تعز.. ومحاولات مستميتة لإذكاء صراع المناطقية
الاثنين 17 أغسطس 2020 - الساعة 12:58 صباحاً
عبدالله فرحان
مقالات للكاتب
قبل أكثر من شهر شهدت مناطق الحجرية توترات عسكرية تخللتها بعض الاشتباكات المسلحة ويغلب عليها في المجمل الطابع السياسي والحزبي..
وبالرغم من أن تلك الصبغة السياسية والحزبية تعد كارثة وانحدارا نحو ملشنة المؤسسات العسكرية والأمنية، إلا أن البعض لم يكتف بذاك السقف التدميري وحسب، بل ذهب إلى استجلاب التوصيف المناطقي وتحوير الصراع نحو المناطقية وان شرعب تجتاح الحجرية وهذه بحد ذاتها تعد نغمة دخيلة يراد منها جر مناطق المحافظة إلى مستنقعات وحل لزجة يصعب الخروج منها ولكن الجميع كان أكبر من التعاطي معها أو القبول بها..
الأسبوع الماضي شهدت مدينة تعز اشتباكات واعمال قتل واقتحامات للمنازل والمحلات وفي مجملها أعمال بلطجية وجنايات إرهاب وحرابة، اتت نتاجا للتسليح العشوائي وبفعل ارتباط بعض افراد الجيش والامن بقيادات مجاميع شللية في اطار تكوينات خاصة بهم خارج المؤسسات تعتمد على معيار التقارب النوعي من حيث السلوك والنفعية المتبادلة اشبه بالعصابات في ظل وضع واقعه اليومي انفلات امني وعسكري وغياب أو تغييب متعمد للمؤسسية والحيلولة دون حضور الدولة.
وبالرغم من ان تلك الوقائع ومجرياتها كانت وما زالت كارثية إلا أن أجندة الاستهداف المعادية للوطن تستميت مجددا في سبيل استهداف النسيج الاجتماعي، فلم تكتف بذلك السقف التدميري وحسب بل ذهبت كسابقتها إلى توصيف معارك بلطجية اصحاب السوابق غزوان وغدر ومن على شاكلتهما بانها معارك صراع المناطقية (شرعب ومخلاف) مع علم وادراك الجميع بان لا قضية لشرعب أو مشروع جمعي لأبناء شرعب كان لغدر شرف الدفاع عنه في مواجهة غزوان والمخلاف، ولم يكن ايضا لمخلاف قضية مصير كان لغزوان شرف الدفاع أو الاجتياح في سبيل نيل مخلاف استحقاقها.
فباختصار غزوان مطرود من مخلاف وغدر فار من شرعب وهو الحال نفسه لكثير ممن حولهما.
غدر وغزوان ليسا سوى أرباب سوابق ومشاريع بلطجة يتم استخدامهما من حين إلى آخر في مهام بسط على الاراضي ومعارك الأسواق وفي حالات اخرى يزج بهما أو باحدهما كظاهرة صوتية نحو تدشين معارك سياسية..
فلا داعي لأصوات النشاز ان تهدر وقتها بالهتاف لداعي المناطقية ومحاولات استهداف شرعب لمواجهة مخلاف أو العكس فجميعهما غزوان وغدر ومن اليهما من الافراد والمجاميع ايا كانت مخلافية أو شرعبية جميعهم امام المجتمع والدولة ليسوا سوى فريق واحد يطلق عليه مسمى المطلوبين إلى العدالة ويتوجب على الدولة تحمل مسؤولياتها تجاه جرائمهم.
وفي الختام أؤكد بان الجميع في اوساط مدينة تعز ابناء تعز وليسوا ابناء مناطقهم، ونقول ايضا لابواق الاستفزاز بان شرعب التي استطاعت بحكمة عقلائها ان تظل 5 سنوات بعيدة عن معارك كبيرة اطاحت بمعظم مناطق اليمن لن تقبل اليوم الانزلاق نحو معركة غزوان مهما حاول مجندوها إثارة التحرش والاستفزاز المناطقي، وليذهب غزوان وغدر ومن معهما إلى الجحيم.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك