قيادي ناصري يكشف عن محاولة الاخوان المسلمين إعدام محافظ عدن المفلحي قبل 40 عاما
السبت 18 نوفمبر 2017 - الساعة 12:40 صباحاً
المصدر : خاص
كشف قيادي ناصري في محافظة تعز عن حادثة تاريخية وقعت قبل 40 عاما في مدينة تعز حاولت فيها جماعة الاخوان المسلمين " الاصلاح " إعدام محافظ عدن الحالي عبدالعزيز المفلحي.
ونشر امين سر فرع الناصري بتعز عادل العقيبي على صحفته بالفيس بوك منشورا سرد فيها وقائع هذه الحادثة .
نص المنشور :
في 18- 17 نوفمبر 1974م وعلى خلفية أصرار طلبة مدارس مدينة تعز أن تكون تحية العلم بهذه الجمل الثلاث ( تحيا الجمهورية العربية اليمنية ، الله أكبر ،والنصر للعرب ) ورفض البعض لذلك شهدت تعز احداثا ومواجهات طلابية صنفت أنها الاقوى والاعنف والاشرس بين كل المواجهات الطلابية التي شهدتها تعز خلال فترة ما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م.
ولأن المواجهة كانت بين الطلبة الناصريين والطلبة من جماعة الاخوان المسلمين فقد تجاوزت المواجهات ساحات المدارس الى شوارع وازقة مدينة تعز ليدخل ساحة المواجهة الكثير من أبناء مدينة تعز من غير الطلبة وخاصة بعد ان عثر الطلبة على حقيبة مملؤة بالوثائق في المركز الاسلامي في شارع 26 سبتمبر منها اوامر صرف من أمير منطقة جيزان بمبالغ مالية لجمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنظر أحد قادة جماعة الاخوان المسلمين في اليمن للاستعانة بها في مقاومة المد الشيوعي في اليمن شمالا وجنوبا.
اضافة الى كشوفات بمن يتلقون تلك المساعدات ونظرا لخطورة الوثائق التي عثر عليها و عدم قدرة طرف الاخوان على مواجهة عنفوان المد القومي العربي الذي بدأ واضحا أمامهم يومها انه الأكثر شعبية ادعوا ان المتظاهرين مزقوا نسخا من القرآن الكريم عند دخولهم المركز الاسلامي والقوها في المرحاض في محاولة منهم للقول بأن المواجهات التي يخوضونها هي نصرة لله وكتابه رغم أن الرصاص الحي كان قد استخدم من قبل احد قياداتهم في مواجهة الطلبة الناصريين صباح يوم 18 نوفمبر وقبل ان يغادر الطلبة ساحة مدرسة الثورة الثانوية وقبل ذهابهم الى المركز الاسلامي
انتهت احداث ذلك اليوم باعتقال حوالى 27 طالبا
لم يكن من بينهم الطالب في مدرسة الثورة الثانوية في الصف النهائي من المرحلة الثانوية مفيد عبده سيف المطلوب الاول في تلك الاحداث والذي سلم نفسه بعد خمسة أيام من ذلك التاريخ الى مدير فرع الامن الداخلي آنذاك شرف ابو طالب ليلحق بعد أربعة أيام من التحقيق بزملائه في معتقلهم
بالإضافة الى الطلبة الذين تم اعتقالهم أثناء تظاهرة ذلك اليوم تم اعتقال عدد آخر في وقت لاحق من نفس االيوم منهم الاستاذ ياسين عبد العزيز القباطي (المراقب العام لفرع جماعة الاخوان المسلمين في اليمن آنذاك )، سعيد بن سعيد ، سيف محمد صالح ، ومهدي أمين سامي
في نفس اليوم أصدر الاستاذ / عبدالرحمن محمد علي عثمان محافظ تعز آنذاك أمرا بفرض الحراسة على جميع المدارس في مدينة تعز واغلاقها لمدة ثلاثة أيام
تم الافراج عن المعتقلين من الاخوان بعد اقل من اسبوع من اعتقالهم عدا مهدي امين سامي الذي لبث في المعتقل حوالى ثلاثة اسابيع كما افرج عن معظم الطلبة الناصريين عدا ثلاثة منهم هم :
1- مفيد عبده سيف
2- عبدالعزيز عبدالحميد المفلحي "عزيز"
3- عبدالله عبدالولي نعمان
بالإضافة الى طالب رابع لم يكن من الناصريين هو عبدالرقيب السماوي
ليمكث أربعتهم( شهرين و27 يوما ) رهن الاعتقال
وخلال فترة اعتقالهم وللتغطية عما عثر عليه المتظاهرون من وثائق في المركز الاسلامي ادعى الاخوان ان المتظاهرين مزقوا نسخا من القرآن الكريم عند دخولهم المركز الاسلامي والقوها في المرحاض فعقد مجلس الشورى جلسة كرسها لمناقشة احداث تعز .
وفي الجلسة طالب رئيس المجلس الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر انزال عقوبة الاعدام على الطلبة الاربعة بقوله " انهم طلبة مارقون ويجب اعدامهم " ولأن مجلس الشورى هو مجلس تشريعي ليس من اختصاصاته اصدار احكام هي في الاصل من صلب عمل القضاء فقد اثار ذلك الطلب ردود افعال متباينة ففي حين أيده بعض اعضاء مجلس الشورى الا ان الاستبسال في التصدي لذلك الطلب الغريب من قبل الكثيرين من الاعضاء يتقدمهم الفقيدين يوسف الشحاري وعبده نعمان عطاء رحمة الله عليهما حال دون ان يصبح قرارا من المجلس.
لكن ذلك لم يمنع الشيخ الاحمر وجماعة الاخوان من ممارسة النفوذ للتأثير على الرأي العام وممارسة الضغوط على السلطة التنفيذية لتحويل الطلب الى قرار نافذ بعيدا عن اي اجراءات للتحقيق والمحاكمة الا ان التعاطف الشعبي مع الطلبة والتضامن معهم من قبل الحركة الطلابية اليمنية في الداخل والخارج اجبرت السلطة على تشكيل لجنة للتحقيق انتهت بدحض الادعاءات والتهم التي وجهت لهم
" عزيز " الذي كان احد قادة الحركة الطلابية في تعز واحد قادة مظاهرات ومواجهات ذلك اليوم واحد الطلبة الذين طالب الشيخ الاحمر بإعدامهم واحد أبرز قادة الحركة الشبابية والكشفية في تعز ورئيس رابطة طلاب اليمن شمالا وجنوبا في مصر ابان دراسته الجامعية هناك هوذاته الاستاذ عبدالعزيز بن عبدالحميد بن عبدالرحمن المفلحي مستشار رئيس الجمهورية الذي تقدم باستقالته قبل ساعات من منصبه كمحافظ لعدن .. الرجال مواقف والرجولة موقف .
** لم اكتب ما كتبت لاستجرار احداث الماضي واثارة النفوس لكن الحدث يظل جزءا من تاريخ تعز لا يمكن محوه ولا تزييف حقائقه بقدر ما يمكن اعادة قراءته والاستفادة منه .
** اعتمدت في كثير مما كتبت على ما دونه الصحفي الكبير الاستاذ حسن العديني فيما كتبه ونشره قبل عقد من الزمان كشاهد عيان لتلك الاحداث .