عسكرة الحجرية يعني ضرباً للحياة السياسية والمدنية في عقر دارها، وتدمير نواة المجتمع المدني في اليمن.. لهذا نجد كل رؤساء اليمن حرصوا على عدم عسكرة الحجرية، بالرغم من الموقع الاستراتيجي التي كانت تمثله الحجرية في ذلك الحين كحدود شطرية لدولتين فيما كانت تسمى بالجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية.

السؤال المطروح، هل يدرك الرئيس هادي بأن صمته عن عسكرة الحجرية والسماح لنائبه بدمير المجتمع المدني يعد أسوأ انقلاب بتاريخ الحياة السياسية اليمنية؟

نستطيع القول بأن عسكرة الحجرية ليس انقلاباً ضد حاكم، بل أسوأ من ذلك بكثير.. لأن عسكرة الحجرية يمثل انقلابا على النضال السلمي والحياة السياسية والديمقراطية باليمن.

عموماً.. هل تدرك الأحزاب السياسية بان عسكرة الحجرية يعني نهاية الاحزاب ونهاية قيم المدنية..

ختاماً.. لا يسعني إلا ان أقول بأن الحجرية هي الريف التي ساهمت في تأسيس المدن والحياة الحضرية، وهي من صبغت المدن بقيم المدنية.

فعسكرة الحجرية ليس استهدافا لمنطقة جغرافية فحسب، بل استهداف للقيم المدنية، والسعي إلى ملشنة الحياة السياسية. ونقل التجربة المليشاوية السائدة الى عقر دار المجتمع المدني.