بعد زيارة ماكرون لدول الخليج الأزمة اللبنانية في طريقها للحل..واتفاق بالتصدي لأنشطة إيران المزعزعة لأمن المنطقة
الاحد 05 ديسمبر 2021 - الساعة 12:07 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - وكالات
استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصل اليوم السبت إلى جدة، لبحث العلاقات الثنائية ومجالات الشراكة وآفاق التعاون، ومستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط
وأكد بيان سعودي فرنسي مشترك على اتفاق البلدين على تعزيز الشراكة الاقتصادية ومشاركة القطاع الخاص وتبادل الخبرات.
وعبر الطرفان عن قلقهما الشديد أمام تطوير البرنامج النووي الإيراني وعدم التعاون والشفافية تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتفقا على ضرورة التصدي للأنشطة الإيرانية المزعزعة للأمن في المنطقة.
وأشاد البيان بمتانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرا إلى "التقييم المستمر للتهديدات المشتركة لمصالح البلدين واستقرار المنطقة".
وأكد الجانبان على تعزيز وترسيخ التعاون بين البلدين وتنسيق مواقفهما في القضايا ذات الاهتمام المشترك لتحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط بشكل خاص والعالم بشكل عام.
وشدد الجانبان السعودي والفرنسي على "الاتفاق على تعزيز الحوار لتعميق التقارب الاستراتيجي بين البلدين".
كما شددا على ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بإجراء إصلاحات شاملة، لاسيما الالتزام باتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان، وأكدا على ضرورة حصر السلاح على مؤسسات الدولة الشرعية.
من جهته، قال الرئيس ماكرون إنه "لا يمكن معالجة ملف إيران النووي دون معالجة ملف استقرار المنطقة، اقترحنا إشراك حلفائنا ومنهم السعودية في محادثات إقليمية".
وأضاف: "بحثت خلال جولتي في السعودية والإمارات وقطر استقرار المنطقة والطاقة". وتابع قائلا: "جولتي الخليجية كانت مفيدة وبحثت خلالها العديد من الملفات".
وقال الرئيس الفرنسي في ختام جولة خليجية قصيرة، بداها في الإمارات وقطر وختمها في السعودية، بإنّ “السعودية ولبنان يريدان الانخراط بشكل كامل” من أجل “إعادة تواصل العلاقة” بين البلدين في أعقاب الخلاف الدبلوماسي الأخير.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون،في مؤتمر صحفي من مدينة جدة السعودية، اليوم السبت، عن مبادرة لحلحلة الأزمة بين الرياض وبيروت.
وقال الرئيس الفرنسي عقب مباحثاته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة؛ إنهما تواصلا مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، وأكدا له التزام الرياض وباريس بدعم الإصلاحات في لبنان بهدف إخراجه من أزمته.
وأوضح أن الجانبين -الفرنسي والسعودي- التزما بالعمل معا من أجل دعم الإصلاحات في لبنان، وتمكين البلد من الخروج من الأزمة، والحفاظ على سيادته.
ودعا الرئيس الفرنسي دول المنطقة إلى مساعدة لبنان اقتصاديا، في حين عبر عون عن أمله أن تضع الاستقالة حدا لما وصفه بالخلل الذي اعترى العلاقات اللبنانية الخليجية.
واعتبر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أن الاتصال الذي أجراه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمّد بن سلمان “خطوة مهمة” باتجاه عودة العلاقات اللبنانية السعودية إثر أزمة دبلوماسية حادة بين الدولتين.
وكتب ميقاتي في تغريدة أن الاتصال، الذي أعلنه ماكرون خلال زيارة لجدة، “بمثابة خطوة مهمة نحو إعادة احياء العلاقات الأخوية التاريخية مع المملكة العربية السعودية”.
كما أكد التزام حكومته بتعهداتها “بالإصلاح” وشكر المسؤولين “لحرصهما على ديمومة الصداقة تجاه لبنان”.مضيفاً إن الاتصال مع ماكرون وولي العهد السعودي خطوة مهمة لاستئناف العلاقات الأخوية مع المملكة.
وتأتي زيارة ماكرون بعد يوم من استقالة وزير الإعلام لبنان جرج قرداحي اثر تصريحات له استهدف بها السعودية ودول الخليج.
وعلل قرداحي استقالته بإتاحة الفرصة لمبادرة فرنسية لرأب الصدع، ووافق الرئيس اللبناني ميشال عون على الاستقالة.
وكانت تصريحات لقرداحي أثارت أزمة دبلوماسية بين لبنان والسعودية ودول خليجية أخرى، بعد أن قال فيها بإن جماعة الحوثي تدافع عن نفسها وأن الحرب في اليمن “عبثية”، ودعا إلى وقفها.
وإثر هذه التصريحات طردت السعودية سفير لبنان واستدعت سفيرها في بيروت، وحظرت الواردات اللبنانية.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إن استقالة قرداحي كانت ضرورية، ومن شأنها أن تفتح بابا لمعالجة إشكالية العلاقة مع السعودية ودول الخليج.
وأمس الجمعة، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع الرئيس الفرنسي ماكرون، العلاقات ومسارات التعاون المشترك وفرص تنميته في مختلف المجالات في إطار الشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع البلدين، خاصة في الجوانب الاستثمارية والاقتصادية والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة والأمن الغذائي، إضافة إلى المجالات الثقافية والتعليمية وغيرها بما يحقق مصالحهما المتبادلة.