13 يونيو عيد ميلاد اليمنيين!
الاثنين 15 يونيو 2020 - الساعة 12:41 صباحاً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
قيام الشهيد الحمدي بوداع الرئيس الارياني بكل المراسيم المصاحبة لرئيس الدولة , عنى للكثيرين ولوج مرحلة جديدة عنوانها دولة النظام والقانون من حيث كونه حدثا لم تألفه الجغرافيا العربية التي طغت عليها الانقلابات الدموية , وقد كانوا محقين في توصيف وقراءتهم للحدث.
كنت حينها في الصف الخامس بمدينة الحديدة , ثم انتقلت الى صنعاء لالتحق بإعدادية بغداد , حيث تعرفت على شقيق الرئيس الاخ " عبد الرحمن الحمدي " وقد كان ببساطته ووصوله للمدرسة كأي طالب على ظهر موتور سيكل 70 بلونه الاحمر , مظهر اخر من مظاهر الدولة المدنية الجديدة حيث لا مرافقين ولا سيارات فارهة كما عودنا مسؤولين ما بعد مرحلة الشهيد.
اكملت السنة الاولى من المرحلة الاعدادية , ثم عدت للدراسة في الحديدة مرة اخرى وفي سنتها الثالثة صدمت كغيري من اليمنيين بإغتياله على ذلكم النحو القذر والمعيب المستفز لمشاعر كل اليمنيين.
ارتباط الناس بتجربة الحمدي ومحبتهم له , دفع بي للتفكير بطباعة صوره وبيعها وانا الطالب الفقير حينها. كنت المس حسرة الناس على اغتياله من كلامهم وتعابيرهم واقدامهم على شراء صوره بشغف مازلت اتذكره واستحضر تلك الايام بتفاصيلها.
لقد كانت حسرتهم باغتياله توحي لي وكأنهم على ثقة من انهم مقبلين على مرحلة من الضياع وغياب الدولة, وهو ما حدث بالفعل منذ ذلك التاريخ حتى اليوم على ايدي من تجرأوا على اغتيال حلمنا وولوجنا مرحلة طويلة من الفوضى والفساد والعائلية وغياب الدولة الذي افضى الى مانحن عليه من الجرم متعدد الاوجه والمضامين.
13 يونيو يمثل لنا في النهاية يوم ميلادنا الوطني والانساني وميلاد الدولة التي لم تدم طويلا , ولتغادرنا على قهقة " عفاش والغشمي " وتسيل دماها على خناجر عيبهم , في غرفة مبني سيظل رمزا لعار وخديعة القبيلة.