إيقاف الحرب.. مَــخرج مؤقت

الجمعه 10 ابريل 2020 - الساعة 02:48 صباحاً

 

قرار السعودي بوقف الحرب ولو مؤقتاً،هو قرار بالاتجاه الصحيح، بصرف النظر عن الأسباب التي دعت السعودية الى اتخاذه بهذا الوقت، أو أن المملكة قد انتهزت وباء كورونا لوقف هذه الحرب، التي أضحت بالنسبة لها كابوسا مريعا برغم ترسيخ وجودها العسكري والسياسي في محافظتَــي : عدن والمهرة ومحافظات أخرى، وحرباً عبثية دون طائل بحسب قناعة معظم القوى وعوام الناس في الشمال والجنوب، فأن هذا القرار  يظل قرارا صائبا بكل المقاييس، ويصب بمصلحة الجميع باستثناء الفئة النفعية المتكسبة التي تجد بهذه الحرب بيئتها الخصبة الملائمة للإثراء، فالحرب وفقا لمذهب هذه الفئة يجب أن تستمر الى ما لا نهاية، ويجب كبح كل جهد دولي واقليمي ومحلي لوقفها.

 ولكن لماذا وقف الحرب لمدة اسبوعين فقط؟

السعودية يبدو أنها حسمت أمرها بوقف الحرب نهائيا بعد الخيبات التي تلاحقها، وبالذات منذ أن تركتها الإمارات تغوص برمال اليمني الملتهبة, ولكنها أي السعودية لا تريد أن تبدو بصورة المهزوم، ولا تود أن تخسر القوى الحليفة معها باليمن فقد حددت وقف الحرب بفترة محددة, وهي أسبوعين، كما أنها تخشى أن أي قرار لوقف الحرب دون الاحتفاظ بخط العودة قد يبعث برسالة للمجتمع الدولي بأن المملكة أنهت حربها باليمن وأنهت بالتالي شرعية حضورها ومبرر عملياتها العسكرية خصوصا وأن كل اهدافها المعلنة من الحرب أخفقت تماما، وبالتالي فُقدانها للسند القانوني الدولي الذي تتسلح به، في وقت بات فيه قطاع داخل السلطة الموالية لها يجهر بتذمره من الدور السعودي ومن الأطماع السعودية، ولهذا كانت مدة الأسبوعين أشبه بمخرج طوارئ خلفي .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس