إن إطلاق النيران على منزل رئيس عمليات اللواء 35 مدرع العقيد عبد الحكيم الجبزي في قريته بعزلة الجبزية وإصابة زوجته ومن ثم محاصرة المنزل وأسرته أعمال إرهابية بامتياز.

لا يستحق العقيد الجبزي قائد كتائب الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب التي كانت أول كتائب تتشكل ـ بعد سقوط مدينة تعز عام 2015 بيد مليشيات الحوثي ـ على نحو منظم من أبناء الحجرية وصبر، وكان لها الفضل في صد قوات المليشيات الحوثية في منطقة الضباب والرُبيعي من اجتياح الحجرية.

ومن قوام أفراد كتائب عبد الرقيب عبد الوهاب التي قادها العقيد عبد الحكيم الجبزي اعيد من جديد تجميع وبناء كل من اللواء 35 مدرع واللواء 17 مشاة، وغيرهما من الألوية العسكرية التابعة لمحور تعز.

ويعد العقيد الجبزي أحد أبرز القادة العسكريين الذين أعادوا تجميع اللواء 35 مدرع إلى جانب القائد الشهيد عدنان الحمادي، وتسلم أكثر من مركز قيادي في اللواء 35 مدرع أخرها رئيس عمليات اللواء 35 مدرع.

وكان أحد صناع إنتصارات اللواء 35 مدرع في الجبهات التي حررها اللواء كجبهة راسن وبني عمر، والضباب والربيعي والاقروض والمسراخ.

ولعب دورا كبيرا في حسم الإنتصارات على المليشيات الحوثية بجبهة الصلو.

العقيد عبد الحكيم الجبزي تقريباً إلى جانب العقيد أمين البريهي هما أقدم ضابطان أكاديميا في اللواء 35 مدرع بعد القائد الشهيد عدنان الحمادي.

العقيد عبد الحكيم الجبزي أجزم أنه من أولئك الذين يخلوا سجلهم المهني العسكري وحتى الشخصي من أي لوثة فساد.

قائد عسكري به كل تلك الصفات، ويعج تاريخه بالكفاح والنضال والتضحية، وينصع بالانتصارات كيف نفسر الاعتداء على منزله وأسرته وأهله وقريته...؟

ما دلالة هذا الجزاء الذي يطال بطلا من أبطال إنتصارات اللواء 35 مدرع على نحو أخص، وتعز على نحو خاص، واليمن على نحو عام....؟

ما دلالة أن يكون الجزاء بهذه الصورة من الاعتداء عليه في قريته وعلى أهله وأسرته...؟
لم يذهب العقيد عبدالحكيم الجبزي ليعتدي على أي أحد من الذين يحاصرون بيته في قرية الجبزية...
إذن الدلالة واضحة .... من كل ذلك.... كيف...؟
نعم كيف...؟

الجبزي بما يحمله من صفات أخلاقية جمة، وتاريخ عسكري حافل بالنظافة والنزاهة والكفاءة المهنية العسكرية، ناهيك عن مواصفات قيادية.

وعلاوة على ذلك بما يمثله من امتداد للقائد الشهيد عدنان الحمادي في حمل القضية الوطنية والاعتزاز بتاريخ الحجرية الوطني والمدني وتاريخ تعز المتميز في التاريخ اليمنى، وهي مبادئ ومواقف جعلت الجبزي ليس فقط غير مرغوب فيه، وإنما يجب كسر شوكة ظهره قبل أن تتصلب وتستقوي كصاحبه القائد الشهيد.

الاعتداء على العقيد الجبزي واستهداف أهله في قريتهم رسالة خلاصتها إخراس واسكات كل صوت من الحجرية سيحاول إعادة الحجرية إلى واجهة صناعة الأحداث العظيمة.

تم إسكات صوت البطل عبد الرقيب عبد الوهاب صانع انتصار ملحمة السبعين يومآ ضد الإمامية بأبشع صورة عرفها تاريخ تصفية الأبطال الوطنيين وهي القتل والسحل والتشهير بالجثة.

وعندما ظهر بعد نصف قرن صوت عدنان الحمادي الذي سعى لصناعة انتصارات ومواقف وطنية جديدة تعيد للحجرية حضورها العسكري المفقود تم من جديد إسكات هذا الصوت بطريقة حتى الشيطان لا يمكن التفكير بها وهي تصفية البطل داخل منزله حتى لا يحلم ولا يخطط اي شخص من أبناء الحجرية أن يكون قائدا عسكرياً كعبد الرقيب عبد الوهاب.... لأنه سيلقى نفس المصير من حيث لا يحتسب.

الذين أرسلوا أولئك المدججين بالأسلحة والعتاد لاستهداف عبد الحكيم الجبزي يجب أن نفهمه من قبيل إخراس أى صوت يمكن أن يكون امتداداً لعدنان الحمادي.

لا صوت يعلو فوق صوت عصابة اغتيال تعز.
تلك هي الرسالة والدلالة الأولى من إستهداف العقيد عبد الحكيم الجبزي .

أما الدلائل الأُخر فأهمها:
استكمال تحرير المحرر بتعز بجعل الحجرية مسرحاً عسكريا جديداً لعمليات يعلم ماهيتها، وغاياتها تماما الذين يسعون لتقطيع أوصال جبهات اللواء 35 مدرع بصبر والحجرية.
***
إذا ما أسقطت المليشيات الحوثية محافظة مأرب فلن يبقى أمامها من جغرافية الشمال غير المناطق المحررة من تعز، وهي مديريات صبر، و الحجرية، والمخاء.

عوضاً عن أن تستعد قوات الحشد الشعبى التابعة لحمود المخلافي، وبقية ألوية الجيش بتعز للتعبئة وتحرير ما تبقى من محافظة تعز هي ذي تحاول تقطيع أوصال جبهات اللواء 35 مدرع باحتلال جبل الراهش ، والسعي لاحتلال منطقة البيرين....لفصل جبهة الأقروض المسراخ عن الحجرية.

من جبل الراهش ومنطقة البيرين ب المعافر بدأت عام 2016 معارك تحرير الأقروض والمسراخ من يد المليشيات الحوثية.

ومن هذا الجبل قامت قوات الحشد الشعبي بإجلاء قوة اللواء 35 مدرع التي تخلت عن موقعها لتجنب الاقتتال معها حتى لا تغرق المحافظة بدم اقتتال أخوة التراب والسلاح.

وكأن العدو ليس المليشيات الحوثية وإنما اللواء 35 مدرع.

لا يدركون أنهم إن نجحوا في تقطيع أوصال اللواء 35 مدرع فإنما يخدموا بذلك المليشيات الحوثية.

إذا اسقط الحوثيون محافظة مأرب، و أسقطت مليشيات الحشد الشعبي بتعز الحجرية وصبر بيدها فلن يعجز الحوثيين بعد ذلك من إسقاط الذي لم يستطع إسقاطه في أول هذه الحرب وهي الحجرية.

فهل هذا ما يريده الحشد الشعبي، مع قيادة محور تعز التي لم تحرك ساكناً حيال ما يحدث ضد اللواء 35 مدرع، وقيادات اللواء....؟
هل يريدون الدفع بالأحداث إلى النتيجة التي تسقط بقية تعز من جديد بيد الحوثيين...؟
لا أريد أي احد جاهل وغبي يقول إن تعز لن تسقط ثانية.
لأن الأصل في تعز انها لم تتحرر كاملة.
وإذا ما سقطت مأرب فإن الوجهة للحوثيين ستكون إلى تعز.

والجزء الباقي المحرر من تعز الذي أن قطعتم أوصاله بمربع اللواء 35 مدرع فلن تستطيعوا بعد تقطيعه أن تقاوموا اي تقدم للحوثيين.

إن قوة تعز اليوم ليست في شرعب ولا المخلاف ولا شمير ولا جبل حبشي ولا خدير وحيفان والتعزية وماوية فتلك مناطق محتلة من الحوثيين، وإنما قوة تعز في مديريات الحجرية وصبر التابعة للواء 35 مدرع.
وأي إضعاف وتقطيع لجسد هذا المربع التابع للواء 35 مدرع فإنما يعني تسليم جغرافية شمال اليمن كاملة للحوثيين.
***
تلك هي أهم الدلالات المتشعبة وما سيترتب عليها من استهداف العقيد عبدالحكيم الجبزي رئيس عمليات اللواء 35 مدرع.