مليشيات الجيش الوطني بتعز

الاربعاء 29 يوليو 2020 - الساعة 01:31 صباحاً

 

طفح الكيل ولم تعد لدي القدرة على التبرير ومغالطة الذات، فما يحدث في مدينة تعز  من قبل مسلحين ميلشاويين يتبعون لهذا أو ذاك لم يعد يحتمل( ميلشاويون لأنه يستحيل أن ينطبق عليهم جيش وطني) ، كل يوم والآخر يقومون بقطع الطرقات داخل المدينة ويرعبون المواطنين بإطلاق الأعيرة النارية وتوجيه السلاح نحوهم ليمنعوهم من العبور إلى منازلهم أو قضاء حاجاتهم.

هذا اليوم استغرقت ساعتين للوصول من أمام قسم الجديري في القبة إلى الحصب أمام جامع الشيباني وهي مسافة لا تتجاوز ٥٠٠ متر، حاولت التفاهم مع احد قطاع الطريق قائلا له: هل لكم حق عندي حتى تمنعني من الوصول إلى منزلي؟  فكان رده بأن رفع سلاحه في وجهي قائلا والله ما تعبر دور سيارتك وارجع قبل ما اضرب رصاص مما اضطرني إلى العودة لزحمة وسط المدينة ومن ثم الصعود إلى طريق الدائري والنزول إلى الحوض ثم عصيفرة ووادي القاضي إلى المنتصف لأن نهايته مقطوعة ومن ثم الدخول إلى منطقة البعرارة والدخول من هناك بطرق فرعية للوصول إلى مسكني في الحصب.... حسبي الله ونعم الوكيل.

 

لم نسمع أن مليشيات الحوثي قطعت الطريق في يوم ما في أي من المدن المسيطرة عليها، بينما يحصل هذا مرارا وتكرارا في مدينة تعز ونشكي من العدو الذي قطع منافذ العبور القريبة إلى المدينة... على الاقل ذاك عدو، لكن ماذا نسمي فعل من يفترض به حفظ امن الناس في تعز.

لدى مليشيات الحوثي كم سمعنا عن أحكام بالإعدام على قتلة وتنفيذ تلك الأحكام، بينما في مدينة تعز يتجول القتلة في شوارعها دون أن نسمع يوما ولو مجرد حكم بالإعدام على قاتل وإن لم ينفذ الحكم.

 

سيقول لي أحدهم أن من يقطعون الطريق لا يمثلون الجيش الوطني، اقول لهم هذه مغالطة فإذا كانوا كذلك فعلا لماذا لم تتخذ السلطات الأمنية والجيش الذي تقبع ألويته داخل المدينة إجراءات رادعة بحقهم تمنع قيامهم بمثل هذا الفعل الاجرام؟

 

، بل لماذا لم يتم تسريحهم من الجيش؟

 فمثل هذا الفعل لا يقوم به أفراد جيش او أمن في أي بلد في العالم...

معلوم أن المواطنين المدنيين يمكن أن يحتجوا ويتظاهروا ويقطعوا الطرقات بسبب مطالب معينة، لكن جيش وأمن لم يحدث ذلك مطلقا، ما يحدث أن الجيش يمكن أن ينقلب على الحاكم إذا كان غير راض عنه...

أنا وجميع الناس دائما نستنكر تأخر رواتب الجيش والأمن لكننا لسنا مسؤولين عن ذلك بل ان المسؤولين هم القيادات العليا في الجيش والأمن والحكومة والرئاسة لكن هؤلاء جميعا لا يتضررون من قطع الطرقات في تعز وترهيب المواطنين العزل.

لكن يبدو أن قول الزبيري ينطبق على هؤلاء

وعسكري بليد للأذى فطن.... كأن إبليس للطغيان رباه.

 عندي خمسة أبناء كنت أفخر انهم انتموا للمقاومة الشعبية في تعز للدفاع عنها ضد مليشيات الحوثي واضبحوا بعد ذلك رسميا ضمن أفراد المؤسسة العسكرية، ثلاثة منهم اصيبوا في الحرب أحدهم سببت إصابته إعاقة دائمة، لكني الآن أشعر بالخجل بالتحدث عن انتمائهم للمليشيات المسماه ظلما جيش وطني.

أتمنى أن يفيق ابنائي عن سباتهم ويعون بأن مكانهم ليس مع المليشيات وأن يبحثوا عن مستقبلهم في أعمال أخرى، والا فلا معرفة لي بهم.

الجيش هو من يحفظ كرامة الشعب وحريته وليس من يضطهده ويذله بقوة السلاح كما يحدث في تعز.

الأمن هو من يحفظ أمن الشعب وليس سببا في عدم امنهم كما هو الحال في تعز.

من الأفضل لي أن يحكمني عدوا يحفظ أمني على أن أعيش مع صديق يقلق أمني، فالشعور بالأمن حاجة اساسية مثلها مثل الحاجة إلى الطعام والشراب.

أدرك أن من لم يمر مثلي بتجارب قطع الطرقات المتكررة والرعب الذي يحصل فيها سيقول اني متحامل، لكن هذه وجهة نظري على صفحتي ولن اجبر أحدا على تأييدها.

أخيرا اقول حسبي الله ونعم الوكيل على كل عابث بأمن الناس وسلامتهم، وكل من بيده إيقاف هذا العبث ولم يفعل.

 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس