الطبول الإصلاحية في اليمن
الجمعه 02 يونيو 2017 - الساعة 07:26 صباحاً
مروان الغفوري
مقالات للكاتب
حزب الإصلاح في اليمن هو واحدة من نسخ الإسلام السياسي الأكثر تقدماً. خلال العقد الأول من هذه الألفية شكل الحزب العمود الفقري لتآلف سياسي معارض كان الاشتراكيون والقوميون جناحيه. استمر التآلف فاعلاً إبان ثورة فبراير، وفي الفترة الحادة التي تلته. في العامين الأخيرين خاض الإصلاحيون صراعاً ضد رفاقهم الناصريين والاشتراكيين، لكنه بقي محصوراً في المستوى الفني والوظيفي. وهي مرحلة متقدمة للصراع بين الإسلاميين والقوى المدنية الأخرى. ذلك الصراع الذي يأخذ طابع الاستبعاد والعنف والتكفير والتواطؤ مع الأجهزة الأمنية في دول عربية عديدة.
انخرط الحزب في غمار ثورة الربيع العربي، كما كان جزءاً فاعلاً في التاريخ اليمني الحديث، في السلطة والديموقراطية والحروب الأهلية. خطاب الحزب ما بعد فبراير ٢٠١١ ارتكز، على نحو أساسي، على فكرتي الدولة والديموقراطية، وهو ما يمكن مشاهدته على نحو شبه يومي في تدوينات مفكر الحزب عدنان العديني.
الانتقال إلى حديث الدولة وهجرة حديث الخلافة لم يكن شأناً سهلاً، ولا هو هامشياً. فقد حدث ذلك ضمن عملية علمنة يومية تجري داخل الحزب، تطبع مواقفه وانفعالاته وتصوراته. في قمة الحزب، القمة الأعلى، لا يزال الشيوخ ممسكين بالقرار. لكنهم أيضاً باتوا معزولين إلى حد كبير عن القوة الإصلاحية الحقيقية، المتمثلة في الطلبة والطبقة البيروقراطية. أي الطبقتان المنخرطتان، والمساهمتان، في الظواهر العلمانية للحياة اليومية. الخرافات الحوثية كشفت ما بقي من الخرافة الإصلاحية الدينية وعرتها أمام نفسها. وما كان لقواعد حزب الإصلاح أن تقبل الخطاب الفكري العلماني وتتعاطى معه لو لم تكن الخرافة الدينية الحوثية قد تكشفت على ذلك النحو البدائي والمخيف. نظر الإصلاحيون إلى الخرافة الحوثية ورأوا أنفسهم، أو رأوا ماضيهم. لقد ساعد الحوثيون، بصورة ما، في ترميم أعطاب كثيرة في الذهن الإصلاحي المعرفي والنفسي.
يمكن النظر إلى مستويين في حزب الإصلاح: الحرس القديم، والأجيال الجديدة. يتشكل الحرس القديم من سلسلة شيوخ دين ذوي تكوين عقلي سلفي وجهادي في آن. المدرسة الإصلاحية القديمة كانت تنظر إلى خسارتها لبعض الدوائر الانتخابية بحسبانها ابتلاءً إلهياً، وكانت تصر على أن معركتها السياسية مع النظام تستهدف "الوصول بالدين إلى كرسي الحكم أو إلى قلب الحاكم"، كما ردد أحد أكبر قادتها.
عندما كان الإصلاحيون بعيدين عن السياسة كانوا أصدقاء لدول الخليج كلها. كما أن نسبة ذات دلالة من قيادات الصف الأول في الحزب تخرجت من الجامعات والمدارس الدينية السعودية. دب الخلاف وسوء الفهم بين الطرفين عندما قرر الإصلاحيون الانتقال إلى السياسة. لا يزال الحزب يدفع، حتى الآن، ثمن قراره الانتقال إلى السياسة. أي نقل خطابه من حديث الخلافة إلى حديث الديموقراطية.
اقترب الإصلاح من النظام الحاكم، وحاول اختطاف نظام صالح في بداياته الأولى. تأسست مصلحة مشتركة بين الطرفين، وقررا معاً القضاء على خصم مشترك: المعارضة اليسارية. بالنسبة للإصلاحيين، وكانوا لا يزالون واقعين كلياً في معطف الإخوان المسلمين، كان اليسار خصماً للعقيدة. بالنسبة لصالح كان اليسار تهديداً وجودياً. عندما انتصفت الثمانينات كان تحالف صالح والإخوان، ومن خلفهما السعودية، قد كسب المعركة. استتبت الأمور لصالح إخوان اليمن لبرهة من الوقت وتشابهت لديهم الأيام. لم يجرِ الإخوان خلال عشرات السنين من تطوير يذكر، لا على مستوى الخطاب ولا على صعيد التكتيك.
كان النصر الذي أحرزه الإخوان هو الهزيمة الأكثر جسامة التي ألحقوها بأنفسهم. فقد توقفت الآلة الإخوانية عن رؤية مشاكلها العميقة التي ما فتئ اليسار يشير إليها وينهال عليها بالضربات. كما إن تفريغ الساحة من خصم جسور كاليسار أعطى نظام صالح، وهو تشكيل أوليغارشي بلا قيم، فسحة جديدة من الوقت لاحتواء المشهد كلياً. سرعان ما هبت رياح عالمية دفعت اليسار في جنوب اليمن لقبول شكل بدائي من الوحدة الجغرافية مع نظام قبلي لم يكن جاهزاً لأي شيء، لا للإدارة ولا للسياسة.
يعترف أحد قادة الجماعة، التي صارت حزباً منذ سبتمبر ١٩٩٠٠، أنهم منحوا صالح درجة "الثابت الوطني" كالعلم والعملة والنشيد. عندما ذكرتُ تلك الشخصية بحديثه ذاك، قبل أربعة أعوام، قال إنهم كانو يفعلون ذلك لتخدير الرجل حتى يتسنى لهم "تأطير" مزيد من الناس في الحزب. لكن الحزب، وهو يجمع كل أولئك الناس، لم يكن يعرف إلى أين سيسير بهم، إلى الدولة أم إلى الخلافة.
بقي الإصلاح موضوعاً قيد التشكل، ومركباً غير مستقر. فقد انفتح بشكل كبير على ظواهر التحديث من خلاله نافذتيه الطلابية والبيروقراطية. وبينما حاولت المدرسة القديمة إمداد مستويات الحزب وسواقيه بمزيد من التعاليم السلفية عبر رفع مكثف للمناشط التطهرية، كالرحلات والمبيتات، بقيت الظواهر العلمانية اليومية ووسائط الاتصال بالعالم تفتح أمام الإصلاحي الاعتيادي أبواباً جديدةً، وتمده بخيال جديد.
اهتز الإصلاح من داخله كثيراً، ولا يزال حتى الساعة يهتز، فهو مركب غير مستقر. وفي حين تنتمي قيادة الصف الأول إلى المدرسة الدينية السعودية فإن القيادات المتأخرة كانت قد تخرجت من كليات الإعلام وكليات الدراسات الإنسانية في جامعات الشام وشمال أفريقيا. الحياة داخل اللقاء المشترك، التآلف السياسي المعارض، علمت الإصلاح لغة جديدة. مع مرور الأيام كان القاموس السياسي لحزب الإصلاح يأخذ في التغير، واختفت شيئاً فشيئاً أحلام الخلافة مفسحة المجال لفكرة عملية عن الديموقراطية وحقوق الإنسان. ولفترة ملحوظة كانت صورة المفكر السياسي اليساري المعروف ياسين سعيد نعمان تتصدر واجهة صحيفة الصحوة، لسان حزب الإصلاح، مما دفع بصحفي لوصفها ب"صحيفة ياسين سعيد نعمان". لقد أمد التلاقح الطويل بين الإصلاح والقوى اليسارية الجسد الإصلاحي بشرايين جديدة، وبمدارات جديدة للخيال.
في نهاية المطاف فقد حصلنا، بعد ربع قرن على انطلاق الديموقراطية اليمنية، على حزب إصلاح جديد يختلف على نحو أساسي عن ما كانه في ثمانينات القرن الماضي. المياه التي تدفقت في سواقي الحزب خلال الربع قرن الأخير لا تزال آخذة في التدفق، وبتسارع أكثر. ويمكن القول إن الحزب سينجز انتقالات كثيرة في المستقبل، إذا لم تدفعه الضغوط خارج تلك السواقي.
لا تزال تواجهه تحديات جوهرية مثل حتمية طلاقه النهائي من جماعة الإخوان المسلمين. فتجاوز الحزب لفكرة الخلافة يلغي احتياجه لتنظيم عابر للحدود. كما أن المرجعية الفكرية للحزب، وإن كانت مهجورة عملياً، لا تزال تحتوي على تراث مُقاتل. مرت عشر سنوات على آخر مؤتمر عام للحزب وقعت فيها أحداث رهيبة وفتاكة، كالثورة والحرب، ولا بد أن أشياء جوهرية وعميقة قد وقعت داخل الحزب، داخل بناه التنظيمية والمعرفية والنفسية. كما يمكننا توقع أن تفضي تلك التغيرات العميقة إلى تغيير واجهة الحزب وإحلال واجهة أخرى قادرة على التعبير عن شكله الجديد، الشكل المحافظ والمعولَم في آن. فإن السقوف تبلى، ويتوجب تغييرها.
بمقدورنا القول إن حزب الإصلاح، كما شاهدناه أعلاه، هو واحدة من أهم مكتسبات السياسة في الربع قرن الأخير. يشكل المساس بهذا المكتسب الاجتماعي/ السياسي اعتداءً صريحاً على ضوابط الأمن في مجتمعنا المتفكك. وإذا كانت المهمة الوطنية، في السنوات القديمة، هي الحيلولة دون أن يستحوذ الإصلاح على المشهد، فإن دفعه ليصبح حزباً أفضل، والدفاع عنه كواحد من قوى اليمنيين الوطنية هو أيضاً عمل وطني وأخلاقي.
Sultan Alshmari
2017-April-09شكرا للاخ عدنان رزيق الذي اعترف بحق المقاوم فواد المليكي المغتال من رفاقه بتهمة الاقتصاص لرفيق له مقاوما سقط بنيران حسبت علي الملكي بالخطا…… .
Sultan Alshmari
2017-April-09شكرا للاخ عدنان رزيق الذي اعترف بحق المقاوم فواد المليكي المغتال من رفاقه بتهمة الاقتصاص لرفيق له مقاوما سقط بنيران حسبت علي الملكي بالخطا…… .
ارسلان المليكي
2017-April-27كتائب حسم الذي يقودها عدنان رزيق القميشي الشبواني... عقيد فخري عينه هادي رئيس عمليات محمور تعز….. أقدمت على قتل الشيخ فواد المليكي… بتهمة قتله للعقيد ناصر القباطي قائد السلاح الثقيل في كتائب حسم السلفية… .وهكذا وبكل همجية واستهتار وبدون تحقيق وبدون قاض او نيابة او… وخارج اطار القانون والشرع والاخلاق… أجمعوا قيادات حسم المدنيين والعسكرين على إعدام فواد المليكي بشكل عااااجل… فنقلوه الى شارع ببير باشا واخرجوه وسلموه لابا ناصر القباطي ليقتلوه برعاية وحماية وباشراف كتائب حسم ممثلة بعمار الجندبي القائد العسكري للكتائب وعبدالله رزيق المستشار الاعلى…. وجمع غفير من مسلحي حسم وأمراء المجاميع التابعة لها….. ووثقوا تلك الجريمة النكراء… حيث بدأ المشهد وكأننا أمام حفلة إعدام وقتل داااااعشية بكل المعايير كتلك التي تحدث بالعراق والشام وكنا نسمع عنها سماعا\"… .. والان وبفضل الفار هادي أصبحت داعش تنموا وتترعرع في تعز وبرعاية وحضانة هادي وعلي محسن وتحالف الشر والعدوان بقيادة آل سلول….. فهل هذه هي تعز التي خرج شبابها في 2011م لبناء الدولة الحديثة والعادلة…. فهنيئا\" لتعز تلك الدوله……….. فأنتم ببضاعتكم تفرحون. أللهم لا شماتة.