أهدرت إيماني

الثلاثاء 07 يوليو 2020 - الساعة 09:20 مساءً

 

أهدرت إيماني على كائنات الله، بشرٌ واسوار وأفكار، لواعجٌ تغتال جوارحي وجوانحي، وتضرب على صدري جبالاً، وعلى عيني قيوداً خمريَّةً من سندس الأحلام.

 

أهدرت إيماني على خيوط الرصاص المذاب في عتاد المحوسبات، وصفير الرنين الهاتفي، ولحاء المايكروفون، إذ امتجغته قبل يتيمة حرمت تذاكر عبورها الشرعي إلى وجه الظلام الضيء، بنور كريمات التبييض وفرشة الألوان المصنعة، وبراعة  مرمم الأنياب الذي يحصد مالاً دافئاً وابتساماتٍ سخية!

 

أهدرت إيماني على حشرجة الحناجر الضمئى  لـ "عدالة" فنيت من أزلٍ بعيد، ويؤكد علم النواميس أن "العدالة" أسطورة فسقت، لعوبٌ تضاجعُ أخيلة التائهين، وقد رصدت لآخر مرةٍ في اسطبل خرافات تعفن بسمادها الذري المكتل في أدمغة الفقراء وقليلي الحيلة.

 

أهدرت إيماني على مكعبات الكلام المائع الذواب، في قوالب التأطير والتنظير، وسجع النُظَّامِ، وبردة الشعراء ما قفوه وما نثروه، وصلابة الهراء الفخم الطنان في حدادة الفلاسفة، بمطارقها المجوفة وحشوتها: برادة عظام الجُهال، والقراء والفقراء، الثاملين هياماً في لهيب الرماد المتشبث كشعلة ثلج مقوسة ترتج راقصة كلما اهتزت ذقون كهان الهراء الفلسفي.

 

أهدرت إيماني على حماسة الدم الموزع بين ذوي قربى، ورحابة الروح بين الندامى، ورباط محبة وإخاء على ضفائر الجينات المُحَاكَةِ من جدائل الدخان، أو تشابه ضمائر ألفت تبادل زيفها، وأرواح مجندة لعداءٍ تستولده بعشق، على تضاعف جوهر، نشدد أنه نحن، ونحن جميعها، تمزعت ذراتها في وسن التثاؤب، لا شيء يربطها سوى ادعاء آصرةٍ مشدودة صلدة كالصخر وما ترى بتجردٍ إلا: لزجٌ هُلام!

 

أهدرت إيماني في تصور جنة فضلى، تخضبت مباهجها، من نقرة هذا الوجود الإنساني الضحل، من رتوش الأحبة وعبوس الغرباء وضمائر الأعداء، وخيانة الخُلصاء,,

إنني ألحدتُ فيما ليس يغني عن شقائي، وراكمت البلاء قرباناً لكامن في الغيب، برجاءٍ كسيح ما عدت أتقن لحنه، إلا يرفق، فإني كسير تعلق ذمته، وهمى,,

 

من صفحة الكاتب على الفيس بوك

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس