تعز.. عصابات مليشاوية وظلمات بعضها فوق بعض!!
الخميس 23 يوليو 2020 - الساعة 07:31 مساءً
عبدالله فرحان
مقالات للكاتب
تعز المدينة عاصمة سلطات الشرعية بالمحافظة، كلما قلنا: عساها تنجلي. قالت سلطة الفوضى: هذا مبتدأها..
فعلى بلاطة بيضاء ولأول مرة استخدم مفردات توصيف صريحة وواضحة دون الهروب إلى الإشارات والتلميح في أدبيات كنايات التوصيف.
فالحقيقة بأن عوام الناس صغيرهم وكبيرهم ذكورا واناثا جميعهم ومن اعماق صدر مفطور. لسان حالهم يقول: بان مشكلة تعز الشرعية تكمن في اختطاف سلطة الواقع من قبل جماعات صبيانية عبثية تنتهج المليشاوية كسلوك متجذر في ذاتها ومتجسد في قناعاتها..
جماعات لم تكن يوما في ماضيها التراكمي مسؤولة ولو على مستوى حراسة مدرسة او بواب عند مدخل عمارة..
واقع تعز المؤسف، تتسابق نحو العبث فيه جماعات فوضى مراهقة امتلكت السلاح وتحصنت بمزاعم النضال جعلت من قضايا تعز الوطنية والإنسانية سلعة تجارة وشطارة فود ونهب..
حقيقة واقع تعز يؤكد بان نفوذ التفرد المسيطر على مجريات الحدث اليومي لن يرتقي يوما إلى ادنى مراتب سلم المسؤولية.
فكثير من سلوكيات جماعاته تؤكد بان امكانية التأهيل نحو المؤسسية او القيادات المسؤولة امر محال فلا يمكن لتعز السير اليوم او الغد نحو شبه المؤسسية في حدودها الدنيا ولو إلى مستويات الفساد المؤسسي..
كثيرا ما كانوا يزعمون ويتحججون بان جماعات ابو فلان وام فلانه تشق الصف وتعبث بالامن وتعيق بناء المؤسسية.
وكنا نوافقهم ذلك ونضحي بأولئك حتى قبلنا بإزاحتهم عن المشهد والنفي بعيدا لتخلو الاجواء لهؤلاء ويتحسن اداؤهم مقابل نيلهم سلطة التفرد دون منازع او شريك.. ولكن تفردهم لم يزدهم سوى غرور وطغيان فالارض ارضي والسماء تبارك عبثي.
زعموا بان امكانياتهم لفرض الامن والاستقرار تفتقر لإمكانات السلاح والمعدات فتم منحهم كثيرا منه حتى فاق عدد الاطقم والآليات العسكرية والامنية عدد الدراجات النارية والسيارات والمركبات المدنية..
وللأسف توسعت الفوضى واستخدمت كثير من تلك المعدات في مهام الاعتداء على المؤسسات وتطويق وحصار المكاتب والهيئات وتعطيل للخدمات.
على مداخل تعز الرئيسة قيادات لا مسؤولة استحدثت نقاط جبايات عسكرية غير قانونية لا تقل توصيفا عن أعمال التقطع البلطجية يوميا تصدر في شأنها تكاليف لفلان او فلان لمهام جبايات التحصيل حتى تحولت إلى مطامع فود تتسابق عليه قيادات وجماعات الفود حتى انتهت مؤخرا إلى معارك واقتتال شهدتها منطقة الضباب قبل ايام سقط فيها قتلى وجرحى على خلفية ازدواج تكاليف جبايات من قبل قيادات لفلان وفلان. ليعقبها اشتباكاتها في اليوم التالي أحداث شغب وقطع شوارع ومعارك رعب وارهاب في اوساط المدينة على خلفية معركة نقطة الجبايات وتتزامن مع معارك عسكرية اخرى تسقط عدد من الضحايا في معركة فود البسط على الاراضي في احياء عمد والحصب وسط مدينة تعز عاصمة الشرعية في المحافظة.
مارب وشبوة وعدن وغيرها رواتب الجيش والامن فيها متأخرة دون الصرف منذ اشهر ولم نسمع في اي منها احداث شغب ومعارك رعب واجتياح للمؤسسات باستثناء تعز التي احتج فيها السلاح مطالبا للراتب وعاث فيها الخراب فأصابت رصاصاته نساء وارعبت اطفالا واتلف ابطال عنترياته ممتلكات عامة وخاصة في ظل صمت وقبول ورضا وموافقة ضمنية من قبل قيادات..
جماعات وكتائب قبل ايام اغلقت البنك المركزي وفي اليوم التالي اغلقت بنك الكريمي ومحلات تجارية وصرافة ومؤسسات.
لجنة تعز الامنية عقب تلك الاحداث عقدت اجتماعها الشهير يوم في 15يوليو 2020 وتقرر فيه عبث بدء التدشين لمعارك اقتتال عسكرية ستأتي حتما كنتاج طبيعي لسباق الاستحواذ والنيل لفود ال 50% التي قرر اجتماع اللجنة الامنية استقطاعها للعسكريين من حصيلة الايراد المحلي المخصص لموازنات الخدمات البيئية والصحية وموازنات تشغيلية للمكاتب المدنية..
وهو الامر الذي جعل احد القيادات العسكرية ينتفض في صبيحة اليوم التالي لقرار الفود ليسارع باكرا نحو اقتحام مقر قيادة السلطة المحلية بالمحافظة برفقة قواته ومعداته العسكرية مطالبا بحصته المالية من قرار الفود ال 50% ومدعيا حق الاولوية في استحقاقها اكثر من غيره مؤكدا على ذلك من خلال ارتكابه لأعمال عنف تكسير للمكاتب وتحطيم للأبواب وطرد للموظفين كتعبير وفق ثقافته عن مدى استحقاقه وضرورات تلبية مطالبه...!!
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك