسم التصفيات في العام 93 والتي كان آخرها أغتيال جار الله عمر.
كنت أبحث عن الناصريين فوجدت فخر العزب كأول طالب ناصري ناشط وكان ذلك في آواخر العام 2010 ثم تعرفت على العديد من الشباب وخلال شهر تم عقد مؤتمر لأنتخاب قيادة للقطاع الطلابي وكنت أحدهم مذ تلك اللحظة بدآت ادرس العلوم السياسية والزراعة في نفس الوقت فقد مثل انخراطي في القطاع الطلابي نقله جديد في حياة فتى الريف الغريب على المدينة الذي تتلمذ على آياد استاتذة الإخلاق والقيم والمبادئ وبدآنا نتقاسم عناوة الحياة المشحونة بالبؤس والفقر والمتوجة بالنضال والطموح لصناعة واقع جديد مغاير لحالة شاذة ممثلة بسلطة مستبدة صادرت النظم والقوانيين والحقوق والحريات وصادرت الإنسنة وسخرت كل شيء لصالحها وبذلك قد بلغت ذروتها في تعطيل مؤسسات الدولة وتدميرها وبناء مؤسساتها الخاصة.
وامام هذا الواقع البليد الذي صادرته مثالية الناصريين الذين كان لمحاضراتهم في كل ندوة تؤكد على ضرورة الأصلاح السياسي والإداري وأزاحة أركان الفساد والنظام العتيق وبناء دولة المؤسسات الوطنية وهو بالفعل ما حدث وتخلق بفعل تلك التوعية والندوات التي كان ايضاً الرفاق في منظمة الحزب هم الرديف ولديهم قطاعهم الطلابي الذي تمرد على الواقع كحالة مثالية تمثل خلفية فكرية لحركتي النضال التين كانتا ولا تزالا الحامل لمشروع الدولة.
اتذكر كل ذلك اليوم بعد سبع سنوات عندما قرآت بيان التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بخصوص المؤتمر القومي والذي كان بياناً لتاريخ وهو بداية لها ما بعدها بالنسبة لمن يتجلبب بالقومية تحت دثار قوميات معادية للعروبة ثقافة ومحتوى.