عدن والموت المحتم
الخميس 25 مايو 2017 - الساعة 02:15 صباحاً
إن لم تمت من رصاص الحوثي ستموت من الأوبئة وإن لم تمت من الأوبئة ستموت بالتأكيد من الحر الشديد ، حالة يعيشها سكان العاصمة عدن في هذه الأيام العاصمة التي تعتبر واجهت الشرعية الأولى ، فكيف هو حال هذه العاصمة الان يا ترى ؟ , إتصال بي صديق عزيز فرقتنا الأيام عن بعض اخبرني عن احتياجه لاسطوانة غاز لأنة نفد لديه وبحث من الصباح الباكر بكل مكان يبحث عنه عند محلات بيع الغاز ولم يعثر فكان لا يجد له مخرج غير فاتصل بي و طلب اسطوانة غاز إعارة ، أحسست بالحرج الشديد كوني لا املك غير اسطوانة واحدة فأخبرته بهذا.
لم يكن لصديقي خيار إلا ان يشتري طعام لأسرته من السوق فقال لي تعال معي لسوق فأغلقت الهاتف وغيرت ملابسي ونزلت لألتقي به في الشارع ، بعد أن التقيت بصديقي وصعدت سيارته صادفنا بالخط رجل اعرفه من منطقه مجاوره لي وهو يتصبب عرقاً نادية قائلاً : يا عم جمال فين رايح ، أجاب : رايح السوق ، فما كان لصديقي غير ان يوقف السيارة ليصعد العم جمال وصعد العم جمال وهو يتساءل أين الصيف البارد الذي وعد به رئيس الحكومة بن دغر ؟؟ أجابه صديقي الصيف لا يزال موجود في عدن اما البارد فلازلنا ننتظره حتى ان يعود من خارج البلاد مع الشرعية .
سئلنا العم جمال عن وجهتنا فاخبره صديقي بأننا سنذهب للمطعم نشتري طعام لأسرته كون الغاز نفد من عندهم ، صرخ العم جمال قائل : بطلوا جنان ما تشوفوا الناس تموت من الكوليرا وعادكم رايحين المطاعم تجيبوا المرض بيداتكم بطلوا لكم ، صديقي قال للعم جمال بتعجب : كيف نأكل حجار ! ، العم جمال قال لصديقي ان هناك حالات أصيبت بوباء الكوليرا في عدن وهناك اشخاص ماتوا بسببه و يعتبر اكل الشارع احد اسباب نقل مرض الكوليرا ، التفت لصديقي وللعم جمال وقلت لهم : هذه عاصمة الشرعية ماذا تريدون أكثر من هذا .
حال صديقي والعم جمال كحال الآلاف من أهالي عدن الكهرباء من جهة و الوباء من جهة اخرى فان تصل انقطاعات الكهرباء الى اكثر من 17 ساعة في اليوم بشكل متقطع كحد أدنا وانا اعتقد ان الكهرباء تقطع لفترة اطول لا تستغرب عندما يقولوا هناك اشخاص ماتوا فكيف لمرضى الضغط والسكر ان يستحملوا درجه حراره تعادل 40 درجه مئوية ، من يتحمل كل هذا وعدن خاليه من المسئولين فكل شخص منهم وجد له ولأسرته حل بالخروج الى منطقه باردة وترك اهالي عدن يحترقوا بحرارة الصيف .
ما يحزنني ان كل الوعود التي صرحت بها حكومة الشرعية كانت اشبه بوعود عرقوب ولم تتحقق واحده منها حتى الستين ميجا التي ترددت على لسان كل مواطن بعدن أصبحت سرباً الان ، كيف لنا ان نتحمل هذا الوضع ونحن نشاهد الناس تموت أمامنا و الحكومة لا تدري اين هذا الشعب وشغلها الشاغل السفر من دوله إلى دوله أخرى .
لا اعلم هل يأتي اليوم الذي اخبر أبنائي أنني صمدت مع أهالي مدينتي أمام حربين الأولى عسكرية والثانية خدمية ؟؟؟