حوار خاص مع قائد اللواء 35 مدرع بتعز عدنان الحمادي .. قصة الطلقة الأولى لمقاومة تعز (2- 5)
الاربعاء 13 ديسمبر 2017 - الساعة 11:21 مساءً
المصدر : خاص
حاوره /عمار علي أحمد
عند الحديث عن الحرب في اليمن التي تقترب من عامها الثالث لا يمكن أغفال الدور المحور الذي لعبته تعز في هذه الحرب منذ اليوم الأول.
فكما كانت تعز الشرارة الأولى لثورة 11 فبراير ، كان لتعز شرف الطلقة الأولى للمقاومة في هذه الحرب ، وجسد ذلك اللواء 35 مدرع الذي كان التشكيل العسكري الوحيد في الجمهورية الذي اعلن ولاءه للشرعية في الوقت الذي فتحت كل معسكرات الجيش ابوابها للمليشيات.
ليبث هذا الاعلان الروح في جسد المقاومة في اليمن ضد المليشيات ، وتشتعل الخارطة اليمنية نارا ضد الانقلاب.
ومن هذه الرمزية حاولنا في " الرصيف برس " توثيق ذلك ، بحوار مطول مع قائد اللواء 35 مدرع العميد ركن / عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع توثق ملحمة المقاومة التي سطرها هذا اللواء .
وايضا نسلط الضوء على الأدوار التي لعبها عدنان الحمادي خلال هذه الحرب منذ اليوم الأول ، من خلال هذه الحوار الذي سينشر على خمس حلقات.
ونود ان ننوه الحوار اجري مع العميد ركن / عدنان الحمادي في وقت سابق ، ولم يتطرق الى مجريات الاحداث في الفترة الأخيرة لكون غرض اللقاء كان توثيقيا للتاريخ.
--
في الحلقة الثانية يواصل العميد / عدنان الحمادي حدثيه بعد سقوط معسكر لبوزة في لحج وانتقاله الى تعز وتعيينه قائد للواء 35 مدرع.
وفي هذه الحلقة يكشف الحمادي تفاصيل الاحداث التي شهدتها مدينة تعز قبل تفجر المواجهات بين المليشيات الانقلابية وبين قوة اللواء 35 التي اعلنت ولائها للشرعية.
ابرز عناوين الحلقة الثانية:
- قرار التعيين بقيادة اللواء 35 ومعلومات عن خارطة انتشار اللواء حجم القوة التي اعلنت ولائها للشرعية.
- دخول الحمادي الى مقر اللواء في المطار القديم.
- تفاصيل اللقاء الأول مع شوقي هائل محافظ تعز السابق.
- إبرز الاحداث التي مهدت لانفجار المواجهات بين المليشيات الانقلابية وبين اللواء 35
- العروض والاغراءات التي تلاقاها الحمادي من قيادات الانقلاب لوقف القتال.
الحلقة الثانية :
- يعني انكم علمتم بتعيينكم من الأخبار ولم يتواصل معكم أحد ؟
- نعم لم يتواصل معنا أحد ، تواصل بي زميل يخبرني بان " فلان يسأل عني عنده ، كيف هو فلان ( يقصدني )" ،لأنه كان في ناس تقول ان الحمادي سلم لبوزة للمليشيات ، رغم انا سلمته للصبيحي وقد سردت القصة بالكامل ، لكن هناك ناس مصرين على رواية أخرى.
بعد القرار بدأ التواصل معي ، تواصلت بي القوى السياسية وخاصة المشترك ، حيث تواصل بي أخوة من الإصلاح وتواصل معي الأستاذ/ عبدالله نعمان أمين عام التنظيم الناصري واتصل بي الاستاذ / عبدالملك المخلافي ، تواصل معي الاستاذ / محمد الحميري تواصل بي الكثير .. الشيخ حمود ، صادق سرحان ، كلهم أيدوا هذا القرار وأعلنوا تأييدهم ومساندتهم لي ووقفوهم الى جانب اللواء ، واعتبروا بأن تأييد اللواء 35 مدرع للشرعية خطوة كبيرة ، بعد ذلك..
- عفوا سيادة العميد قبل الدخول في ما بعد القرار ، نريد ان نوضح لحظة دخولكم للواء أول مرة ومع صدور القرار ما هي قوة اللواء والمعسكرات التابعة له والمساحة الجغرافية التي يتنشر فيها؟
- صدر القرار ولبوزة تم تسليمه لوزير الدفاع الصبيحي وبعدها سقط بيد الحوثيين وحصل ما حصل ...
- نود سرد المعلومات مجردة فقط سيادة العميد..
- اللواء كان يمتد مساحة المواجهة من المخاء الى لبوزة يمكن حوالي 200كم وكان يتبعه معسكر في المخا ومعسكر خالد بن الوليد على خط الحديدة ، ومقر المطار القديم بتعز وينتشر في المربع الأمني في مدينة تعز والمحدد من شارع الستين الى مفرق شرعب الى جولة المرور ووادي القاضي وجبل جرة هذه المناطق كانت مربعات أمنية يدور فيها وله نقاط فقط ولا يمكن ان ينتشر فيها ...
- بالإضافة طبعا الى معسكر لبوزة..؟
- نعم ومعسكر لبوزة .
- وبالنسبة للمعسكر التابع للواء في المخا ، سلمه القائد السابق للمليشيات كما اشرت؟
- بالنسبة للمخا كان لنا ارتباط به بحكم وجود فيه سرية أفراد من معسكر لبوزة ، وبعد تغيير قائد اللواء بقيت على تواصل مع أفرادنا..
- كان معسكر واين كان موقعه بالتحديد؟
- نعم ، كان معسكر متواجد في ميناء المدينة ، تواصل معي قائد المعسكر هناك وقال لي بأن القائد السابق معيجر هناك وان الحوثيين قدهم " يأكلوا ويشربوا مع الجنود من حدرة واحدة " ، أتيت انا قائد للواء وقده يصرف لهم استحقاقات تغذية وأوقفت ذلك ، وأمرت قائد المعسكر بأن لا يصرف الا للوحدات الأساسية اما المليشيات لا علاقة لنا بها.
كانت للواء ايضا مواقع في جبل صبر ، ولكن كانت المليشيات متواجدة في أغلبها ...
- ما هي هذه المواقع بالتحديد ؟
- موقع العروس وثلاثة مواقع أخرى كان فيها دفاع جوي ومدفعية واتصالات..
- كانت قد سلمت للحوثيين ؟
- ليست كلها ، لكن قد كان عناصر الحوثي متواجدين داخلها " شراكة ".
- وبالنسبة للمخا ، هل سلم فقط ؟
- لا.. لانهم لاحقا قاتلوا مع المليشيات
- تبقى معسكر خالد .. ما كان وضعه ؟
- بالنسبة لمعسكر خالد كانوا مرحبين بمعيجر ، لكن عندما دخلت انا الى اللواء تواصلت معهم ، ويمكن نسبة 70 % كانوا مؤيدين للشرعية ، وقد كنت انوي تقوية هذا التواجد والتأييد داخل المعسكر ونحشد الناس له من افراد معسكر لبوزة الذين غادروه بسبب الهجوم على النقاط كما ذكرت ، وكنا ننوي ان نحشدهم ونجمعهم في المطار القديم ومعسكر خالد لكن تفاجأنا – بعد ما دخلت اللواء – بضربة جوية من التحالف لمعسكر خالد ..
- قبل هذه الحادثة التي قيل بأنها قلبت الموازين داخل المعسكر ، هل كانت لديكم وقتها سيطرة على خطوط الامداد والتواصل بين مقر اللواء في المطار القديم ومعسكر خالد ؟
- كانت هذه الأماكن تحت سيطرة الحوثيين ، وكان هناك احتمال كبير ان يبقى معسكر خالد معزولا عنا ، لأن المليشيات كانت قد وصلت الى البرح ، وثالث يوم من دخولي للمعسكر نقطة مفرق شرعب سلمت للحوثي بمائة الف ريال من قبل فرد خائن من أفراد اللواء يدعى الملازم جلال حنانة باع النقطة ،ايضا نقطة الثلاثين بعد خمسة أيام كان قائدها قد سلمها للمليشيات والدبابة التي كانت متواجد هناك عادت لمقر اللواء في المطار القديم ، موقع الدفاع الجوي ( الخزان ) المطل على مقر اللواء وهو أعلى موقع رغم أننا دفعنا بأناس وطنين لكنه تم الغدر بهم من أناس كانوا مع الحوثي بدون أن نشعر ، اي اني دخلت مقر اللواء في المطار القديم وأغلب المواقع المهمة بيد المليشيات ومقر اللواء محاط بالمليشيات من كل مكان.
كان باقي معنا معسكر خالد وكانت الحركة اليه قبل ان تنفجر الحرب مع المليشيات طبيعية ، اي أن الأطقم تأتي وتذهب من والى معسكر خالد بدون اعتراض ، لكن بعد الضربة الجوية التي تعرض لها المعسكر استغلت المليشيات الحادثة وتحركت ودخلت المعسكر والافراد الموالين للشرعية انسحبوا وتواصلوا معي يسألوني : " كيف نحن نؤيد الشرعية وعملنا على طرد العناصر الموالية للحوثي وصالح من المعسكر ونضرب من الطيران ؟ ، لماذا ضربنا ؟
- وهذا هو السؤال الذي نبحث منكم على اجابة له ؟
- لا أعلم .. إلى اليوم لم نعلم من الذي رفع بإحداثيات الضربة ، وما كان الهدف منها.
- حسب معلومات لدينا يقال ...
- يقال بأن المليشيات كانت قريبة من المعسكر ..!
- يقال بأنه كان يوجد داخل المعسكر منظومة دفاع جوي او رادار تم تشغيلها وهذا ما تسبب بضربة تلقائية للمعسكر؟
- لا أعلم .. ما أعلمه بأنه تم تشغيل عربة " شلكا " للدفاع عن المعسكر ، وعربات الشلكا لها رادارات لكن للدفاع عن المعسكر من المليشيات لانهم كانوا يخافون من جهة مفتوحة يمكن أن تدخل منها المليشيات ، حتى أنا بقيت أبحث عن من أعطي احداثيات هذه الضربة لمعسكر خالد ولم اصل الى نتيجة...
- لم تصل الى نتيجة حتى الأن؟
- لم نصل الى نتيجة، المليشيات كانوا واثقين بأن المعسكر سيسقط سيسقط لأن كل الخطوط كانت معهم ، الحوثي أصبح من أمامهم ومن خلفهم ومن كل اتجاه ، بعد الضربة انسحب الكثير من أفراد المعسكر وجاءوا الينا في المطار القديم وقاتلوا معنا.
- الى هذا اليوم بقى تواجد اللواء في المقر بالمطار وبعض النقاط المنتشرة في المدينة؟
- فقط لا غير ... لكن بعد الذي حصل اللواء 35 مدرع تم إعادة بناءه من جديد ...
- سيادة العميد سنتحدث عن هذا لاحقا ,, الى هذه الفترة وقبل بدء المواجهات مع المليشيات ، الجميع يعلم أن تعز شهدت خلال هذه الفترة نشاط مكثفا ولقاءات واتفاقات لتجنب المواجهة وكان اللواء 35 مدرع وقائده هما محور كل ذلك ، نريد ان نعلم أهم ما دار في تلك الفترة؟
- يوم صدور قرار تعييني قائد للواء 35 مدرع دخلت مقر اللواء يمكن الساعة 12 ليلا وكان هناك افراد متحوثين حول المخازن داخل اللواء ومقر القيادة وموجود مجموعة كبيرة منهم ، وبنفس اللحظة التي دخلت فيها غادر فيها أركان اللواء احتجاجا على دخولي المعسكر دون علم مسبق منه ، طبعا المليشيات كانت قد عينت قائدا للواء 35 بدلا لمعيجر من ابناء إب وهو العقيد علي الحلياني ،دخلت مقر اللواء وكانت المجموعة المؤيدة للشرعية لها قوتها.
دخلت مقر اللواء بترحاب كامل وصباح اليوم التالي على الفور باشرنا بحفر الخنادق داخل المعسكر لأننا اصبحنا نشاهد المليشيات وهي تحيط بالمعسكر من كل اتجاه ومخندقة في المرتفعات والجبال المحيطة بالمعسكر ، واعتذرت يومها عن لقاء كان دعاني له الشيخ حمود سعيد وصادق سرحان ومجموعة من القوى لاجتماع في منطقة معينة ،اعتقد في عصيفرة وأرسلت احد بالنيابة عني ، لم أخرج يومها من اللواء لأن الأمور لم تكن مضبوطة.
في اليوم الثالث طلبنا الأخ المحافظ شوقي هائل للحضور اليه ، وذهبت وجلست معه.
- كان هذا اول لقاء لكم به؟
- نعم أول لقاء وكان موجود الأخ علي مسعد قائد المحور وشاهدت في الصالة الخارجية قائد اللواء 22 حمود دهمش وقائد الأمن المركزي حمود الحارثي وقائد النجدة ، كانوا منتظرين للدخول الى المحافظ.
دخلت أنا الى مكتب المحافظ وكان موجود كما قلت قائد المحور واخبرني بأن اركان اللواء كان موجود قبل قليل على أساس انه سيكون اجتماع للجنة الأمنية للبت في الملاحظات حول الوضع.
قال لي المحافظ : " انا سمعت عنك ، انت من فين تعينت ؟ رشحوك الإصلاح للرئيس ؟ " رديت عليه بالنفي ، عاد وسألني : " طيب من فين ظهرت ؟" ، اخبرته بأني كنت قائدا لمعسكر لبوزة ..
- يعني انه لم تكن بينكم اي معرفة من قبل ؟!
- لا.. كانت بعض الأطقم التابعة لمعسكر لبوزة ترافقه حين كان يمر في الطريق الى عدن أو عائدا الى تعز كانت ترافقه أطقم من المعسكر بحسب طلب من قيادة محور تعز الى الشريجة أو الراهدة.
التقيت به مرة واحدة فقط بعد ثورة 11فبراير كان لدينا مشروع كهرباء بني حماد وكان معرقل له مسئول المشاريع الذي كان رئيس فرع المؤتمر في تعز وكان يبرز المشروع وقت الانتخابات وحين تنتهي يعود المشروع الى أدراج المكاتب استمر هكذا حوالي 14 سنة ، حين جلست مع المجلس الأهلي الذي كان معين من الساحة وبعض قيادات المجلس الثوري قلت لهم نريد مشروع الكهرباء ينجز ، كل شيء فيه جاهز وحين يبدأ العمل يتم عرقلته ، لماذا؟
فذهبت الى شوقى هائل وتم لقاءه ، وفعلا انجز المشروع وتم ادخال الكهرباء للمنطقة ... كان هذا اللقاء الوحيد.
في اللقاء الثاني الذي نتحدث عنه بدأ الأخ / شوقي بالنقاش معي وكان صريح معي ، قال لي : " شوف الحوثيين يحذرون من دخولك اللواء ويقولون احنا منعنا صاحبنا المعين من صنعاء من دخول اللواء ، والحمادي هذا داعشي اذا دخل اللواء هو من سيفجر الحرب في تعز".
قلت له : " الحرب ستنفجر بغير الحمادي ، قدهم داخل عدن ، اذا يشتوا يسقطوا اللواء سيسقطوه ".
قال : طيب نشوف، نختبرهم .
قلت له : سيسقط اللواء ...
قال : اجلس خارج المعسكر والاركان هو من يدير اللواء ويستأذنك في كل شي.
قلت له انا أذا لم اعد للمعسكر لن ينفذ اي ضابط او فرد أوامري ، لأن معنى ذلك بأني خنتهم ، وقلت له : انا طلعت قائد من الميدان.
حين سألني في بداية اللقاء : " من أين طلعت لي ؟!" ، قلت له حينها : أن الذي اتصل وسأل ناس اخرين عني ومن اكون هو الاستاذ / عبدالله نعمان ، هكذا اخبرته لان كان يظن بأني مرشح من الاصلاح كما كان يخبروه الحوثين.
قلت له : انا عرفت ان الاستاذ عبدالله نعمان اتصل بشخص يسأله عني " كيف هو فلان " لأنه اتصل له مستشار للرئيس هادي من الرياض يسأله عني ، طبعا المنطقة العسكرية الرابعة ايدت ترشيحي لأن الطاهري كان يعرفني ويعرف موقفي من احداث لبوزة.
كان المحافظ مرتبك ويريد ان يعرف من أنا، لأن الحوثيين قالو له بأني محسوب على الاصلاح .
قلت له انا عسكري واللي طلعني هو الميدان والدور الذي اقوم به كعسكري ، وايضا انا رأيت ان زملائي باللواء سيدافعون عن تعز ولن يسمحوا للمليشيات بدخول المعسكرات.
وقلت له بالحرف : أي شخص سوف يعتدي على مربعات اللواء سيتم التعامل معه .
قال لي : هذا معناه ان الحرب ستنفجر ، لأن الخبرة – يقصد الحوثيين – مصرين .
قلت له : ومن متى كان الحوثيين او صالح صادقين في أي اتفاق ؟! ، أنتم اتفقتم معهم ودفعتم لقيادات عسكرية في تعز أموال ، دفعت لفلان وفلان وحددت له اسماء ومن بينهم معيجر والحارثي من اجل ان لا يؤيدوا المليشيات وفي الأخير ايدوا المليشيات وسمحو لها بدخول تعز...
- كانوا حاضرين وقتها ..؟
- لا .. لم يكونوا موجودين في الاجتماع كانوا متواجدين في الصالة الخارجية منتظرين لقاء المحافظ ، هذا الكلام دار بيني وبينه بحضور قائد المحور العميد / علي مسعد.
عرض علي المحافظ بأن ابقى في منزل بالمدينة بالقرب من اللواء ، فأخبرته بأني لا أملك منزلا في تعز ، قال " باندبر لك بيت " ، اجبته : لا .. انا بالنسبة لي تعينت من الشرعية.
قال المحافظ : انت شرعي وتعينت من الشرعية والناس معترفين بشرعية هادي ، بس الخبرة سيتخذوها ذريعة .
رديت عليه : الذريعة موجودة ، قد وصلوا للتربة والآن كل النقاط حول اللواء اسقطوها وانت جالس تقلي انهم يدوروا ذريعة ..! ما يشتو فلان ما يشتو علان ، لماذا يريدون الاركان ان يدير اللواء ؟ لأنه متواصل معهم ومتفق معهم .. بس للتاريخ حسيت من كام المحافظ انه مؤيد للشرعية .
قال المحافظ : طيب ، أهم شيء ما تكون أنت البادئ ..
- في المواجهة ؟
- نعم ، فقلت له نحن لن نقاتل الا من يقاتلنا ، من سيعتدي علينا سوف ندافع عن انفسنا نحن من أبناء تعز كنا نسمع خطاباتك وكلماتك بأنك ستحافظ على تعز وأنك ستمنع بكل ما أوتيت من قوة المليشيات من دخول تعز وأنه وأنه ...
خاطبت المحافظ : أنا سأكون سندك سأنفذ توجيهات وأوامرك بحيث نحمي تعز ولا نسمح للميشيات ان تنتشر فيها ، هم من يجب عليهم الانسحاب ، ينسحبوا من كل المربعات التي حول اللواء ،وليس نحن.
اما انا ، ممكن لاحقا تتصل بالرئيس هادي ليغير بدل عني قائد للواء ، لكن يصدر بي قرار جمهوري و"أروح ارقد "! ، هذا لا يمكن.
قال شوقي : خلاص ، سنتواصل هات لي رقمك .
اخذ رقمي واستأذته بالعودة الى المعسكر .
خرجت وكان هناك عربات مدرعة وأطقم بجوار الطقم والمدرعة التي اتيت بها ، جاءت كتعزيزات من مقر اللواء خوفا من حدوث اي شيء لي وعدنا معهم الى المطار.
وبعدها بدأت الأحداث بالتصاعد والحوثيين يتخندقون حول اللواء وتواصلت مع المحافظ وابلغته بكل شيء ، وكنت أقول له انت المسئول الاول الذي سأتعامل معه ، لا يوجد مسئول علي .
حتى في آخر الأحداث كنت اتواصل معه وهو يرد : " أيش أعمل أنا لا استطيع أعمل شيء" ، تواصلت مع قيادة المحور.
- كيف تقيمون الدور الذي لعبة قائد المحور آنذاك؟
- كان موقفه سلبي ، يشابه موقف اركان اللواء وربما نفس موقف أركان اللواء وربما أكثر ، حينا بدأنا نحفر خنادق للدفاع الدائري عن مقر اللواء أتصل بي قائد المحور يقول لي : " قدك تعمل خط ( برليف ) داخل اللواء ؟ تشتي تفجر الحرب ؟!.
رديت عليه باستغراب بأن المليشيات تحفر خنادق بالتباب المحيطة باللواء وقامت بعمل سواتر رملية داخل الأمن المركزي ، وانت تعترض على ما نقوم به؟! ، هذا دفاع عن النفس ، المليشيات عملت متارس فوق رؤوسنا ...
صمت وقال : " المهم أنتم راضين عن هذا الشيء ؟ ، قلت له : هذا دفاع عن النفس ، نحن سندافع عن المعسكر وسندافع عن تعز والمربعات الأمنية الذي نحن فيها بكل ما أوتينا من قوة ، وأي شخص سيعتدي علينا سنرد عليه.
حصل اطلاق نار واستشهد فرد....
- قبل أن نأتي لسرد الأحداث الأمنية التي مهدت للمواجهة ، يبرز هنا سؤال : لماذا قرر اللواء 35 مدرع إعلان ولائه للشرعية من بين كل الألوية العسكرية بالجمهورية التي سلمت للحوثي وصالح ؟ لماذا اتخذ اللواء هذا القرار الذي كان يراه البعض انتحارا ؟ بالنظر الى القوة التي كانت مع اللواء مقارنة بخصمها الذي سلمت له ألوية الجمهورية كل سلاحها .. أي ما الذي وجد في هذا اللواء او المجموعة التي أعلنت ولائها ولم يوجد في كل تلك الألوية التي سلمت للمليشيات؟
- أولا : اللواء 35 مدرع كما قلت لواء وطني وغير تابع لأحد أو جهة هو تابع للوطن ، واللواء كان له موقف واضح في ثورة الشباب ، اللواء هذا أساسه كانت كتيبة تأسست بعد ثورة سبتمبر الكتيبة الثانية تأسست من المناضلين ، اللواء فيه قيادات تربت على الوطنية ، لم يتربوا على الظلم أو العبودية ، الدليل على ذلك أنه في كل المراحل لم يكن يقبل فيها اللواء أن يكون تحت أمرة مليشيات ، من خلال التجربة الذي عشناها يمكن كل الألوية في المحافظات الجنوبية سقطت قبل أن يصل اليها الحوثيين وتعرضت للسلب والنهب وغادروا ، افراد اللواء لاحظوا كيف تصرفت المليشيات في صنعاء في إب في كل الألوية التي دخلتها كيف كانت تعمل ؟ كيف عبثت بالسلاح ، كيف تأتي وتغير بدل قائد اللواء او المعسكر طفل مراهق ، فكان الدافع الوطني لدى منتسبي اللواء كبير ، طبعا نحن لا نزايد ولا نقول أنهم وطنين زيادة عن الناس الأخرين قد يكون هناك وطنين في الوحدات العسكرية الأخرى لكنها لم تجد القيادات التي تتبنى هذا الشي ..
- هل ربما الحاضن الشعبي في تعز المؤيد للشرعية لعب دور في ذلك؟
- ايضا ، لماذا أتى اللواء 35 مدرع من الضالع الى تعز بعد ثورة فبراير ؟ الجميع يعرف اللواء 33 الذي كان يقوده ضبعان وما هي الجرائم التي أرتكبها بحق تعز ، يجب ان يكون في العلم بأنه بعد ثورة الشباب ومحرقة الساحة دفعت أنا بالكثير من العسكرين الى تعز للدفاع عنها دون أن يعلم أحد بذلك ، رغم أن عملي في اللواء 35 مدرع في الضالع كان بسيطا لم أكن قائد لواء ، بواسطة ارتباطنا بالمجلس العسكري في تعز دفعنا بأفراد لهم ارتباط بالثورة ويحملوا قضية وارسلناهم الى تعز ،حتى أننا عرضنا ان نتحرك بكتيبة الى تعز ونحن في الضالع.
حين وصل اللواء 35 الى تعز التف الناس حوله، بعدما تعينت قائد للواء أتت مسيرة شبابية من شباب الثورة ومن الناشطين والاعلاميين الى مقر اللواء ، فالحاضنة الشعبية كانت جزء مهم لوقوف اللواء مع الشرعية ، رغم أن اللواء لم يقف بأكمله ، نحن نتكلم عن مقر اللواء 35 فقط ، في لبوزة بعد سقوطه كان في وطنين حتى عادوا الى مقر اللواء في المطار القديم لم يستوعبهم أحد قالوا لهم " المقر مليان " عودو الى بيوتكم فعادوا ، من كانوا في المخا جاءوا الى المطار وقد اصبحت قائد لواء واستوعبت أعداد كبيرة منهم في مقر اللواء بالمطار.
قلت لك من كان في المطار القديم 500 – 600 فرد فقط ، منتشرين في النقاط وفي كل المربعات .
ومن اسباب الصمود ايضا أساس اللواء الوطني ، الحاضنة الشعبية ، لقد مورس الكذب من القيادات السابقة للواء حين حركت كتيبة الى التربة على أساس انها دعم لبوزة واكتشفوا بأنهم ذهبوا الى التربة ليسقطوا منطقة الحجرية بشكل كامل ، ايضا ممارسات المليشيات بشكل عام في الألوية والوحدات الأخرى هذه كلها شكلت التصميم والاصرار على موقف الولاء للشرعية.
أنا حين تعينت قائد اللواء في اليوم الثالث عملت زي المناظرة مع الأركان في الطابور ، وتكلم كل واحد مننا بما لديه ، تحدث الأركان بما كان يقوله دائما : ستسفك الدماء ، احنا سنحافظ على المعسكر ... وكان الكل يصيح : خائن ، خائن ، برع .
تحدثت أنا معهم وقلت لهم : أنا لا أريد ان اتخذ اي قرار واكتشف أني لوحدي اواجه ، أو تباد مجموعة وانتم تتفرجون وتمشوا ، هل أنتم اعلنتم وقوفكم الى جانب الشرعية وستقاتلون تحت راية الشرعية؟ ستواجهون هذه المليشيات اذا جاءت تعتدي عليكم في المربعات التي أنتم فيها ؟ ، فكان الرد : موافقين.
وعندما بدأت المواجهات لمست هذا الشي ، قاتلوا ببطولة وبعزيمة واصرار سقط منهم الشهيد والجريح ولم يتراجع أحد.
- نأتي الآن الى الأحداث التي مهدت للمواجهة ، ماهي أبرزها ، هل كانت قضية عدم صرف الرواتب بذريعة عدم وجود توقيع قائد اللواء المعيين من المليشيات والتي دفعت أفراد اللواء الى محاصر فرع البنك في مدينة تعز ، وهل كانت البداية من هنا ؟ ام سبقتها أحداث؟
- أول ما دخلت اللواء يمكن في اليوم الثالث ، صرفت مرتبات الجيش اليمني بالكامل باستثناء اللواء 35 مدرع ، حيث صرفت فيما بعد لقائد اللواء السابق معيجير وعلى أساس ان من يريد راتبه يذهب الى معسكر المخا أو معسكر خالد بعدما سقطا بيد المليشيات ، فكان أول قرار اتخذته انا هو محاصرة البنك المركزي في تعز ، لأننا كنا نظن ان الشيك محول هناك وسيأتي قائد اللواء السابق يستلمه من هناك.
لكن اكتشفنا بعد أربعة أيام من حصار البنك بأن الشيك لم يرسل الى تعز ولم يحول ، رغم أننا لم نصدق مدير البنك بتعز بأنه لم يصل لهم الشيك ، لأنه بحسب المعروف بأن كل الشيكات تحول الى فروع البنك المركزي في المحافظات.
فرضنا الحصار على مقر البنك وحركنا 4 عربات و4 أطقم مع مائة فرد لحصار البنك واستمر الحصار يمكن 5 أو 6 أيام.
- هذا القرار الم تضعوا في حسبانكم احتمالية ان يكون شرارة المواجهات مع المليشيات وربما في وقت لم تكونوا مستعدين لذلك؟
- البداية قد كانت مع فرض الحصار على معسكر المطار القديم ، واذا كان راتبك لن تدافع عنه ، لن تدافع عن كرامتك ، وبالتالي لن تدافع على بلادك او وطنك ، نحن لاحظنا بأن المليشيات كانت تتجول داخل تعز ، انا دخلت اللواء وهي تمر في شارع جمال وفي حي الروضة وتعبر عبر بير باشا والضباب بأي اتجاه تريد.
حين حاصرنا البنك وتأكدنا بأن الراتب غير موجود وكان في تواصل على اساس ان الراتب سوف يصل ، كان في خطورة على بقاء افراد اللواء المحاصرين لفرع البنك هناك، وقد وقع عليهم هجوم جرح فيه اثنان منهم وقتل احد المهاجمين.
رأيت ان الحوثيين بدأوا يتحركوا في الحارات المجاورة وبعناصر من النظام السابق من الذين يتبعون حزب المؤتمر ، بدأوا يدخلونهم الى العمارات المجاورة وكاد ان يصبح عناصر اللواء محاصرين هناك.
تواصل معي بعض الأخوة واكدوا لي بأن الراتب سيصل وعلى مسئوليتهم ، قلت نخرج بماء الوجه ونسحب هذه القوات ، وكنا بحاجة لتواجدهم وتواجد العربات والأطقم داخل معسكر المطار وخشيت ان تفصل عنا وربما لن تستطيع العودة.
- خشيتم من قطع خط الامداد اليها ..
- نعم كان في خشية بأنها لن تسطيع العودة وستنتهي ، فكان قرار الانسحاب وكان هناك معارضين له وحتى بعض القوى السياسية كانت تقول لي : لا تنسحب من البنك.
- وهل كانت قد حلت أزمة الرواتب ام تلقيتم وعدا فقط ؟
- لا ، لم تكن قد حلت ، حلت الأزمة بأن حصلنا على راتب من الشرعية ، وكان في مساعي من بعض المسئولين في المحافظة دفعت لنا الرواتب بطريقة سرية ولم تكن كاملة ، حيث جاء لي المسئول المالي يخبرني بأن مرتبات اللواء كانت في حدود 192 مليون وما تسلمه كان 110 مليون ريال فقط ، وكان للأخوة في حزب الاصلاح دور كبير بصرف هذا الراتب وهم من سلم الشيك للمالية فأمرته بان يبدأ الصرف ، وصرفنا ونحن ولا نزال محاصرين البنك لأننا كنا نريد الراتب المرسل من صنعاء وما استلمناه كان من الشرعية.
ويعلم الجميع موقف الفرقة الأولى مدرع مثلا في ثورة الشباب 2011 م ورغم ذلك لم تقطع رواتبها كما حصل لنا ، كان يقال " هذا اللواء الوحيد اللي مع الشرعية ومن اين ؟ من أبناء تعز " ، يعني كان استخفاف بالناس ، لكن كان تقدريهم خاطئ سواء بدخول تعز او بالقيادات التي أعلنت وقوفها مع الشرعية .
لم يكونوا يدركوا بأن هذه القيادات والأفراد لديهم إرادة صلبة بالوقوف أمامهم ، وفعلا وقفوا أمامهم ودارت حرب من أشرس المعارك على مستوى الجمهورية بالكامل ، لم تدر حرب مشابهة للحرب التي دارت حول مقر اللواء في المطار القديم ، حرب استمرت 21 يوم وربما القتال المتواصل منها كان 19يوم لم تتوقف.
أول حادثة كانت ...
- مواجهات الزنقل ..؟
- لا ، قبلها كانت حادثة جولة المرور وقبلها وادي القاضي ، حيث مرت أطقم جاءت تعزيز للحوثيين من اللواء 17 في باب المندب وحين مرت من جولة المرور اعترضتها النقطة التي نصبها اللواء في جولة المرور ، اعترضت هذه الأطقم من قبل النقطة ليتم التحقق من تبعية هذه الأطقم لكنها أطلقت النار على أفراد النقطة واستشهد فرد منها وتم الرد عليهم وقتلوا مجموعة هذه العناصر.
تواصل معي قائد النقطة وامرته بالدفاع عن انفسهم " واي شخص يطلق عليكم طلقة ردوا عليه ".
حدثت أيضا حادثة مشابهة في وادي القاضي واستشهد فيها فرد من أفراد اللواء ، كان هناك شخص من عناصر المليشيات على متن باص تم ايقافه في نقطة اللواء بوادي القاضي ، وحين طلب منه احد افراد النقطة ابراز بطاقته وجه بندقيته اليه وقتله ، وتم اسر هذا الشخص من قبل أفراد النقطة.
تواصلت مع قائد المحور وأخبرته بالحادثة وانه قتل علينا جنود ورد : انا لا علاقة لي بالأمر يقتلوا جنود ما يقتلوا ، فقلت له : " يعني لا يوجد مسئول يصدر لي تصريح بالدفاع عن النفس ؟؟! ادافع عن لوائي ادافع عن تعز ؟
وقتها اضطررنا لاتخاذ قرار بالدفاع عن النفس والدفاع عن تعز.
- بعد هذه الحادثتين حسمتم أمركم بالمواجهة ؟
- نعم ، وهذا كان دفاع عن النفس لأنهم بدأوا يقتلوا من عناصرنا ونحن دافعنا عن أنفسنا وبدأت المعركة.
تبعت هذه الحادثتين معركة الزنقل ..
هنا اريد ان أذكر شيء مهم جداً ، عند عودة القوة التي كانت تحاصر البنك ، عدت الى مقر اللواء في المطار بعد ذلك بساعتين ، واصدرت قرارا بالانتشار وإخراج الأسلحة المهمة من مقر اللواء والانتشار والاستيلاء على جبل جرة ، الزنقل ، وادي القاضي ، الستين ، المرور ، الدحي .
- هذه هي المساحة التي انتشر فيها اللواء قبل بدء معركة المطار ؟
نعم ، انتشرنا في نادي الصقر واخرجنا الدبابات الى بعض المواقع مثل جبل جرة ارسلت دبابتين وعربة مدرعة وطقم فورد بقيادة أحد الضباط ، الزنقل دبابة ولاحقا عززنا بدبابة الى جانب طقم ، جولة المرور عربة مدرعة وطقم ، نادي الصقر دبابة وعربة مدرعة وطقم ، الستين ايضا ، عززنا كل النقاط والمواقع بالذخائر.
- تقريبا كم كانت نسبة مساحة هذا الانتشار من مساحة المدينة ؟
- تعز كانت مقسمة مربعات ، مربع يتبع اللواء 22 ميكا ومربع يتبع اللواء 35 ، مربع تبع الأمن المركزي ، مربع يتبع الشرطة العسكرية ، ومربع للنجدة ، المربع الذي انتشرنا فيه يمكن كان يمثل تقريبا ثلث مساحة المدينة او يزيد عن ذالك.
طبعا أهم قرار اتخذناه قبل المواجهة هو قرار الانتشار واخراج الأسلحة والدبابات من المعسكر ، رغم ان معسكر المطار القديم لم يكن يحتوي على أسلحة كثيرة ، أسلحة اللواء كانت في لبوزة وفي المخا وفي خالد ، كان معنا في المطار القديم 12 – 13 دبابة جاهزة ، نشرنا منها 8 بقي في المطار 4 – 5 دبابات للدفاع عن المعسكر.
معركة الزنقل كانت أولى المعارك بين المليشيات وبين اللواء ، حيث كانت المليشيات تتجمع في مدينة النور وعندما نشرنا الدبابات خرج الشهيد العميد / محمد عبدالله العوني الذي عين لاحقا رئيس الاركان حيث كان وقتها قائد كتيبة ، خرج يتفقد هذه المواقع وفي أول المعارك تم استهدافه حيث ضرب الطقم الذي كان على متنه واستشهد احد مرافقيه واصيب آخرون احدهم اصابته خطيرة.
بدأت المعركة حيث كانت المليشيات تعد لهجوم كبير على اللواء ، بدأت بحشد قواتها وبدأت في السيطرة على كل المرتفعات المطلة على مقر اللواء مع حفر الخنادق ، بدأت بحشد قواتها من خط الحديدة ومن الأمن الخاص والحرس الجمهوري مع مليشيات من أبناء تعز.
- هل كنتم مدركين لحجم هذه القوة مع اتخاذكم لقرار المواجهة؟
- نعم كنا مدركين لذلك ، ولماذا انتشرنا في المدينة بسرعة ؟ حتى لا تقطع خطوط الأمداد لأننا شعرنا بأن قوات المليشيات بدأت تتجمع وتنتشر في الحارات ، وكان البعض يقول لنا بأنه سيكون خط دفاع ثاني لنا ، لكننا اكتشفنا أنه لا يوجد أحد ، قلة موجودة في اللواء فقط هي من تقاتل .
عندما انتشر اللواء في جبل جرة ، تواصل معي قيادات من الاصلاح وسألوني هل احتاج تعزيز بأفراد مقاتلين ، لأنه لم يكن لدينا قوة بشرية كافية لنشرها خارج اللواء ، قلت لهم عززوا بأفراد وأرسلوهم الى جبل جرة وانا سأرسل لهم بالميري والذخيرة حتى يظهرو بأنهم عسكريين من اللواء ، وارسلوا ايضا مجموعة الى الزنقل .
وفي اليوم الثاني لأحداث الزنقل ومع بد تضييق الخناق على معسكر المطار بدأنا نستقبل عناصر من كافة القوى السياسية والوطنية ، الاشتراكي دفع بأفراد والاصلاح دفع بأفراد ، والناصري دفع ايضا بأفراد ، الأخ / يوسف الشراجي دفع بأفراد من جبل حبشي ، والمستقلين والمؤتمريين الوطنيين دفعوا ايضا بأفراد ، واستقبلنا أيضا افراد من صبر ومن الحجرية وتم تسليحهم من اللواء .
سلحنا حوالي 400 – 500 فرد من أبناء تعز وتم توزيعهم في اللواء وفي المواقع التي انتشر فيها اللواء داخل المدينة ، وبدأت المعركة مع المليشيات ، وخضنا معارك قوية استبسل فيها المقاتلين وضحوا ولم تستطيع المليشيات رغم كثافة قواتها وتسليحها اختراق مقر اللواء..
- كان اختلال واضح في ميزان القوة..
- نعم ، رغم ذلك استطعنا أن نصمد 19 يوم في معركة متواصلة حتى انه في اليوم الأخير ...
- سيادة العميد قبل ان نصل الى اليوم الأخير ، نود ان نسرد أهم ما دار في هذه الأيام؟
- المعارك كلها كانت منحصرة حول مقر اللواء ، أول ما بدأ بالضرب على مقر اللواء من تبة الخزان المطل على اللواء واستطعنا أن ندمر الرشاش الذي سيطرت عليه لمليشيات بقذيفة دبابة ، كان هناك عمارة كبيرة بجوار مقر اللواء بدء الضرب منها ايضا على مقر اللواء.
طبعا أغلب سكان المنازل المحيطة بمقر اللواء كانوا موالين للمليشيات ومن خارج تعز من مناطق تدين بالولاء للحوثي وصالح ، ومع بداية المعركة بدأ عشرات القناصين يستهدفون مقر اللواء من العمارات المحيطة بمقر اللواء ، تواصلنا مع بعض العقال والوجاهات في هذه الأحياء المحيطة بمقر اللواء ، وأخبرناهم بوجود هؤلاء القناصين وحددنا لهم العمارات التي يتواجدون فيها وقلنا لهم بأنه اذا لم يقدروا على اخراج هؤلاء القناصين ، عليهم اخراج الأطفال والنساء من هذه العمارات وكنا نعطيهم مهلة لإخلاء هذه العمارات خلال ساعتان وبعدها نرد على مصدر النيران ، والحمد لله طيلة فترة المواجهات حول مقر اللواء لم تدمر بيت أو يقتل طفل أو امرأة من قبل اللواء خضنا حرب شريفة حرب نظيفة حرب قانونية ، لأننا جيش محترف نعي قوانين الحروب وايضا نلتزم بمبادئ الشريعة الاسلامية ، لكن هم قتلوا كل شيء قتلوا الأطفال والنساء ، دمروا بعض المنازل المحيطة بمقر اللواء ، كل شيء كان بالنسبة لهم يعتبر هدفا.
خضنا معركة قوية ، معركة صمود , في الأيام الأولى وحين عجزت المليشيات عن التقدم حشدت أكثر ، تواصل بي في إحدى المرات احد قيادات المليشيات على الرقم الثابت للواء والذي كان معروف لديهم ، قال لي " يا فلان " ، يخاطبني باسمي ، فرديت عليه : نعم ، قال : " ياخي شوف ، مقاتلين اللواء أنا اشهد انهم رجال ، مافيش حد صمد أمامنا بهذا الشكل ، قد وصلنا إلى عدن ولم يواجهنا احد هكذا ، أنا أكلمك من مكتب السيد " .
فسألته : ما هو المطلوب ؟ .
فقال : "مافي سخى بأفرادك تضحي بهم عندك ، هؤلاء نخليهم للحدود " .
قلت له : " ارفع مليشياتكم وأفرادكم من حول المعسكر ومن تعز والأمور بخير رغم ما حصل ، أنا في معسكري وهذا معسكرهم وأنت اعتديت الى بيتنا الى مسقط رؤوسنا ، وتأتي تقلي هؤلاء ما بهم سخى .. أنا اشهد انهم مقاتلين ؟! ، نحن ندافع عن معسكرنا ، ندافع عن مدينتا ندافع عن المهمة والواجب الذي على عاتقنا ".
فقال : " عـَنبزّك ، عاندي لك ، عانفعل لك ( إغراءات ) مافيش داعي للمقاومة قد سقطت الجمهورية كلها بإيدينا "...
- يعني كان يحاول إغراءكم وتقديم عروض للتفاوض وتسليم المعسكر؟
- العروض تقدمت من جهة أخرى ، من جهات تابعة لعلي عبدالله صالح .
- هذه نقطة نريد أن نوضحها ، يقال بأنكم تلقيتم اتصال من علي عبدالله صالح وقدم لكم عرض خلال المعارك على مقر اللواء .. هل هذا صحيح ؟
- تلقيت عدة اتصالات وعروض ومبالغ مالية ومنصب قائد لواء في الحرس الجمهوري ...
- من قبل صالح شخصيا ..؟؟
- من قبل قيادات مقربة منه ، ومن قبل أحد اصدقاء أبنه تواصل معي وايضا احد ابناء علي صالح اعتقد انه سليم علي صالح ومدير مكتبه السابق .
- لكن لم يحدث تواصل مباشر بينكم وبينه ؟
- لا ، اتصال مباشر منه لم يحدث ، كانت من أقاربه وقيادات تابعة له يتواصلون معنا.
- يقال بأن احد العروض كان مبلغ مالي كبير ؟
- نعم عرض علينا مبالغ مالية كبيرة بالتلفون ، وكذلك قيادة لواء في الحرس الجمهوري، رفضنا كل هذه العروض ، حتى من قبل جماعة الحوثي تواصل معي احد قياداتهم وقال بأنه مرسل من زعيم الجماعة ، رفضنا كل ذلك واستمرينا في المواجهة.
- مع بدء المواجهات حول مقر اللواء ، ما كان موقف المحافظ خاصة وانه قد كان رعى اتفاق اقرته اللجنة الأمنية لمنع تفجر الوضع في المدينة ، هل تواصلت معه او تواصل معكم مع بداية المواجهات ؟ وكذلك باقي القيادات السياسية والعسكرية بالمحافظة.
- قائد المحور حين كنت اتواصل معه كان يرد : " أنا لا دخل لي " ، تنصل عن كل مسئولياته ، حتى حين كنا نرفع له بأسماء شهداء المعارك ، قال يقول " لا ترفعوا ، ولاتبلغوني بشئ ، أنا لا دخل لي " ، وبالنسبة للمحافظ حين وقعت أحداث جولة المرور والزنقل ، قال حينها المحافظ بأنه تم تشكيل لجنة على أساس يأتوا بشرطة عسكرية ، ودفعوا بكتيبة من الحوثه الجدد على أساس انهم شرطة عسكرية وكانوا " اطفال من ذمار جندتهم المليشيات " بغرض تسلم النقاط حول اللواء وسحب افراد اللواء الذين كانوا قد انتشروا فيها ، وكان ذلك تحت مسمى " الشراكة " ، يرسلوا بـ 100 فرد من هذه القوات يكونوا شركاء معنا في اللواء وهم من اتباع المليشيات يكونوا شركاء معنا في اللواء ، وهذه التجربة قد مرت على عدد من الوحدات لم تكن علينا جديداً...
- تقصد تنتهي بالتسليم ..؟؟
- نعم ، تنتهي بالتسليم ، رفضنا ذلك كليا ، وقررنا الدفاع والوقوف مع الشرعية وكان أول قرار اتخذته قبل المواجهة حين دخلت اللواء هو اعتبار طيران التحالف طيران صديق وتنكس كل أسلحة الدفاع الجوي وتستخدم لأهداف معادية برية ، وكان القرار الثاني حين كان معي الشهيد العوني ومجموعة من ضباط العمليات بأنه في حالة استشهادي خلال المعركة يكون العقيد / محمد العوني هو قائد اللواء بالنيابة حتى يصدر قرار بقائد بديل ، أي يتولى قيادة اللواء من بعدي ، وكان لنا تواصل مع الأخوة في السلطة المحلية في تعز وبالأخوة في أحزاب اللقاء المشترك الذين كان أكثر تواصلنا معهم وكانوا سندا لنا في هذه المعارك ...
- كان اكثر تواصل لكم في الداخل مع المشترك ..
- نعم ، كان مع أحزاب المشترك ، كان يتواصل بي الأستاذ / عبدالله نعمان امين عام التنظيم الوحدوي الناصري ،الاستاذ / عبدالحافظ الفقية رئيس فرع الاصلاح بتعز ، وكذا الاستاذ محمد عبد العزيز سكرتير ، و الشيخ حمود سعيد ، وصادق سرحان زارنا في اللواء ، يوسف الشراجي ، الدكتور ياسين القباطي وكان له دور كبير وكان متواجد معنا في اللواء ، بالإضافة الى ناشطين كثر وناشطات رفعوا الروح المعنوية لنا.
وحقيقة كان للموقف البطولي للواء 35 مدرع وانتشاره في المدينة هو من صنع المقاومة في تعز ، مهما تنكر البعض وحاول التقليل من دور اللواء ، لولا اللواء 35 لما كانت هناك مقاومة في تعز ولا نشأت مقاومة ، لولا أسلحة اللواء الدبابات والعربات والأطقم في حبل جرة وفي المواقع التي انتشر فيها اللواء ، لولا هذه الأسلحة بعد الله لما تكونت مقاومة في تعز وصمدت .
اللواء 35 وصموده الأسطوري زرع الثقة أن الناس في تعز قادرين يصنعوا شيء، وفعلا استطاعوا أن يصنعوا مقاومة قوية ، ولو تكاتفت وبقيت يد واحدة ولم تتفرق كما فرقتها السياسة لاستطاعت الانتصار في اسرع وقت.
- خلال الـ 16 يوم من المعارك ، ما كان دور التحالف ، الشرعية ، هل تواصلوا معكم ؟ هل كان لهم دور ؟
- اول المتواصلين معنا ، كان الرئيس عبدربه منصور هادي ، تواصل بي في بداية المواجهات التي وقعت بالنقاط ، وأعطى وعود بان ينزل لنا دعم جوي...
- إنزال أسلحة؟
- أسلحة وأيضا غذاء لأننا حُوصرنا ولم نجد حتى الماء لنشربه ، الغذاء كان معنا رز وسكر لكن نفذ الغاز والماء علينا ، فقد قطع علينا خط الضباب فقطع علينا الامداد بالماء.
ايضا امر الرئيس هادي بتجنيد 5 الف فرد للواء وتجميعهم وتوزيعهم ، لا أدري هل كان على أساس انه يكون ذلك في معسكر خالد ومعسكر المطار ، لكن الوقت لم يكن يتسع بأن نعد أفراد وندربهم أو حتى نستقبلهم كان الوقت حرب والعدو محيط بنا من كل اتجاه..
- خلال المواجهات كم مرة تواصل بكم الرئيس هادي ؟
- مرة واحد ومكتبه مرتان (الاستاذ محمد مارم) .
- ومن التحالف ؟
- التحالف ، تواصل بي احدهم من اللجنة الخاصة التي كانت تشكلت في تلك الفترة وكان برتبة لواء ولم اعد اتذكر اسمه ، طلب مني احداثيات لأهداف معينة تشكل خطورة على اللواء واعطيته اياها ، واعطاني أرقام العمليات الجوية ، وكانت الأهداف التي ضربت داخل اللواء بعد سقوطه رفعت بنفس اليوم بعد ما شحنت الهاتف وضربت في المساء...
- يعني تأخرت ؟
- لا .. جاءت الضربات في وقتها بعد سقوط اللواء ..
- اقصد هل ساندكم طيران التحالف خلال معارك الـ 16 يوم بضربات جوية ؟
- لا ، خلال هذه الايام لم يحدث.
- هل طلبت من التحالف انزال جوي بدعمكم بأسلحة وذخائر خلال المعارك ؟ وبخصوص وعد الرئيس هادي كما قلت هل حدث لكم دعم جوي بالذخائر للصمود أكبر وقت ؟
- كانت لدينا أسلحة في اللواء ، بالنسبة للذخائر ربما لو كانت المعارك استمرت اسبوع اضافي كانت ستنفذ علينا، لكني طلبت ماء وغذاء لو يستطيعوا انزالها في اليومين الاخيرين ولم يتم.
- وهل ابلغتم التحالف بذلك ؟
- نعم ..
- ولماذا لم يأتي الدعم؟
- كان يرتب له ، فقد جاءت طائرات استطلاع تابعة للتحالف من أجل ذلك ، لكن تسارعت الأحداث وسقط مقر اللواء.
- ومن هيئة الأركان اليمنية .. هل تواصل بكم أحد ؟
- تواصل معي قائد المنطقة العسكرية الرابعة الدكتور / الطاهري من الرياض، وقد كان في غرفة العمليات بالسعودية بعد مغادرته عدن ، وتواصل معي أحدهم لم اعد اتذكر أسمه – أظنه اللواء العمودي – وطرح بعض الخيارات للإنزال ، وكنت اقترح بان يفتحوا معسكرات سريعة في مناطق آمنة مثل الحجرية ويحشدوا الناس ويعطوهم أسلحة ، لأني ابلغتهم بأن الذخائر التي لدي محدودة وستنتهي ، ومعانا ايضا ذخائر مدفعية وصواريخ والمواجهات قريبة ولا نستطيع سحبها ، لأنه لم يبقى لدينا وقت ولم نستطيع حتى نخرج كل شيء من داخل المعسكر.
- مع اشتداد المعارك خلال الأيام الـ 19 هل تراجع انتشار اللواء في داخل المدينة وبقي القتال محصورا حول مقر اللواء ؟
- لا .. المناطق التي انتشر فيها اللواء داخل المدينة بقت قوات اللواء فيها ثابتة حتى بعد سقوط مقر اللواء بأشهر ، الستين مثلا ظلت قوات اللواء مسيطرة عليه الى بعد سقوط مقر اللواء بأربعة أشهر ، كل المواقع التي انتشر فيها اللواء صمدت واسست منها نواة المقاومة في تعز بعد سقوط مقر اللواء ، مثل عصيفرة ، الستين ، وادي القاضي ، المرور .
مقر اللواء هو من سقط فقط ، ومقر اللواء حين سقط لم يكن بداخله سوى 4 دبابات التي كنا ندافع بها عن المقر وبعض الأسلحة المتوسطة والخفيفة ، بعض الناس يقول بأن ترك أسلحة بأعداد كبيرة وهذا غير صحيح.
لم يكن هناك أسلحة بأعداد كبيرة ، أسلحة اللواء كلها كانت موزعة أما في معسكر خالد أو بالمخا أو في لبوزة الذي كان فيه الحجم الأكبر من تسليح اللواء ، أما معسكر المطار كان فيه 600 بندقية منها 100 جيتري وقد تم توزيعها بالكامل على العسكريين الذين كانوا بدون سلاح وعلى من تم ضمهم، الذخائر كان معنا حوالي 800 الف طلقة كلاشنكوف وزعت بالكامل وبقى لدينا احتياط حوالي مئة الف طلقة الي تقريبا وبقى عدد محدود ، بقت بعض الأسلحة في بعض الكتائب لم توزع وهي خاص بـ " الاجازات "..
- والأسلحة التي ضربت من الطيران وتفجرت بعد سقوط اللواء..؟؟
- هذه كلها كانت صواريخ كاتيوشا وقذائف مدفعية وقذائف دبابات ورشاشات ثقيلة ...
- لم يكن لها حاجة في المعارك ؟
- لم نحتاج لها ، كان معنا حوالي 200 الف طلقة رشاش 14.5وهذه كانت في خط المواجهة الأول ، وهذه اعطينا احداثياتها حين زرت مقر التحالف لأول مرة بعد تحرير عدن ، حددت لهم المخزن وتم ضربه من طيران التحالف ونحن نشاهد ذلك في مقر العمليات وظلت تتفجر حوالي 3 ساعات.