عدنان الحمادي .. محاولات اغتيال التاريخ بعد اغتيال الجسد

الاربعاء 04 مايو 2022 - الساعة 11:55 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


 اختمت قناة "اليمن" الرسمية السبت الماض سلسلة برنامجها الوثائقي الذي عرضته طيلة شهر رمضان وحمل اسم "قصة بطل" بتناول قصة الشهيد العميد / عدنان الحمادي قائد ومؤسس اللواء 35مدرع بتعز.

 

وعلى عكس حلقات البرنامج التي بثت طلية الشهر ، كانت حلقة الشهيد عدنان الحمادي وحدها من اثارت الجدل وردود الأفعال الغاضبة والمحتجة تجاه تناول القناة لسيرة الشهيد ، على الرغم من أن الحلقة لم تقدم أي معلومة خاطئة.

 

الا أن مشاعر الغضب والإحتجاج جاءت من السياق العام الذي ظهرت فيه الحلقة وقرأه المتابعين بشكل واضح ، وهو محاولة التقليل من الدور الحقيقي الذي لعبه الشهيد عدنان الحمادي في منع سقوط تعز بالكامل بيد ميليشيات الحوثي وصناعة نواة المقاومة والجيش هناك.

 

ردود الأفعال الغاضبة وصلت حد وصف الحلقة بأنها محاولة اغتيال لتاريخ الرجل من قبل الإعلام الرسمي الذي لا يزال خاضعاً لنفوذ جماعة الإخوان وهي الجهة التي توجه لها أصابع الاتهام بالوقوف خلف جريمة اغتيال الشهيد عدنان بعد أن مهدت لذلك بحملة تحريض ضده استمرت لسنوات.

 

هذه الإتهامات لها ما يبرر بالنظر إلى مضمون الحلقة التي اعتمدت على شهادات من قيادات عسكرية كانت ضمن "المعسكر الإخواني" بوجه الشهيد عدنان بشكل واضح ، كأركان محور تعز العميد / عبدالعزيز المجيدي ، أو ضمنياً كأركان اللواء السابق العميد / عبدالملك الأهدل الذي تم تعيينه كقائد للواء 17 مشاه عقب اغتيال الشهيد.

 

ما أدلت به هذه القيادات في سياق حديثها عن الشهيد وإن كان ظاهره الإشادة بدوره ، الا أن باطنه الخفي كان التقليل من الدور الحقيقي له ، وتركيز الحلقة للحديث عن دوره في إعادة تجميع اللواء 35 وأغفال الدور الحقيقي والمحوري الذي لعبه بالأيام الأولى للحرب في تعز.

 

فالشهيد هنا كان مجرد "أحد القيادات" العسكرية التي تصدت لميليشيات الحوثي بتعز، وهي العبارة التي كررها كل من المجيدي والأهدل في الحلقة بشكل لافت في الحديث عن دور الشهيد عدنان في هذه المرحلة المفصلية والذي غير المشهد في تعز بل ومنع سقوطها بالكامل بيد الميليشيات.

 

ما أراده المجيدي والأهدل هو طمس حقيقة أن الشهيد عدنان الحمادي كان "صاحب الطلقة الأولى في تعز" ، هذا اللقب الذي اطلق على الشهيد وكان ولا يزال مثيرا لجنون الإخوان ، فهو يعري حقيقة تواري قياداتها عن المشهد في تعز في لحظاته الأولى ، بل يعري خيانتها وهروبها من إسناد الحمادي ورفاقه وهم مطوقين داخل مقر اللواء بالمطار القديم لـ 18 يوم من قبل جحافل ميليشيات الحوثي وصالح.

 

ملحمة بطولية سردها لـ "الرصيف برس" الشهيد عدنان الحمادي في حوار مطول اجريناه معه ونشرناه في 5 حلقات مطلع عام 2018م، لتوثيق الدور البطولي والتاريخي للرجل.

 

الحلقة الأولى>>

https://alraseefpress.net/?p=news_details&id=1235

الحلقة الثانية >>

https://alraseefpress.net/?p=news_details&id=1282

الحلقة الثالثة >>

https://alraseefpress.net/?p=news_details&id=1309

الحلقة الرابعة>>

https://alraseefpress.net/?p=news_details&id=1334

الحلقة الخامسة>>

https://alraseefpress.net/?p=news_details&id=1352

 

وقبل هذه الملحمة كان الشهيد قد اتخذ القرار المفصلي الذي غير الوضع تماماً في تعز ، حين أمر بنقل أغلب أسلحة ومعدات اللواء من مقره بالمطار القديم ونشرها داخل المدينة بعد أن ادرك بحس القائد حتمية سقوط المقر نظراً للفارق الكبير مع ميليشيات الحوثي وصالح حينها.

 

أسس هذا القرار وهذه الخطوة لنواة صمود مدينة تعز بوجه ميليشيات الحوثي ، ولو أن الشهيد لم يتخذه لكان المشهد اليوم  مختلف تماماً وربما لكان الحديث اليوم عن تحرير مدينة تعز من ميليشيات الحوثي وليس عن فك حصار الميليشيات لأطراف المدينة.

 

وعقب سقوط اللواء ترك الشهيد هذه "النواة" لقادات معارك التصوير الاخواني لصنع بطولاتهم الإعلامية داخل مدينة تعز بأسلحة اللواء وأفراده ، وانتقل لإعادة بناء اللواء لتحرير وتأمين 10 مديريات في ريف تعز.

 

واذا ما اضفنا دور كتائب ابوالعباس في داخل مدينة تعز ، فان الحقيقة التي تبرز واضحة وضوح الشمس في كبد النهار ان أكثر من 90% من المناطق المحررة في تعز اليوم تم تحريرها بقوات واسلحة وأفراد اللواء 35 مدرع وقائده الشهيد عدنان الحمادي.

 

حقيقة لا شك وأنها ترعب تجار الحرب وقادة المعارك الوهمية والبطولات المزيفة في تعز، ولا بد أن تطالها أياديهم بالاغتيال كما طالت اياديهم لإغتيال من صنع هذه الحقيقة الشهيد عدنان الحمادي نهار الثاني من ديسمبر عام 2019م.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس