مع ولاية " مكرد " !!
الاثنين 01 يونيو 2020 - الساعة 08:20 مساءً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
قلنا واكدنا لمرات عدة بوقائع ما يحدث اليوم في حاضر الجغرافية العربية تحديدا , ان الجماعات الدينية بمختلف مدارسها ومذاهبها واتجاهاتها تمثل جذر واصل ومصدر كل البلاوي والمشاكل والانتكاسات الاجتماعية والصراعات بمختلف مضامينها واشكالها , وعلى النحو الذي نشاهده ونعيشه في اكثر من قطر عربي ومنها بلادنا التي اصيبت بذات الوباء نتيجة لعضها من قبل الكلب الايراني المريض , واستمرار حالتها المرضية المستفحلة يوما عن يوم بالداء المذهبي وسعاره المخيف , والذي بات يهدد سلم واستقرار وتعايش المجتمع من النواحي المذهبية والاجتماعية والوطنية عموما , في مقابل فشل المضادات العلاجية وحملة استئصال المرض من قبل دول التحالف وشرعية هادي.
بكل ما نعيشه من حروب ومظاهر حياة عامة تؤكد ان جماعة الحوثي واحدة من هذه الجماعات الدينية الخطيرة التي بليت بها اليمن وباتت مصدر تهديد حقيقي ومخيف لحاضر ومستقبل الامة على جميع الاصعدة.
ناهيكم عن الحروب والمجاعة والتدمير العام لمقدرات البلاد , فأن احتفالاتها الدينية بمضامينها المذهبية المتلاحقة والمتنوعة تمثل مصدر وجذر مشكلتنا بصورتها ومظاهرها وعمقها اللبناني , وهو ما يملي على اليمنيين ضرورة التنبه والفهم العميق لخطورة مألات هذا النموذج , وبالتالي ضرورة التوحد والالتفاف والالتقاء عند حاجة واهمية مقاومته بمختلف الطرق والوسائل المتاحة.
يوم الولاية , واحدة من المناسبات الدينية الدخيلة على واقعنا ومجتمعنا , والتي نرى مظاهر الاحتفال بها في كل الشوارع والاحياء والاسوار والجبال وجانب الطرق الموصلة بين المدن , ناهيكم عن الاذاعات والوسائل الاعلامية للجماعة ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
" في هذا العصر نحتاج الى ان نتفهم موضوع الولاية اكثر من اي وقت مضى " هذه واحدة من العبارات المكتوبة بالخط العريض على لوحة منتصبة كمثيلاتها في احد شوارع الامانة تكلف مالا يقل عن 3 مليون ريال تجهيز واخراج وانتاج وتأجير للموقع .
بالله عليكم , ماذا نحتاج في هذا العصر ان نتفهم اكثر من اي وقت مضى , ضرورة العلم والمعرفة وتعزيز ثقافة الانتاج ام ولاية علي وما احاط بذلك الزمن الغابر من صراع على السلطة ؟ .
بالله عليكم ماذا نحتاج في زمن الآيفون وثورة الاتصالات وكل هذي العلوم ووسائل الراحة والترفيه التي نعيشها في هذا العصر , هل نحتاج لذات العقول المنتجة والانظمة الديموقراطية الحاضنة لها ام استحضار صراعات متخلفة مضى عليها 1400 عام لا علاقة لحاضرنا به.
"مكرد" شاب يمضي جل يومه في تنظيف السيارات من اجل توفير الحاجات اليومية لأسرته. نال قسطا من التعليم ويقضي اوقات فراغة في القراءة لذلك تجده يتمتع بثقافة انسانية ووطنية ملفتة.
" مكرد " يحلم بنظام مواطنة متساوية ودولة نظام وقانون , بنظام ديموقراطي يحتكم لنتائج الصناديق واحترام الخيارات السياسية للناس عموما.
لا يهتم لمذهب او لون او عرق او طائفة , على العكس يرى ان النظام الديموقراطي يسمح بتعايش كل هذه الاصول والالوان والاتجاهات التي تتوحد امام حاجة ونظام الدولة الوطنية الديموقراطية اسوة بأنظمة العالم المحترم , وتذوب في وعائها الانساني..... اذا نحن ببساطة مع ولاية وثقافة " مكرد " رضي الله عنها ولا شيء غيرها.