كسر شرعية الإخوان لـ"مراد" .. خيانة تفتح الطريق امام الحوثي لابتلاع مأرب واليمن
الخميس 28 أكتوبر 2021 - الساعة 12:04 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
على بعد اقل من 15كم ، باتت أنظار مليشيات الحوثي متجهة نحو نقطة الفلج التي تتوسط بين البلج الشرقي والبلق القبلي آخر خط دفاع يحول بينها وبين مدينة مأرب وحقول النفط والغاز.
واقعٌ ربما لم تحلم بتحقيقه مليشيات الحوثي وأن تجد نفسها تعود الى ذات المناطق التي طردت منها قبل ست سنوات، بل وان تتمكن من دخول مناطق كانت ترى في ذلك اشبه بالمستحيل بعد ان عجزت عن دخولها في اوج قوتها مطلع عام 2015م.
ما كانت تراه المليشيات مستحيلاً بات واقعاً بعد ان اُجبرت القبائل في جبل مراد على اخضاع مناطقها لسلطة الحوثي ، وتجنيب أبنائها تبعات معركة خاسرة ضد المليشيات تشابه ما حدث في مديرية العبدية قبل أيام التي ظلت تحت أعين الشرعية وهي تحت حصار خانق من قبل مليشيات الحوثي لنحو شهر.
سقوط مديرية جبل مراد جاء ختام لمشهد تساقط 12 مديرية في البيضاء وشبوة ومأرب بيد مليشيات الحوثي خلال ثلاث أشهر فقط ، بمساحة تقارب 4500كم مربع ما مساحة جزيرة سقطرى مرة ونصف التي يتباكى عليها إعلام الإخوان.
بدأ المشهد في أغسطس الماضي بتساقط جبهات الشرعية بشكل مفاجئ في البيضاء وتكرر ذات الأمر في شبوة بسقوط مديريات بيحان الثلاث وحريب بمأرب في 21 سبتمبر وبعد مرور شهر كانت مديريات العبدية والجوبة وجبل مراد قد تساقطت ايضاً.
خطورة المشهد في مارب لا تقف على مجرد خسارة مديريات نائية بل في تبعات هذه الخسارة على المرحلة القادمة عسكرياً وسياسياً ومجتمعياً واقتصادياً ، فعسكرياً تضع مليشيات الحوثي في موقع خطير يتعدى مسألة اسقاط مدينة مأرب التي عجزت عن الوصول اليها عبر جبهات الشمال والغرب طلية 10 أشهر لكثر التحصينات الطبيعية المتمثلة في التباب التي تسمح بالصمود لأكبر وقت ممكن.
في حين ان تجاوزها لمناطق مراد ووصولها الى جبال البلق يعني سقوط مدينة مأرب بشكل عملي دون الحاجة لاقتحامها بعد ان تفرض الحصار عليها من خلال الوصول الى خط صافر الشريان الوحيد للمدينة.
وما سيضاعف من خطورة الوضع هو الحرب النفسية التي بدأت جماعة الحوثي في شنها من هذه اللحظة ضد من تبقى من قبائل مأرب وتحديداً قبيلة عبيدة التي ينتمي لها المحافظ سلطان العرادة والتي سيكون لموقفها الكلمة الحاسمة لمصير معركة مارب، ومخاوف من تأثير الهزيمة التي تعرضت لها قبائل مراد بسبب خيانة وخذلان الشرعية لها، ويمكن اعتباره بأنه اخطر تداعيات ما جرى مؤخراً.
فما تعرضت له قبائل مراد من خذلان وخيانة بات يثير المخاوف من ان يعمل على قتل روح المقاومة لدى القبائل ولدى المجتمع ضد مليشيات الحوثي في المناطق التي تواجه خطر زحف المليشيات وبخاصة في ما تبقى من مناطق مأرب ، ويسهل من مهمة الحوثي في السيطرة عليه.
مهمة لو كتب النجاح لها – أي سيطرة الحوثي على مأرب – فأن تداعياتها لن تنحصر في جغرافيا مأرب بل ربما ستصل وتطال كل شبر محرر في اليمن شمالاً وجنوباً ، فسيطرة الحوثي على مأرب تعني وضع يده على مواردها من الغاز والنفط وستضع الشعب واحتياجته من الخدمة والوقود تحت رحمتها وستدر سيطرته للنفط والغاز عليه المليارات من الريالات.
مبالغ مهولة ستمكن ذراع إيران بدون شك من تجنيد الالاف من المقاتلين لتدشين مرحلة جديدة من المعارك والتوسع نحو المحافظات المحررة التي تعاني من أوضاع اقتصادية بالغة السوء جراء فشل وعبث أداء الشرعية، وربما يزداد الأمر سوءاً مع كل تقدم لمليشيات الحوثي نحو مدينة مأرب كما يحذر خبراء اقتصاديون.
حيث يرى الخبراء بان اقتراب مليشيات الحوثي من مدينة مأرب التي تحتوي على كتلة ضخمة من العملة المحلية الجديدة سيدفع بأصحابها للتخلص منها واستبدالها بالعملة الصعبة ، مع توقع حدوث عمليات بيع واسعة للممتلكات قادة الشرعية من العقارات والمنشآت التجارية داخل المدينة ، وهو بالتأكيد ما سيعمل على مزيد من انهيار للعملة في المناطق المحررة.
تداعيات لا حصر لها تهدد المناطق المحررة بل ومعركة اليمنيين شمالاً وجنوباً ضد مليشيات الحوثي ، تستدعي تحركاً سياسياً ومجتمعياً للضغط على قيادة التحالف لمنع مشهد الانهيار الشامل الذي تقود اليه عبث وخيانة الشرعية منذ 6 سنوات الى اليوم.