مجلس القيادة الرئاسي .. مجلس سلام أم مجلس حرب ؟!
الاثنين 11 ابريل 2022 - الساعة 01:10 صباحاً
المصدر : المحرر السياسي
في أول خطاب له بعد تنصيبه رئيساً لمجلس القيادة الرئاسي وعد رشاد العليمي الشعب اليمني بالعمل على انهاء الحرب واحلال السلام ، مؤكداً بأن المجلس هو مجلس سلام.
ورغم استدراك العليمي في خطابه بأن المجلس "أيضاً مجلس دفاع وقوة" ، الا أن مضامين الخطاب خلت من أي إشارات واضحة للخيار العسكري كما أنه أشار في بداية خطابه على أن الهدف الرئيسي هو السعي لإنهاء الحرب وبناء السلام.
وفي حين ان أحد بنود إعلان نقل السلطة من هادي الى المجلس نص على وظيفته المجلس بتولي المفاوضات مع جماعة الحوثي ، كان لافتاً اعلان البيان الختامي لمشاورات الرياض عن فشل الخيار العسكري في اليمن وضرورة التخلي عنه.
صبغة السلام التي حاول رئيس المجلس اضفاءها على المجلس واسقاط مشاورات الرياض للخيار العسكري ، لا يدعمها تشكيلة المجلس وطبيعة اعضاءه والتي تشكل منه صورة لمجلس حرب لا مجلس سلام.
فباستثناء عضو المجلس عبدالله العليمي مدير مكتب هادي والقيادي بحزب الإصلاح ، فأن باقي أعضاء المجلس السبعة بما فيهم رئيس المجلس جلهم اما يحملون رتب عسكرية او قادمون من جبهات الحرب المواجهة لمليشيات الحوثي في اليمن ، وبعضهم له تاريخ حافل من العداء والمواجهة ضدها.
بل أن خمسة منهم يحملون رتبة لواء وهم ( الرئيس رشاد العلمي وعيدروس الزبيدي وسلطان العرادة وفرج البحسني وعثمان مجلي ) في حين يحمل العضوين الأخرين رتبة عميد وهما ( طارق صالح وابوزرعة المحرمي).
فرئيس المجلس رشاد العليمي من ابرز الرجالات الأمنية في عهد صالح وشغل منصب وزير للداخلية لسنوات بالإضافة الى منصب نائب رئيس الوزراء لشئون الأمن والدفاع وتولى الرجل لفترات ملف مكافحة الإرهاب وهو ما اكسبه علاقات مع أجهزة المخابرات الغربية ، كما يعرف عنه بموقفه العدائي مع أفكار الحوثي الامامية.
أما باقي أعضاء المجلس والذين يعتبرون نواب ، فأغلبهم تصدر المواجهة المسلحة مع جماعة الحوثي خلال سنوات الحرب بل ان أحدهم تصدرها مبكراً ومن اللحظات الأولى لنشوء الجماعة وفي معقلها بصعدة عام 2004م ، وهو اللواء والقيادي المؤتمري وأحد مشائخ صعدة البارزين الشيخ عثمان مجلي ، ودفع ثمن ذلك غالياً.
في حين أن عيدروس الزبيدي يحسب له قيادته لأول انتصار في الحرب بوجه جماعة الحوثي والمتمثل بتحرير الضالع في مايو 2015م ، وهو ما صنع منه قائداً جنوبياً بارزاً أهله لأن يكون رئيساً للمجلس الانتقالي الجنوبي الغطاء السياسي لتشكيلات عسكرية جنوبية تمكنت من تحرير المحافظات الجنوبية وتقف اليوم سداً امامها للعودة الى الجنوب في جبهات تمتد من الضالع الى لحج وأبين وصولاً الى شبوة.
وهو ذات الدور الذي لعبه - وان اختلفت التفاصيل - الشيخ اللواء / سلطان العرادة في مأرب ، حيث لعب دوراً بارزاً تعدى منصبة كمحافظ لها الى قائد لمقاومة قبائلها التي تصدت لجحافل الحوثي عام 2014م ، واستمر ذلك الى يومنا هذا ما جعل من سقوط مأرب بيد الحوثي ضرباً من الخيال او المستحيل.
عضو المجلس الذي خطف الأضواء وحديث وسائل الاعلام فقد كان العميد عبدالرحمن المحرمي "ابوزرعة" قائد ألوية العمالقة الجنوبية التي مثلت هي وقائدها اشبه بالكابوس المرعب بالنسبة لجماعة الحوثي بعد ان اذاقتها الهزائم العسكرية في الساحل الغربي وفي شبوة مؤخراً.
وبالحديث عن هزائم الحوثي في الساحل الغربي يبرز اسم العميد طارق صالح قائد المقاومة الوطنية او حراس الجمهورية التي تشكلت بعد فشل انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017م التي قادها عمه الرئيس السابق علي صالح ، أي أن علاقة العداء بين الرجل وجماعة الحوثي لا تحتاج الى حديث.
أما العضو السابع بالمجلس فهو اللواء فرج البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية بحضرموت والذي سبق وان أعلن حالة الطوارئ وتجنيد قوات احتياطية لمواجهة مليشيات الحوثي في حالة تقدمها نحو المحافظة من مأرب او شبوة.
تشير تشكيلة أعضاء المجلس بوضوح الى أن الخيار العسكري بوجه الحوثي لم يسقط من الطاولة بل انه لا يزال مطروحاً ، وهو ما يعززه تصريح نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان والذي يوصف بأنه المكلف بملف اليمن بعد تشكيل المجلس.
حيث أكد بن سلمان على استمرار تحالف دعم الشرعية في اليمن بدعم المجلس على كافة الأصعدة بما في ذلك الدعم العسكري لحين الوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة.
كما ان القول بفشل الحلول العسكرية كما زعم بيان اختتام المشاورات يعد حكماً غير صائب ، فلم يفشل الخيار العسكري خلال سنوات الحرب الـ 7 بل فشلت أدوات إدارة الخيار العسكري ممثلة بهادي ونائبه علي محسن ، وأوضح دليل على ذلك هم أعضاء المجلس وتجاربهم في مواجهة الحوثي والتي تؤكد ان هزيمتها عسكرياً اسهل من اقناعها بفكرة السلام.