اغتيال جواس .. تذكير بإرهاب الحوثي وخذلان شرعية المنفى لأدوات النصر
الخميس 24 مارس 2022 - الساعة 11:44 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
"إنا من المجرمين منتقمون".. بهذه الآية القرآنية ابتهج القيادي الحوثي عبدالقادر المرتضى رئيس لجنة الأسرى والمعتقلين لدى جماعة الحوثي، بإغتيال اللواء الركن / ثابت مثنى جواس في تغريدة على صفحته في "تويتر" بعد ساعة واحدة من حادثة اغتيال الرجل.
وفي حين يشير هذا التعليق من المرتضي إلى اعتراف ضمني بالتورط في اغتيال جواس ، الا انه ايضاً يشير الى حجم الحقد الذي تكنه الجماعة للرجل الذي انهى حياته مؤسسها الأول حسين بدرالدين الحوثي مفجر شرارة تمردها على الدولة في 2004م.
ففي نهار الـ 10 من سبتمبر عام 2004م كان الرجل – وكان حينها قائداً للواء 15 مشاة – يقف على مدخل الكهف الذي يختبأ بداخله حسين الحوثي واسرته ، بعد أن نجحت قوات الجيش بقيادات جنوبية على رأسها جواس واللواء الشهيد سالم قطن وغيرهم في سحق التمرد الحوثي ودك جبال صعدة على رؤوسهم.
ليخرج الإعلام الرسمي في ذات اليوم ويعلن لليمنين إنهاء تمرد ميليشيات الحوثي في صعدة ، بمصرع زعيمها حسين بدرالدين على يد جواس وبسلاحه الشخصي ، فيتحول الرجل إلى المطلوب الأول في قائمة الإنتقام الحوثي اثناء إجتياح ميليشياتها مدن الجنوب عام 2015م.
فشلت جماعة الحوثي في إطفاء نار الإنتقام من جواس بقتله أو أسره رغم أنه عاد مرة أخرى لمواجهتها من خلال دوره في تشكيل نواة المقاومة في جبهات العند لحج – الضالع ، وضاعف الرجل من حقد الحوثيين عليه بعد أن نجح في سحق تمردها الذي اشعله داخل عدن قائد القوات الخاصة عبدالحافظ السقاف ، الذي ولى هارباً وهو يشاهد قوات جواس تقتحم معسكره في عدن بعد أن رفض قرار الرئيس هادي بتعيين جواس بديلاً عنه.
تلاشت آمال جماعة الحوثي بالظفر بجواس ، بعد طرد ميليشياتها من مدن الجنوب بالكامل مع أواخر عام 2015م ، الا أنها أبقت عليه ضمن دائرة الرصد بحثاً عن استهدافه بطرقها الإرهابية وخلاياها الإجرامية ، حتى وإن استغرق الأمر سنوات.
كاد حلم الجماعة أن يتحقق بالإنتقام من جواس في حادثة استهداف منصة العرض في قاعدة العند عام 2019م بطائرة حوثية مفخخة ، الا أن الرجل لم يصب بأذى ، لتعود الجماعة الى متابعة الرصد والبحث عن فرصة لإستهدافه.
وجاءت المحاولة الأهم وكاد حلم الحوثي أن يتحقق في حادثة انفجار سيارة مفخخة قرب بوابة مطار عدن في أكتوبر من العام الماضي والتي اسفرت عن مقتل وإصابة نحو 50 مدنياً ، واتضح لاحقاً أن جواس كان المستهدف في الحادثة حيث كان الرجل عائداً من الخارج ، الا أن سيارته مرت قبل الإنفجار بدقائق.
وكانت السلطات الأمنية قد كشفت جانباً من تفاصيل الجريمة والتخطيط لها وبثت اعترافات لمتورطين في الحادثة تم القبض عليهم ، أشار أحدهم الى أن مخطط العملية يقيم في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين وهو من اتباع المدعو امجد خالد، أحد القيادات العسكرية الموالية للإخوان.
لتنجح الجماعة أمس الأربعاء وبعد 18 عاما ، أخيراً في الإنتقام لزعيمها من جواس واستهدافه بسيارة مفخخة ارتطمت بسيارته بالقرب من محطة وقود شمال عدن ، ليسارع القيادي الحوثي علي العماد في التعبير عن ابتهاج الجماعة بنجاحها من خلال تغريدة له على موقع تويتر، ارفق فيها صورة جواس بعبارة "يارب لك الحمد".
وبعيداً عن زاوية الإنتقام الحوثي ، سلطت حادثة الإغتيال حجم التهميش والخذلان الذي تعرض له جواس من قبل قيادة الشرعية رغم سجله الحافل في سحق أحلام الحوثي منذ عام 2004م الى حرب 2015م ، الا أن مكافأته كانت منحه منصب شرفي أواخر عام 2016م بتعيينه قائد لمحور العند ، رغم أن الرجل كان المرشح الأول لمنصب وزير الدفاع بديلاً عن الوزير الأسير محمود الصبيحي ، كشخصية توافقية يمكن أن تنجح في حشد الجهود لمعركة اليمنيين ضد الحوثي.
الا أن أدوات الفساد والعبث ممثلة بهادي ونائبه محسن وجماعة الإخوان لم يكن يعنيها هذا الكلام ، فقد كان الولاء والطاعة العمياء لها هي العامل الوحيد لنيل المناصب الفعلية داخل الشرعية وبخاصة في الملف العسكري.
ليتوارى جواس عن المشهد بمنصب شرفي منزوعاً حتى من أدوات الحماية اقلها سيارة مدرعة ومرافقين ، فظل الرجل يتنقل بسيارته المدنية العادية يقودها نجله وبمرافقين من اسرته ومنهم صهيره ونجل شقيقته وقد قضيا معه بالإنفجار.