الى أبناء الجنوب: تنبهوا لخطاب أبواق سلطة صنعاء وخساسة حكام الهضبة!
الاربعاء 10 يونيو 2020 - الساعة 01:10 صباحاً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
في مقالة قديمة يعود تاريخها لفترة نشاط الحراك الجنوبي , تطرقت فيها للأساليب الخبيثة التي اتبعها نظام عفاش مع الحراك , وكيفية توظيفه بما ظن انه يخدم بقاءه في الحكم , والقائم بالدرجة الاولى على اذكاء الصراعات المناطقية , ودعمها بإمكانات الدولة التنفيذية والامنية وبنكها المركزي .
اكدت حينها , ان عفاش وتجنبا لصعود حراك جنوبي حقيقي مناوئ لنظامه نتيجة لحرب 94 وما ترتب عليه من نهب وسلب واستقواء وتسريح للجيش الجنوبي وكوادره المدنية وامكانية تحوله الى كفاح مسلح , فقد عمد الى ايجاد تشكيلات حراكية تحت اكثر من لافتة وتسمية , اوكلت لها اولا مهام امتصاص شحنة الشارع الجنوبي من خلال المهرجانات والخطب و " العرعرة " والحشد الذي كنا نشاهده في الميادين العامة صباحا , ومن ثم جلسات القات في شوارع عدن والمدن الاخرى .
اما الهدف الثاني والادهى , فقد تمثل في توظيف هذه الحشود وخطابها في خلق الصراعات البينية وتجذيرها من خلال الاساءة للشمال وخاصة تعز واهلها وبما يؤسس للخصومة معها , وقد نجح في سياسته هذه الى حد كبير جدا .
وتأكيدا لاتباع هذا النهج , فقد جمعني في احدى المرات في مدينة المكلا , واثناء زيارتي للأشراف على احد المشاريع المائية بالمحافظة , جمعني لقاء ببعض مسؤولي المحافظة في مقيل قات , تطرق فيه عضو مجلس محلي للمحافظة لأساليب سلطة عفاش في التعاطي مع الحراك والجو العام الناتج عنه , حين قال انه يعرف افراد من ابناء المحافظة ينتمون للأمن السياسي , وكيف يحرصون على حضور التجمعات , وتعمد الحديث عن تعز واتهامها انها وراء بلاوي ومشاكل الجنوب , ولاينسوا ايداد اسماء عبد الفتاح والشرجبي واخرين .
والدليل على صحة ما تطرقت له في تلك المقالة واشرت له هنا , يتمثل في غياب قادات الحراك الجنوبي ابان غزو قوات " الصالحوثي " للمحافظات الجنوبية , مثل باعوم والفضلي واسماء كثر , بل ومغادرتهم عدن الى جنوب لبنان وعواصم عربية اخرى وخفوت اصواتهم حتى اليوم , في تأكيد لا لبس فيه على عمل تلك القيادات والاشكال مع عفاش ونظامه وبنكه المركزي .
الحوثي يستخدم اليوم ذات السياسة ونهج عفاش , فيما يتعلق بأحداث الشقاق والخصومة بين المحافظات الجنوبية وبعض المحافظات الشمالية الواقعة على الحدود معها , وفي مقدمتها كالعادة تعز لاعتبارات معروفة وتقليدية.
لو تركزوا قليلا على الخطاب السائد هذه الايام في وسائل التواصل الاجتماعي بلونه وصبغته الحوثية , ستجدونه مركزا على تعز وعن مشاركة بعض شبابها في المعارك المحتدمة في ابين ضد المجلس الانتقالي , في محاولة مفضوحة ترمي الى استعداء ابناء المحافظات الجنوبية ضد تعز وابناءها , مع اضافة جديدة عن مشاركة مجاميع منهم في صف "حفتر " ليبيا ضد حكومة الوفاق .
فرغت قبل من سماع تسجيل طويل بصوت احدهم , ومن لهجته يتضح انه منتمي لمحافظة البيضاء , لم يبقي ولم يذر من المفردات المناطقية واستعداء الجنوبيين ضد محافظات اب والبيضاء ومأرب , غير انه خصص لتعز الوقت الاكثر والاسواء من بذاءات لغته المحلية , اذ لم يبقي تهمة ولا اساءة او عمل مشين الا والصقه بها وبأبنائها , دون الحاجة لأي ذكاء اضافي لمعرفة ما يهدف له وما يريد بلوغه , في تأكيد على سفالة المرحلة وسفالة بعض اطرافها , وهم لا يولون مترتبات خطابهم ادنى الاعتبارات الاخلاقية .
تعز ياهؤلاء محافظة ينتمي لها ما يساوي 20% من اجمالي السكان , وبالتالي فإن وجود عدد من ابناءها مع هذا الطرف او ذاك لا يتعارض مع نواميس الحياة , اذ من الصعب ان تجد هذا العدد الكبير على قلب رجل واحد , وان كان 90% منهم يصطفون مع القضية الوطنية واستعادة الدولة , وما تبقى لن تجد موقفهم خارج الحاجة المعيشية , او الشعور بالمواطنة الناقصة وبروز العرق الهاشمي المغلف بجهل ورداءة الوعي العام لهذا العدد المتواضع من السكان .
الامر ليس بغريب بل ومن الطبيعي حدوثه, فهناك من المحافظات الجنوبية نفسها من يقف مع الحوثي بل ويشغلون مواقع متعددة في صفوفهم القيادية , بما في ذلك مكتبهم السياسي ومناصبهم التنفيذية .
يحضر الان من الاسماء :
رئيس الوزراء بن حبتور _ شبوة _
وزير الاشغال غالب مطلق _ الضالع _
عضوة المكتب السياسي علياء عبد اللطيف الشعبي _ لحج
وزير سياحة ناصر باقزقوز _ حضرموت _
عبد السلام جابر وزير اعلام سابق .
احمد الحبيشي اعلامي ومستشار مكتب سياسي ,
ومئات من الجنوبيين المساندين والعاملين والمقاتلين في صف الحوثي , بما فيهم من يتواجد في الاوساط الشعبية في المحافظات الجنوبية , للقيام بالتحريض ضد ابناء المحافظات الشمالية املا في تكرار تلك الافعال والمناظر التي كنا نشاهدها على ظهر حافلات النقل .
اختصارا وبناء على ما سبق , على الاخوة في الجنوب التنبه لخساسة هكذا خطاب , واهداف مثل هذه الحملات الرخيصة التي يتبناها مثل هؤلاء الاوغاد والرخص الاخلاقي ... قعوا رجاااال .