بعد دعوة أردوغان لعودة العلاقة.. سفير سوريا السابق لدى تركيا يكشف شروط دمشق لفتح صفحة جديدة مع أنقرة
الاحد 21 أغسطس 2022 - الساعة 12:18 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - وكالات
كشف السفير السوري السابق لدى تركيا نضال قبلان، عن أبرز المطالب التي قد تطرحها دمشق لعودة العلاقات بينها وبين أنقرة. وأكد أن سوريا لن تفعل ذلك مجانا أو مقابل ثمن بخس.
وأكد قبلان أن "التحول في العلاقات التركية السورية جاء بعد قمتي سوتشي وطهران، وبعد توصل المسؤولين الأتراك والنظام التركي إلى قناعة مفادها استحالة إحداث التغيير في سوريا بالقوة العسكرية، وبالتالي لا بديل سوى الحل السياسي".
وحول أبرز المطالب التي قد تطرحها دمشق لعودة العلاقات قال قبلان: "توقف تركيا عن دعم التنظيمات الإرهابية والمساعدة في عودة إدلب كاملة بما في ذلك معبر باب الهوى وغيره في المحافظات إلى سيطرة الدولة السورية، وكذلك طريق "إم 4"، الذي يربط اللاذقية بحلب والشمال والشمال الشرقي".
وتابع: "كما تريد دمشق من أنقرة سحب قواتها من الأراضي السورية وحل ميلشياتها هناك، وأن تساعد من خلال علاقاتها مع الدول الغربية وكونها عضوا في حلف "الناتو" في رفع العقوبات عن الكثير من المؤسسات الحكومية والشخصيات السورية".
وأردف: "عندها فقط، يمكن أن نقول بأن هنالك صفحة جديدة يمكن فتحها"، مؤكدا أنه لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة في السياسة، وبالتالي كل الاحتمالات واردة ومن مصلحة تركيا وسوريا طي هذه الصفحة.
واعتبر قبلان أن "سوريا التي قدمت أثمانا باهظة للتورط التركي والممارسات العدوانية الكثيرة في الحرب على سوريا، لا يمكن أن تفعل ذلك مجانا أو مقابل ثمن بخس، ولا بد أن يكون الثمن بحجم الأذى والخراب والدمار الذي أحدثته تركيا أردوغان في سوريا".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعقب عودته من زيارة أوكرانيا الخميس الماضي دعا حكومة دمشق إلى إدارك أن تركيا لا تطمع في أراضي سوريا وأن الشعب السوري "أشقاء"، مؤكدا رغبة بلاده بخطوات متقدمة مع الحكومة السورية لـ"إفساد المخططات في المنطقة"، والتزام بلاده بوحدة الأراضي السورية".
مضيفاً : "ليس لدينا أطماع في أراضي سوريا، والشعب السوري أشقاؤنا ونولي أهمية لوحدة أراضيهم، ويتعين على النظام إدراك ذلك".
وأردف: "يتوجب علينا الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا يمكننا من خلالها إفساد العديد من المخططات في هذه المنطقة من العالم الإسلامي".
ولفت إلى أن تركيا تتحمل العبء الأكبر في قضية اللاجئين حيث تستضيف قرابة 4 ملايين لاجئ سوري، وتساءل: "لماذا نستضيف هذا العدد من اللاجئين، هل لكي نظل في حالة حرب باستمرار مع النظام (السوري)؟ لا، بل بسبب روابطنا مع الشعب السوري ولاسيما من حيث قيم العقيدة، والمرحلة المقبلة ربما ستحمل الخير أكثر".
وقال إن الحوار السياسي أو الدبلوماسي لا يمكن التخلي عنهما تماما بين الدول، و"يمكن أن تتم مثل هذه الحوارات في أي وقت ويجب أن تتم".
لافتاً إلى مقولة مفادها أنه "يتوجب عدم قطع العلاقة حتى لو كانت بمستوى خيط رفيع، لأنها تلزم يوما ما".
واستشهد اردوغان بالعلاقات مع مصر مشيرا أنها تتواصل على صعيد منخفض على مستوى الوزراء في الوقت الراهن، مؤكدا أهمية الدبلوماسية في هذا الإطار وعدم إمكانية الاستغناء عن العمل الدبلوماسي بشكل تام.
تصريحات الرئيس التركي جاءت بعد تصريحات لزعيم حزب الحركة القومية التركي دولت باهتشلي، الذي دعا إلى رفع مستوى الاتصال مع النظام السوري إلى "حوار سياسي" في إطار مكافحة الإرهاب شمالي سوريا.
واعتبرت المعارضة التركية ان الرئاسة التركية لم تستطع هزيمة الأسد وتمهد الآن للاتفاق معه".
وكان رد أردوغان عليها قائلا "ليس لدينا هدف من قبيل الانتصار على (بشار) الأسد، وإذا كانت المعارضة في تركيا ترى الأمر من هذا المنظور فهذا يعكس مدى ضحالة تفكيرها