اللاعب الجديد
الاثنين 12 يونيو 2017 - الساعة 04:38 صباحاً
شهاب عارف المقطري
مقالات للكاتب
تلوح بالافق حرب اقتصادية مصيرية لكبار اللاعبين في دول الاقليم والعالم تمشي على الصحراء النفطية الدافئة وبالضرورة سوف تنتج تغيرات كبرى قد لا يمكن اسقاطها على خرائطها الجغرافية اليوم لكنها ستمثل مدخل لعاصفة كبيرة.
أحد أهم اللاعبين في الخليج اليوم تتحدد في واشنطن كمحور نفوذ وكمصالح اقتصادية حصرية لها أومجتمعة مع دول اوروبا لتدفق هذه المصالح لهم وهو ما يعزز قوتها في القرار الدولي.
أما للاعب الثاني فهي ايران وهذا واضح في تفوقها الملحوظ بعد نجاح مجمل تدخلاتها العسكرية والسياسية في العراق ولبنان وسوريا وتفكك مجلس التعاون الخليجي اليوم ولا يوجد ما يوحد مواقفها وسياساتها العامة
حتى ان من يتضامن مع دولة محددة فهو ينسج علاقاته مع اللاعبين بمعزل تام عن الآخر
من ناحية ستلعب هذه التغيرات داخل البلدان الخليجية دورا في خط استراتيجية التدخل أو الانسحاب من النفوذ لدى الدول
وفي المجمل فإن المشهد يندفع لحدث أكبر خصوصاً اذا استمر الوضع في سوريا على حاله وكذلك في اليمن وخاصة أن المشهد لم يعد تحليلات ولا تكهنات بل وقائع على الأرض ومنها تفكك مجلس التعاون الخليجي وظهور طلائع مشروع التعاون الإيراني مع بعض الدول الخليجية الذي يسعى ليستقطب عواصم جديدة تخرج من دائرة اللغطاء السعودي وتدخل إيران في طريق موضعها الإقليمي.
وقد لا تقول اللغة الدبلوماسية ذلك ولكن واقع حراك ومواقف الدول وشبكة الزيارات المكثفة تُعطي هذه الدلالة التي اتخذت إيران شريك إقليمي مطلوب في المنطقة.
ولكن السؤال الان هل تتماشى واشنطن المهيمن الأكبر في تاريخ الخليج مع الاحداث ببرودة تامة وهل ترضى ان تحل ايران محلها؟
يمكن القول هنا ان ذلك لا يعني أن واشنطن ستغادر تماماً ولكنها ستفرغ مواقع لمصالح شركاء أضمن في تأمين نفوذها وبما يعطي ذلك الشريك حصته
ولا يزال الخليج العربي بثرواته وآباره النفطية يعني الكثير لواشنطن ولكن وجود قناعات أيضا تفهم من نهج الادارة الامريكية أن المرحلة لا بد فيها من تغير التموضع والقبول بشراكة ايران لاحتواء نفوذها مع الاحتفاظ بمصالح الاولى وموقعها.
الخلاصة أن الاحداث والمعطيات المتشابكة التي تعيشها دول لخليج اليوم تتلقاها حسابات تقاطعات ضخمة وتوافقات سرية تستعد لإعلان الخليج الجديد بين اللاعب الجديد الإيراني والمركز المقدس الأميركي ولكن ضبط الايقاع لا يمكن تحديد مستوياته وقد يصل الوضع إلى حد الانفجار الضخم في المنطقة.