خبر زلج : وزراء لايعرفون مقار أعمالهم يشكون إعاقة اداء مهامهم !!
الاربعاء 15 ابريل 2020 - الساعة 03:40 صباحاً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
خبر زلج
وجدت نفسي اليوم أبتسم بطريقة ساخرة لم اعهدها من قبل . غصت بعيدا واسترجعت من الأحداث مايبرر سخريتي , ناهيكم عما يرتبط بمانعيشه اليوم من اوضاع عامة تعصف بكل مقوومات التعايش وتقود الجميع الى هاوية التقسيم والشتات.
كل شيء في بلدي تقريبا مثير للسخرية وباعث للاشميزاز , ومؤكد لحقيقة ان المجتمع المتخلف لاينتج سوى ماهو متخلف من الوعي والسلوك والثقافات العامة ومظاهر الحياة .
المؤسف , انك غالبا لاتجد فرق بين مايتفوه به الانسان المتعلم وماتظنه مثقف وبين مايصدر عن رجل الشارع وهنا تكمن لب المشكلة , حين لايستطيع الأول ان يمثل قدوة للاخر وتعبير حقيقي عن احلامه الوطنية والانسانية .
حين تسمتع لما يتحدث به المسؤول غالبا او تقراء مايصدر عنه من بعض المواقف , تتساءل كثيرا عن معايير اختيار المسؤلين في هذا البلد ومنها المواقع الرسمية المتقدمة , ولا تجد امامها سوى مايدعم قناعتك ويؤكدها , من ان معايير المفاضلة تبقى في حدود الولاء وتوفر السلوك الانتهازي والرخص الشامل , وما نعرف عن الاعتبارات المناطقية والاجتماعية .
قرأت كغيري الرسالة التي صاغها عدد من وزراء " الفهنة " وبعثوها لرئيس الجمهورية , تضمنت رؤيتهم وتقييمهم لأداء رئيس الوزراء , وخلصوا فيها الى اعتباره معيقا لعمل الحكومة والى الحد الذي يستوجب تغييره .
الم اقل لكم كل شيء مثير للسخرية في بلدنا . تصوروا وزراء ومنذ تعيينهم وهم خارج البلاد , يتنقلون مابين عواصم الراحة والاستجمام وشراء العقارات والتفرغ والتسابق على تكوين الثروات , بمعنى انهم لايعرفون حتى اماكن مقرات اعمالهم في عدن , هم ذاتهم من يتهمون رئيس الوزراء بإعاقة عمل الحكومة , كيف اعاق عملهم اذا وبأي صورة !؟
بالمقابل لو ان وزير المالية مثلا الاستاذ / سالم بن بىيك هو من قدم الشكوى , لكنت وثقت بصحة مضمونها ودوافع رفعها لرئيس الجمهورية , كونه الوزير الوحيد الذي يتواجد ويمارس مهامه اليومية من مقر عمله في عدن , مع ادراكنا للضغوط اليومية التي يمر بها بالنظر لطبيعة واهمية عمل وزارته المرتبط بكل قطاعات الدولة, خاصة في مثل هذه الاوضاع الاستثنائية , لكنه ومع ذلك ظل يتسم بالصبر وسعة الصدر , وبما يلزمنا توجيه الشكر والتقدير لجهودة الجبارة.
نعي تماما , ان مجموعة الوزراء هؤلاء هم الفريق الحكومي المرتبط بقطر ومعها جماعة الحيض والنفاس , الى جانب ارتباطهم بهوامير الفساد في جفرافية نفوذ الشرعية , وخاصة هوامير فساد النفط كرد فعل لقيام رئيس الوزراء بكسر احتكار استيراد هذه المادة , الامر الذي قاد الى خفض سعر الدبة البنزين الى 3300 والتي كان قد وصل سعرها الى 7600 ريال, الى جانب ذلك ادرك هؤلاء النفر امكانية ازاحتهم من التشكيل الحكومي القادم , وبالتالي فقد هدفوا بهذه الخطوة تسجيل موقف مبكر ظنوه سيحسب لهم , وسيدخل في ميزان سجل وطني لايتمتعون بحده الادنى .
مانشرته صحيفة الشارع في عددها الصادر يوم امس الخميس عن احدهم وبالوثائق المؤيدة لفساده , يؤكد مااشرت اليه انفا .
عموما اظن بأن رئيس الجمهورية مدرك ومستوعب لطبيعة ومضمون ودوافع موقف هؤلاء النفر , وبالتالي سيعجز هوامير فساد مكتبه ومعهم نجله من تحقيق غاياتهم وما يسعون لتحقيقه في هذا الشأن !!