احزابنا احق بالثورة على سوء اوضاعها !
الاثنين 22 يونيو 2020 - الساعة 10:29 مساءً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
قبيل انعقاد المؤتمر الحادي عشر للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ,نشرت عدد من المقالات في صحيفة " الشارع " تناولت فيها وضع التنظيم وبعض قياداته التي كانت سببا لوصوله الى ما هو عليه من غياب الفاعلية والحضور , وطغيان العلاقات الشخصية على العلاقات التنظيمية وتحول التنظيم الى اشبه بقبيلة علينا الدفاع عن شيخها وعرفها. والاسواء من ذلك خلق فئة انتهازية من الاعضاء لا عمل لهم غير مدح والتسبيح بحمد اولياء نعمهم.
هدفت من تلك المقالات الى احداث ثورة ضد ما هو سائد من الاوضاع والعلاقات والمفاهيم الغلط التي باتت تتجذر لدى الاعضاء والاصطفافات مع هذا او ذلك , والثورة ضد مفهوم القيادات التاريخية التي غدت هي المشكلة الاساسية والمعيقة لعملية احداث التحولات المفترضة على مستوى الواقع العام , بالنظر الى المصالح التي تكونت لها في ظل نظام كريم جدا , ويمتلك لائحة محدد فيها اسعار جميع الشخصيات كلا بحسب موقعه وحدود تأثيره.
لا اخفيكم ان هذا الموقف سبب لي حرجا كبيرا , لكن بالمقابل كانت دماء " الحمدي وعيسى ومطير والرازقي وعبد السلام مقبل والسقاف " وغيرهم من شهداء الحركة الناصرية تحضر امامي اعلى واقدس واشرف من هؤلاء الذين باتوا يتعاطون مع العمل السياسي المعارض اقرب الى " طلبة الله " وفرصة لا تعوض لتكوين الثروات واقامة العلاقات العامة.
بالمقابل عمل مركز النفوذ داخل التنظيم ما استطاع من اجل اخماد هذه الصحوة خوفا من تحولها الى موقف عام يقود الى ازاحتهم والدفع بقيادات شابة لم تتلوث بعد بحوالات " علي صالح " وكرمه المعهود في شراء الذمم , كذلك اتباع اساليب الايقاع بالبعض في اوضاع مخلة , بات مخزن عفاش يمتلئ بها وقاد الى اذلال الكثير من الشخصيات العامة حزبية كانت او اجتماعية.
الاعتقاد والمفاهيم الخاطئة لدى البعض لطبيعة العمل السياسي ومضمونه هو الذي قاد احزابنا الى ماهي عليه من ضعف الاداء وسؤ العلاقات الداخلية والفساد العام.
حين يتعلق الامر بالأخر نقف ضد المحسوبية والفساد وتعيين الاقارب في مواقع المسؤولية وتغليب العلاقات الشخصية.
نرفض استغلال الوظيفة العامة وسياسة " شيلني واشيلك " وشراء الذمم والنفاق والمديح , لكن عندما يتعلق الامر بأحزابنا تجدنا نتجنب الخوض في هذه المواضيع, ليس هذا فحسب بل ونسوق المبررات ونلعن بعض الاطراف كونها وراء مثل هذه التسريبات , الامر الذي يقود الى مزيد من الاختلالات داخل هذه الاحزاب زفي مقدمتها احزاب اليسار.
فإذا كنا نكرر ونإتي ونمارس نفس الافعال
والسلوكيات لأنظمة الحكم فما هو مبرر وجودنا اذا!
وها هي قيادات اليسار جزء من سلطة فساد الشرعية , ولا عمل لهم غير الهبر وجمع الاموال وتوظيف الابناء والاقرباء وشراء العقارات , بدلا عن تواجدهم المفترض في مقدمة الصفوف , لمواجهة ما يحيط بنا من جملة الظروف التي لم يسبق لبلدنا وشعبنا ان عاشها من قبل , ومن ذلك اثق بإعادة تدويرهم في مؤتمرات شكلية قادمة رضاء او تزوير , وبعد ان يقدموا من الخارج ويقوموا امام كاميرات التصور بأداء ركعتين في مطار صنعاء بعد هبوطهم من الطائرة , في اداء تقليدي مصيب بالغثيان .
ولولا تواجد وحضور الاخ " عبد الله نعمان " ومواقفه الجريئة والمعلنة من وقت لآخر لكانت احزاب اليسار في خبر كان , وفي عداد المفقودين .
على جميع قواعد احزاب اليسار ان تقود ثورتها ضد الاوضاع السائدة وما يطلق عليها القيادات التاريخية والدفع بالشباب الى واجهة العمل الساسي والوطني , وانتهاج قيم النقد المباشر بعيدا عن اي اعتبارات لا تؤخذ في الاداء الحزبي ... فلنبداء.