من قصف صنعاء الى قصف جدة .. ٧ سنوات عجاف حصدتها السعودية بإيادي هادي والإخوان

الاحد 27 مارس 2022 - الساعة 12:11 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


"أنها العدالة السماوية" بهذه العبارة يختتم أحد أنصار جماعة الحوثي منشوره على حائطه في "الفيسبوك" مبتهجاً بالهجمات التي شنتها جماعته على منشآت مدنية في الداخل السعودي أمس الجمعة إحياءً للذكرى السابعة لإنطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015م.

 

 ارفق هذا العنصر الحوثي منشوره بصورة تدمج بين تغطية قناة "العربية" السعودية للحظة انطلاق عاصفة الحزم بقصف مواقع لميليشيات الحوثي في صنعاء ، واسفل منها صورة لذات القناة يوم أمس وهي تغطي الهجمات الحوثية على الداخل السعودي. 

 

هذه المقاربة الحوثية ورغم انها تلخص صورة المشهد وما آلت اليه الأمور بعد 7 سنوات من انطلاق عاصفة الحزم ، الا أنها تجانب الحقيقة بشكل كبير ، كما أنه لا وجه للمقارنة عسكرياً بين تأثير الحدثين.

 

فلم تكن "العدالة السماوية" هي من حولت جماعة الحوثي من طرف عاجز متفرج لطائرات التحالف وهي تدك قواعده العسكرية ومخازن السلاح وتنهي قوته الجوية تماماً مع الدقائق الأولى لعاصفة الحزم ، الى طرف يرسل صواريخه وطائراته المسيرة الى عمق السعودية والإمارات بعد 7 سنوات من المشهد الأول.

 

فهذه القدرة لم يكن الحوثي يمتلكها ولم يرثها من الدولة التي أسقطها في سبتمبر 2014م ، بل هي قدرة اكتسبها لاحقاً بدعم إيراني غير محدود ، ساعده في ذلك إطالة أمد الحرب بسبب إدارتها بخليط من العبث والفساد من قبل قيادة الشرعية والأدوات التي اسند اليها الملف العسكري برضا سعودي ، ممثلة بنائب الرئيس علي محسن الأحمر ومن خلفه جماعة الإخوان المسلمين.

 

فخلال أول عامين من الحرب 2015م-2016م لم يكن لسلاح الطيران المسير أي دور يذكر لصالح جماعة الحوثي ، وجرت محاولات محدودة وأغلبها فاشلة لإستخدامه من قبلها في الجبهات ، فقد كان الأمر لا يزال قيد التطوير والمحاولة كما أن الجماعة كانت حينها مشغولة بوقف اكتساح القوات الجنوبية وقوات الجيش الوطني لجبهاتها جنوباً وشمالاً.. 

 

مشهد عسكري ساخن صعب من مهمة الميليشيات في وصول الأدوات والخبرات الإيرانية لتسريع قدراتها في الصواريخ والطيران المسير ، وما ضاعف من ذلك اقتراب المعارك من مدينة الحديدة ومينائها الذي يعد المنفذ الأهم لتهريب قطع الصواريخ والطائرات المسيرة.

 

لتأتي الإنفراجة الأهم عسكرياً لجماعة الحوثي أواخر عام 2018م بتوقيع الشرعية على اتفاق السويد الذي أوقف معركة تحرير ميناء الحديدة وابقى مينائها بيد الجماعة ، و بتوقيع الإتفاق انتهت بشكل عملي المعارك العسكرية في اليمن.

 

حيث كانت الجبهات التابعة للشرعية قد شهدت مع بداية 2017م موت سريري مع تعيين الجنرال الأحمر نائب لهادي وتوليه الملف العسكري، ومع توقيع اتفاق السويد بدأت هذه الجبهات مسلسل انهياراتها المريبة لصالح ميليشيات الحوثي ، بالتزامن مع تفجير لوبي الإخوان داخل الشرعية للصراع في المحافظات الجنوبية مع المجلس الإنتقالي.

 

كل ذلك صنع لميليشيات الحوثي وضعاً عسكرياً متفوقاً ومريحاً لأربع سنوات، أتاح لها الوقت لتطوير قدراتها العسكرية، بعد أن سهل الفشل العسكري والتواطؤ المفضوح  من قبل أطراف داخل الشرعية من عمليات تهريب قطع الصواريخ والطائرات المسيرة والخبرات الإيرانية براً وبحراً وعبر شبكات تهريب تمر من المناطق التي تسيطر عليها القوات الموالية لجماعة الإخوان والجنرال الأحمر.

 

وبدأت ثمار ذلك تظهر مع تزايد هجمات الميليشيات لإستهداف مواقع داخل السعودية والإمارات ، بلغت نحو 600 هجوم بصاروخ بالستي ونحو الف هجوم بطائرة مسيرة بحسب ما أعلنه المتحدث باسم ميليشيات الحوثي الأسبوع الماضي حول حصيلة النشاط العسكري لها خلال سنوات الحرب الـ 7.

 

المتحدث باسم ميليشيات الحوثي أكد على وجود مخزون كبير من الصواريخ البالستية والطيران المسير ، مهدداً باستهداف بنك من الأهداف في دول التحالف وتحديداً السعودية.

 

السعودية التي باتت اليوم هدفاً لهذا الإرهاب الحوثي نتيجة الفشل العسكري على الأرض والذي قاده اليها فساد وعبث هادي ونائبه الأحمر وجماعته الإخوان المسلمين بالشرعية كل هذه السنوات.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس