بأموال الإمارات .. حين اتسع الصف الإخواني بتعز لطارق عفاش بعد سنوات من التخوين
الاربعاء 20 أكتوبر 2021 - الساعة 11:00 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
"بالنسبة لموقف السكان من ابناء تعز في الساحل الغربي؛ فهناك جزء بسيط منهم من أصحاب المصالح الضيقة أوغير المشروعة والذين كان لهم مواقف مسبقة ضد الشرعية ووقفوا مع الحوثة وقاتلوا في صفوفهم؛ فهؤلاء تماهوا مع الوضع القائم، وبقوا على ارتباط مصلحي مع قوات طارق وحلف الآمارات".
ما سبق كانت عبارة من مقال طويل خطها الناطق الإعلامي وناطق محور تعز العقيد الإخواني عبدالباسط البحر نشره على حائطه الخاص في "الفيس بوك" في يناير من العام الحالي.
>> للمزيد اقرأ : محور تعز " الإخواني " يهدد بتفجير الوضع في الساحل الغربي
المقال المطول الذي عنونه البحر بـ "ساحل تعز الغربي .. رئة تعز ومتنفسها"، هاجم فيه بشدة القوات المشتركة المسيطرة على الساحل الغربي والتي يقودها العميد طارق صالح (عفاش) ، وزعم فيها تعرض أبناء الساحل لإنتهاكات منها الإختطافات والإخفاء القسري والبسط والنهب للأراضي.
البحر زعم أيضاً وجود "تعامل مناطقي مستفز " ضد السكان من قبل قيادات تابعة لطارق صالح ، والمح بشكل غير مباشر إلى تفجير الوضع هناك ، حيث زعم وجود "حالة التذمر والغليان لدى أبناء الساحل" ، مشبهاً الوضع بأنه "الهدوء الذي يسبق العاصفة، وبأنه برميل ممتلئ بالبارود قابل للإنفجار في أي لحظة وبأي صاعق تفجير".
هذه اللغة العدائية من قبل ناطق المحور الإخواني جاءت في سياق حملة عدائية شنتها الجماعة ضد قوات الساحل وقياداتها وتحديداً ضد العميد طارق صالح ، خلال عامي 2019-2020م، وكانت احدى ذرائعها لإقتحام مناطق الحجرية والهجوم ضد قوات اللواء 35 مدرع واستثمار نجاحها في التخلص من قائده العميد عدنان الحمادي الذي اغتيل أواخر 2019م.
حيث مثلت ذريعة وجود عناصر تابعة لطارق صالح في مدينة التربة ، الاكذوبة الأشهر لتبرير اقتحام مدينة التربة في أغسطس 2019م ، كما اعترف بذلك لاحقاً مستشار قائد المحور والقائد العسكري لمليشيات الإخوان العميد عبده فرحان المشهور بـ "سالم" في فيديو مسرب ، أقر فيه بأنها كانت عملية استباقية لمنع دخول قوات تابعة لطارق إلى التربة كما زعم حينها.
مزاعم سالم عززتها الآلة الإعلامية الإخوانية ، عبر قناة "الجزيرة" القطرية التي بثت أواخر العام الماضي تحقيقاً استقصائياً أعده القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الصحفي جمال المليكي عبر برنامجه المعروف بالمتحري ، حول الساحل الغربي.
حيث زعم المليكي في برنامجه وجود خلايا من قوات طارق تتواجد في مدينة التربة وعرض قوائم تحتوي على أكثر من 200 اسماً قال إنهم ضباط يتبعون طارق ويشكلون خلايا تهدد استقرار التربة وتمهد لإجتياحها.
هذا العداء المستفحل من قبل جماعة الإخوان ضد طارق صالح، انهار فجأة بظهور المحافظ نبيل شمسان برفقة قيادات عسكرية إخوانية في ضيافة طارق صالح في مارس الماضي ، لتبدأ معها لغة من التودد الإخواني للرجل ، وغياب او قلة الخطاب العدائي ضده.
هذا التودد الإخواني فسره لاحقاً مشهد إعادة تشغيل ميناء المخا بإدارة من أحد عناصر الاخوان تم تعيينه من قبل المحافظ ، ما يعني ان موارد الميناء لن تكون بعيدة عن أيدي الجماعة.
وتوالت رسائل ومشاهد التقرب بين الطرفين ، ووصلت يوم الاثنين الماضي باستقبال قيادة المحور الإخوانية وفداً عسكرياً يقوده رئيس عمليات قوات المقاومة الوطنية التي يقودها طارق ، وعقد لقاءات مطولة معها في أحد فنادق المدينة.
وعقب هذا اللقاء سارع ناطق المحور البحر ، إلى الحديث عبر حائطه على "الفيس بوك" عن أن "وحدة الصف الجمهوري فريضة وقتية وضرورة وطنية" ، مذكراً بأن العدو الأول والأخطر لتعز واليمن والإقليم، هو مليشيات الحوثي الإيرانية.
البحر الذي هاجم بشكل ضمني قوات طارق في لقاء صحفي قبل عام بقوله أن "أي تكوينات مسلحة لاتعترف بالشرعية والدولة أو لاتعمل ضمن اطرها الرسمية .. هي عصابات إجرامية " ، وقال في منشوره اليوم بأن "كل من يقاتل الحوثية .. فنحن واياه سواء، وشركاء، ويدنا في يده، ومصيرنا مصيره، ولا اعتبار –بعد ذلك– لاسمه أو لرسمه وصفته" !.
محاولات البحر تبرير حجم التغيير المفاجئ والكبير في المواقف بشعارات وطنية ، لا تعدو عن كونها محاولة يائسة للتغطية على حقيقة إخوانية ثابتة في تأريخها بأن المصلحة الشخصية للجماعة هي المعيار الوحيد لتحديد مواقفها من أي قضية أو تبديلها لاحقاً وليس المواقف الوطنية والعامة .
وفي هذا السياق كان لافتاً ما نشره أحد الإعلاميين المحسوبين على الإخوان، كشف فيه عن مخرجات اللقاء وهي تقديم طارق صالح لدعم مالي قدره 350 الف ريال سعودي اي( قرابة 120 مليون ريال يمني) بالإضافة الى 300 جهاز اتصال لاسلكي مع وعود بتقديم معدات عسكرية ، وختم حديثه بالقول بأن " الأمور تسير في الإتجاه الصحيح ومبشرة بالخير في إطار توحيد الصف الجمهوري".
صراعات عمدت جماعة الإخوان على تأجيجها رغم الدعوات لها بتوحيد الصف مع من تتوهم انهم خصومها كأبي العباس والشهيد العميد ركن عدنان الحمادي وكذا قوات الساحل العميد طارق صالح وحتى قبل أيام من تواصلاتهم الأخيرة ، سنوات اضعفت توحد الصف المقاوم للمليشيات الانقلابية وافقدته الحاضن الشعبي ومسانداته وتماسكه معها ، كما افقدت تعاطفهم مع كل تحركات او معارك خاضها المحور ضد المليشيات الحوثية وذلك بعد تكرار فشله بعدم أحراز أي تقدمات تذكر وصفها الكثيرين انها أو جلها ليس إلا معارك استنزاف أموال وايرادات المحافظة لا أكثر.