هل حانت ساعة الصفر لمعركة صنعاء ؟ – تقرير خاص
الخميس 14 سبتمبر 2017 - الساعة 01:52 صباحاً
المصدر : خاص
برزت مؤشرات قوية على الفترة الماضية تشير الى توجه لدى الشرعية والتحالف لتحريك الجبهات العسكرية نحو صنعاء بعد جمود دام نحو عامين.
وبدأت هذه المؤشرات مع قرار الرئيس هادي الاثنين قبل الماضي بتغيير رئيس هيئة الاركان محمد المقدشي واستبداله باللواء طاهر العقيلي وهو من ابناء محافظة عمران.
هذا التغيير الذي رأى فيه المراقبون مؤشرا على تحريك الشرعية والتحالف لخيار الحسم العسكري ، وهو ما أكده هادي نفسه في مقابلة له مع صحيفة " القدس العربي " الأحد الماضي.
حيث قال هادي في رده على سؤال الصحيفة حول هذا التغيير ، بأن تعيين العقيلي هو من محافظة عمران، سيكون له دور في تحريك الجبهات وخاصة جبهات الجوف وصولاً إلى عمران .
وأكد الرئيس هادي بأنه " سيعمل على دعمه" ، مشيرا في اللقاء بان سبب الجمود العسكري للجبهات يعود إلى عدم الاتفاق حول ترجيح أي من الخيارين السياسي والعسكري.
حيث قال هادي بأن أوروبا تقف مع حل سياسي، في حين أنوالإدراة الأمريكية تريد ضرب المصالح الإيرانية في اليمن عن طريق دعم الحل العسكري.
مشيرا الى انه وفي قمة الرياض ابلغه الرئيس الأمريكي (دونالد) ترامب بانه " متفق معه على مكافحة القاعدة وداعش والحوثي وإيران".
حديث هادي تؤكده عدد من المعطيات على الأرض ، فعقب ايام من تعيين العقيلي على رئاسة الاركان تم الكشف عن وصول تعزيزات عسكرية للتحالف الى مأرب.
حيث نقل مصدر عسكري يوم السبت الماضي لوكالة "الأناضول" بإن عتادًا عسكريًا وصل إلى معسكر لقوات التحالف العربي في محافظة مأرب شرق اليمن.
وأوضح المصدر، أن “عتادًا عسكريًا متنوعًا من مدافع حديثة ذاتية الحركة، وراجمات صواريخ، وصل إلى معسكر التحالف العربي في محافظة مأرب”.
ولفت إلى أن “العتاد ضمّ أيضًا منظومة دفاع جوي ودبابات حديثة”.
هذا الخبر أكدته صحيفة " اليمن اليوم " التابعة للمخلوع صالح في ذات اليوم في تقرير لها افردته على صدر صفحتها الأولى.
وقالت الصحيفة بأن قوات التحالف والشرعية اجرت تغييرات عسكرية بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية لجبهات نهم وصرواح .
واشارت الصحيفة بان ذلك يأتي ضمن خطة عسكرية للوصول الى العاصمة صنعاء خلال 30 يوما ، حسب زعمها.
وبالعودة الى حديث هادي عن تحريك جبهة الجوف نحو عمران ، نقل موقع محلي عن مصدر عسكري بأن التحالف نقل اجزاء من منظومة الدفاع الجوي المعروف بالـ " باتريوت " الى الجوف.
ونقل موقع " المصدر أونلاين" عن مصدر عسكري بإن منظومة باتريوت متكاملة وصلت إلى مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف يوم الاثنين الماضي، بالتزامن مع زيارة رئيس هيئة الأركان اللواء طاهر العقيلي للمحافظة.
وذكر المصدر بإن المنظومة وصلت إلى المدينة، لإسناد قوات الشرعية في معاركها ضد مليشيات الحوثيين وصالح، ولصد الصواريخ الباليستية التي تطلقها المليشيات على المدينة.
وهذه هي المرة الأولى التي تصل منظومة باتريوت إلى منطقة خارج مدينة مأرب منذ بداية الحرب ، ما يؤشر الى وجود تحرك عسكري كبير انطلاقا من الجوف.
وتزامن وصول هذه المنظومة مع زيارة لرئيس الأركان اللواء العقيلي إلى المحافظة قال فيها «أتينا من ميدان المعركة لنكون في الميدان وستعرف المليشيا الانقلابية ما سنفعله لا ما سنقوله».
وما يعزز هذا التوقع ما نشرته اليوم صحيفة " البيان " الاماراتية عن خطة عسكرية للتحالف والشرعية لتطويق العاصمة صنعاء.
وذكرت الصحيفة عن مصادر حكومية بأن قيادة الجيش الوطني وقوات التحالف العربي أقرّتا خطة تطويق صنعاء عسكرياً، وأن تعزيزات عسكرية أرسلت إلى 3 جبهات لتنفيذ الخطة الهادفة إلى إجبار الانقلابيين على القبول بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي.
ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إنه بموجب هذه الخطة سيتم تطويق صنعاء من اتجاهات ثلاثة، هي خولان جنوب شرق بالتقدم من جبهة صرواح، ونهم شرقاً، وعبر محافظة عمران شمالاً بعد التقدم من جبهة الجوف.
وأكدت أن الخطة تضمن ممارسة أقوى الضغوط على الطرف الانقلابي وتجنيب سكان المدينة أي مواجهات.
وأوضحت المصادر أن الخطة، التي ستستغرق أسابيع، ستنفذها وحدات عسكرية مدربة تدريباً عالياً على حرب العصابات واقتحام المواقع الجبلية، وأشارت إلى أنه تم تدريب هذه القوات على يد خبراء من قوات التحالف العربي وآخرين من ضباط الجيش الوطني.
وأفادت أن التحالف وفر كل الآليات والأسلحة اللازمة لإنجاح الخطة بعد فشل الجهود التي بذلها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في إقناع الانقلابيين بتنفيذ خطته للسلام، ابتداءً من الانسحاب من ميناء الحديدة، وصولاً إلى الترتيبات كافة المتفق عليها.
وطبقاً لهذه المصادر، فإن العملية العسكرية نحو صنعاء سيواكبها تقدم لقوات الجيش المسنودة بوحدات عسكرية من التحالف نحو ميناء الحديدة من اتجاهي ميدي جنوباً، ومديرية الخوخة قرب محافظة تعز باتجاه الشمال، إلى جانب القوات البحرية المرابطة قبالة السواحل اليمنية لمراقبتها ومنع تهريب الأسلحة للانقلابيين.
كل ذلك يأتي مع تصاعد الخلاف بشكل متسارع بين طرفي الانقلاب في صنعاء ، منذ فعالية المخلوع في ميدان السبعين اواخر الشهر الماضي.
ورغم كل اللقاءات والاتفاقات التي عقدها الطرفين يبدوا ان الخلاف بات خارج عن السيطرة في ظل اصرار من قبل جماعة الحوثي على كسر حليفها صالح وعزله وتجريده عن كل أدوات القوة.
ويرى مراقبون بان هذه الاصرار الحوثي تجاه صالح ربما يعود الى وجود معلومات لدى الجماعة بوجود تواصل سري بين المخلوع والتحالف للوصول الى صفقة تضمن خروجا أمنا له مقابل التخلي عن الحوثي وتسهيل دخول قوات الشرعية الى صنعاء.
هذا الأمر يثير القلق لدى جماعة الحوثي التي تعلم مدى تأثير صالح لدى قبائل الطوق المحيطة بصنعاء ، وقدرته على فتح الطريق للشرعية نحو صنعاء كما فتحها قبل نحو ثلاث سنوات للحوثي بهدف الاطاحة بخصومه.