حوار خاص مع قائد اللواء 35 مدرع بتعز عدنان الحمادي .. قصة تأسيس المجلس العسكري ونقل المعركة خارج المدينة (4- 5)
الاحد 31 ديسمبر 2017 - الساعة 02:51 صباحاً
المصدر : خاص
حاوره /عمار علي أحمد
عند الحديث عن الحرب في اليمن التي تقترب من عامها الثالث لا يمكن أغفال الدور المحور الذي لعبته تعز في هذه الحرب منذ اليوم الأول.
فكما كانت تعز الشرارة الأولى لثورة 11 فبراير ، كان لتعز شرف الطلقة الأولى للمقاومة في هذه الحرب ، وجسد ذلك اللواء 35 مدرع الذي كان التشكيل العسكري الوحيد في الجمهورية الذي اعلن ولاءه للشرعية في الوقت الذي فتحت كل معسكرات الجيش ابوابها للمليشيات.
ليبث هذا الاعلان الروح في جسد المقاومة في اليمن ضد المليشيات ، وتشتعل الخارطة اليمنية نارا ضد الانقلاب.
ومن هذه الرمزية حاولنا في " الرصيف برس " توثيق ذلك ، بحوار مطول مع قائد اللواء 35 مدرع العميد ركن / عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع توثق ملحمة المقاومة التي سطرها هذا اللواء .
وايضا نسلط الضوء على الأدوار التي لعبها عدنان الحمادي خلال هذه الحرب منذ اليوم الأول ، من خلال هذه الحوار الذي سينشر على خمس حلقات.
ونود ان ننوه الحوار اجري مع العميد ركن / عدنان الحمادي في وقت سابق ، ولم يتطرق الى مجريات الاحداث في الفترة الأخيرة لكون غرض اللقاء كان توثيقيا للتاريخ.
--
بعد أن سرد لنا العميد / عدنان الحمادي في الحلقات السابقة مسيرته من معسكر لبوزة وسقوطه الى معركة مقر اللواء 35 مدرع داخل مدينة تعز.
يتناول العميد عدنان في الحلقة الرابعة تفاصيل انشاء المجلس العسكري وخطوة فتح جبهة الضباب خارج المدينة.
ابرز عناوين الحلقة الرابعة:
- الأيام الأولى للعميد عدنان في مدينة تعز بعد سقوط مقر اللواء
- تحركات العميد عدنان الحمادي لإعلان المجلس العسكري بتعز
- خطوات انشاء المجلس العسكري تفاصيل الاجتماع الأول للمجلس
- محاولات تجميع قوة اللواء 35 مدرع بعد سقوط مقره بيد المليشيات
- قرار فتح جبهة الضباب ودور عبدالله نعمان امين عام التنظيم الناصري في ذلك
- القصة الحقيقة لما دار في جبهة الضباب واسباب تراجعها
- اذا بقيتم داخل المدينة وكنتم تعانون من الاصابة ، لكن المتوقع كان بحكم بان أغلب عناصر اللواء وبعض عتاده انسحبت ونشرت في مواقع داخل المدينة كما أشرنا ، كان من المتوقع ان يعود العميد عدنان الى هذه المواقع لمواصلة قيادة المعركة ضد الانقلابين؟
- عندما سقط مقر اللواء بقت القوات منتشرة في مواقع داخل المدينة مثل جبل جرة وكنت قررت ان يكون مقر قيادة اللواء في جبل جرة لكن الاشتباكات حوله كان عنيفة جدا ، لذلك اتخذنا بدلا عنه إحدى المدارس بس للأسف لم يتم.
طبعا حين سقط مقر اللواء حصل انهيار نفسي عند المقاتلين وكان ممكن ان يتركوا المواقع ويسلموا مثل ما سقط اللواء لانهم فقدوا زملاء لهم ولم يعد لديهم الحافر للقتال كبيرا.
بقيت في المدينة وأتى إلى أحمد الوافي بعد خمسة أيام من سقوط مقر اللواء واسعفنا الى مستشفى الحكمة وعملوا لي كشافة فوجدوا شرخ في كعب الرجل وتمزق في الأعصاب ، هذا كان في اليوم الخامس لأني لم أكن قادرا ان اذهب الى اي مستشفى.
في اليوم السابع عقدنا أول اجتماع وحضر يوسف الشراجي وصادق سرحان وعبدالرحمن الشمساني وشكلنا المجلس العسكري.
- في اليوم السابع من سقوط اللواء ...
- نعم ، وللتوضيح افراد اللواء طبعا لم يكونوا من أبناء المدينة ، كانوا قلة ، وافراد اللواء من أبناء تعز بعد سقوط مقر اللواء غادروا الى الأرياف وأغلبهم كان من الحجرية والمسراخ ، وغادر أيضا من قاتل معنا في اللواء من أبناء إب وذمار وعمران لم يتبقى سوى عدد من الجرحى في المستشفيات.
- ربما تكون هذه احدى الصور الايجابية في الحرب في تعز ، بأن أول معركة فيها ضمت عناصر من خارج المحافظة؟
- أكيد وإلى الآن ما زال البعض منهم مستمر معانا في اللواء منذ البداية من إب والمناطق الشمالية ، وهناك من أتى ليستلم راتبه وكان في معسكر اللواء بالمخا ومستعدين للعودة والقتال مع اللواء في أي لحظة ، نحن لسنا عنصرين أو مناطقين نحن نمثل جيش وطني ، هذه العناصر مورست عليها عنصرية وتمييز من الطرف الآخر لأنهم من اتباع المذهب الزيدي ورفضوا القتال مع الحوثيين ، لذلك تمت ملاحقتهم باعتبارهم خونة.
وهناك ممن قاتل معنا في اللواء من أبناء هذه المناطق تم اعتقالهم والزج بهم في سجون الانقلابيين ومنهم من كان مرافق لي وبعضهم لا يزالوا أسرى لدى الانقلابيين.
من تبقى من أفراد اللواء داخل المدينة عدد محدود ، وصدرت مني توجيهات لهم بعد سقوط المقر بأن أي فرد يرغب في المغادرة وعدم القتال يسلم ما لديه الى عناصر المقاومة سواء كانوا تبع الشيخ حمود او صادق سرحان او الاصلاح أو إلى أي فرد من المقاومة سلموا لهم ، ممنوع الانسحاب الا بـ"الآلي".
طبعا حصلت أخطاء هناك بلاطجة كانوا محسوبين على المقاومة حين انسحب عناصر من اللواء من المطار ، اخذوا عليهم أسلحتهم في بعض النقاط التي فتحتها المقاومة.
عناصر اللواء الذين بقوا في الستين صمدوا هناك ثلاثة أشهر وفي جبل جرة صمدوا وما زال إلى الآن موجودين هناك ، وفي عدة أماكن مهمة بقوا ، لكن بعد سقوط اللواء كنت اعتقد بأنه لم يكن هناك قابلية مثلا أنه يتم اعادة تشكيل اللواء من جديد .
- لكنا كنا نعتقد بأن يقود العميد عدنان المقاومة من داخل المدينة بعد سقوط اللواء ؟ لماذا تركتم قيادة المقاومة – مع احترامنا للأشخاص – لقيادات ليست عسكرية ولا خبرة لها؟
- ولماذا انا اخترت في اليوم الخامس من سقوط اللواء وانا كنت حينها لا أزال مصاب فكرة تشكيل المجلس العسكري ؟ من أجل إدارة المعركة داخل تعز ...
- أي ان فكرة تشكيل المجلس كانت فكرتكم انتم ؟
- المجلس العسكري فكرة طرحتها أنا أول مرة وأنا لا أزال مصاب ، وبلغها أحمد الوافي وعدد من الناشطين الى الأحزاب والقوى السياسية.
- تحديدا في اليوم الخامس من سقوط اللواء ؟
- نعم ، لأنه سبق ذلك الإعلان عن مجلس تنسيق المقاومة وكان مجلس مدني ، وكان لابد من مجلس عسكري وايضا لأنه تم التواصل معي من قبل التحالف في الرياض وأبلغوني بأنه تم تشكيل مجلس عسكري في عدن وقالوا بأنه غير متجانس ولابد من تشكيل مجلس عسكري في تعز ، تواصل بي الدكتور الطاهري وطرح ضرورة تشكيل هذا المجلس وبأسرع وقت، في تعز من كان مهيأ لذلك هو من كان لديهم الامكانيات.
نحن بالمجلس لم تكن لدينا الامكانيات وايضاً نحن في اللواء لم يكن لدينا الامكانيات وانا خرجت كما شرحت سابقا وانا لا أملك حتى قيمة "مشوار بالتاكس" ، ليلة سقوط مقر اللواء كان معي 20 الف ريال وضعتها تحت الوسادة في المكان الذي كنت أنام فيه في الساعات الأخيرة لم اقدر اعود وأخذها ، خرجت من مقر اللواء " مصفرين " ، لم تكن لدي أمكانية حتى لجمع سرية وتغذيتها...
- أي ان الجانب المادي كان عائق كبير لكم ..؟
- نعم من ناحية الحركة لم أكن قادرا على الحركة ، حتى أول اجتماع للمجلس كان عندي وكنت يومها اقيم بمنزل الاستاذ/ رزاز الشرعبي ، والاجتماع الثاني في المسبح بمنزل عبد الرحمن المقطري وذهبت وأن اتوكأ على العكاز ، يعني بصعوبة جداً.
- تفاصيل الاجتماع الأول لإنشاء المجلس العسكري؟
- تم الاتفاق على تشكيل مجلس عسكري لإدارة المعركة في تعز ، وترأس المجلس العميد الركن / صادق سرحان وعمليات المجلس يوسف الشراجي وعضوية الحمادي والشمساني وحمود سعيد كونه رئيس مجلس تنسيق المقاومة وكان هو المدني الوحيد رغم انه ليس مدني يعني ...
- كان ضابط أمن سياسي ...
- نعم ، تم ادخاله في المجلس على أساس انه المسئول الاول في المقاومة.
- لكن المجلس ضم ثلاثة عناصر مدنية أخرى كما نذكر..
- لم يكونوا أعضاء اساسين كانوا مراقبين يعني مندوبين لأحزاب ، وبعضهم كان يدعي بأنه عضو مجلس عسكري وهذا غير صحيح، أول محضر وقعنا عليه تم الاتفاق فيه على أن المجلس العسكري مكون من خمسة أعضاء فقط وثلاثة مندوبين من الأحزاب ، احمد الوافي من الناصري وتولي الجانب الإعلامي ، والمقرر كان عبدالرحمن المقطري اشتراكي يعني سكرتارية ، ورزاز الشرعبي من الاصلاح ( ماذا مسك ) أعتقد مسؤل العلاقة والتنسيق بين الاحزاب والمجلس العسكري والمقاومة .
- ما كانت اهداف المجلس العسكري الرئيسية وهل عمل على تحقيقها؟
- كان الهدف من تشكيل المجلس العسكري بتعز ،اولا توحيد الجهود تحت قيادة عسكرية موحدة ، التواصل والتعامل مع القيادة الشرعية والتحالف وتجميع الأفراد الذين حددهم الرئيس هادي للواء 35 وذلك لتجنيد5000 فرد من تعز، أقر المجلس توزيع هذا العدد على الالوية الثلاثة 17،22،35 ، ولم ينفذ هذا في الواقع لكن تم استيعاب هذه الاعداد واكثر من هذا العدد ولاحقا تم اعتماد تجنيد 5000 فرد من تعز لكل الوحدات العسكرية والامنية...ولا زال للواء حوالي 1200 رقم معرقلة في المحور ، والافراد في الجبهات بدون رواتب حتى هذه اللحظة والهدف الرئيسي من المجلس العسكري هو تحرير تعز وتشكيل جيش وطني لمواجهة هذه المليشيات وليس مجموعات او مليشيات شبيهة بالمليشيات الانقلابية ، كما قمنا بضم الافراد العسكريين من مختلف الوحدات العسكرية والامنية .
- وضعتم خطط لهذا الشيء؟
- وضعنا ورفعنا بمحضر الاجتماع الأول الى اللجنة الخاصة والى مكتب الرئيس هادي والى القيادة في الرياض ...
- هذه الأمر كان للواء 35 ، بالنسبة للواءين الآخران 22 و 17 ألم يعتمد لهم شيء ..؟
- هذا الرقم اتفقنا بأن يكون للألوية الثلاثة ووقعنا على المحضر...
- تقصد الـ 5 الف فرد ..
- نعم.
وبعد ذلك بدأنا نشكل هيكل للمجلس وذالك بتحديد خمسة اعضاء للمجلس وبقية الادارات حسب الهيكل التنظيمي ، واعضاء المجلس العسكري الخمسة هم:
- عميد ركن / صادق سرحان قائد اللواء 22 رئيسا
- عميد ركن / يوسف الشراجي عمليات المجلس
- عميد ركن / عدنان الحمادي قائد اللواء 35 عضوا
- عميد ركن / عبد الرحمن الشمساني قائد اللواء 17 عضوا
- الشيخ حمود سعيد المخلافي قائد المقاومة الشعبية عضوا
وتم عقد اول اجتماع للخمسة الاعضاء فقط فحضر اربعة وتغيب الشيخ حمود، وفي الاجتماع الثاني تم ضم ثلاثة أفراد من الاحزاب السياسية الاصلاح ، والاشتراكي ، والناصري حيث شمل:
- الاستاذ / احمد الوافي (من الناصري) المسؤل الاعلامي
- الاستاذ / رزاز الشرعبي ( من الاصلاح) المنسق مابين المقاومة والاحزاب السياسية والمجلس العسكري
- الاستاذ / عبد الرحمن المقطري (من الاشتراكي) سكرتير المجلس
وشمل الهيكل التنضيمي للمجلس العسكري الذي اقر في الاجتماع الثاني وحضرو اربعة من قيادة المجلس ، وحضره مندوبي الاحزاب ، وشمل هذا الهيكل التالي:
- العميد ركن د/ مهيوب المجيدي التوجيه المعنوي
- العميد / جمال الرباصي التسليح
- العقيد الركن / سمير الحاج الناطق الرسمي
- العقيد الركن / القحطاني المسؤل المالي
على ان يتم في الاجتماع القادم تحديد مسؤلي باقي الادارات(الامداد ، الاتصالات ،....الخ)،
- هل حضر الشيخ حمود في الاجتماع الثاني ..؟؟
- ليس في الاجتماع الثاني وانما في الاجتماع الثالث ، وفي هذا الاجتماع حصل استهداف لمكان الاجتماع فكان يروح مندوب يبلغه نريد نعمل كذا وكذا ومن هذا القبيل ، لأننا كنا نلتقي في أماكن متفرقة ، حمود حضر جزء من الاجتماع الثالث عنده.
شكلنا هيكلية للمجلس وأقرينا في الاجتماع الثالث فتح جبهة خارج المدينة، لأن الاستاذ عبدالله نعمان طرح ضرورة فتح جبهة خارج المدينة لفك الحصار عنها واقترح أن تكون في المعافر او في المسراخ – نحن أقرينا ان تكون في الضباب - ، فأقر الاجتماع بأن يبدأ اللواء 35 جمع ضباطه وأفراده في الضباب ، فقلت يبدأ الأخ / يوسف الشراجي بالتحرك الى هناك ، وقال بأنه أتى لدعم المجلس بمبلغ حوالي 20 مليون ريال ...
- من تقصد الشراجي ...؟
- لا ، الاستاذ عبدالله نعمان ، وسلم الى يوسف الشراجي جزء منها أعتقد 8 مليون ريال وباقي المبلغ بقى لديه ، وعندما فتحت الجبس عن رجلي قال لي : خذ باقي المبلغ وتحرك الى الضباب ، وكان يوسف الشراجي قد تواصل بي وأخبرني بأن الوضع المادي سيئ بجبهة الضباب ، فقلت للاستاذ عبدالله ارجو ان يسلم باقي المبلغ للعميد يوسف الشراجي لأنه حسب قوله بأن الوضع المادي سيئ.
- لو سمحت لنا سيادة العميد عدنان الحمادي ، نريد التوقف عند مرحلة تشكيل المجلس العسكري وما قام به في الأيام الأولى لان تبعات ذلك مستمرة الى اليوم ، هل كانت اولى قرارات المجلس فقط فتح جبهات ، أم اعادة تشكيل الألوية الثلاثة لكي تنخرط كل المجاميع المسلحة تحت هذه الألوية؟
- كانت لدينا أشياء كثيرة اقريناها في الاجتماع الأول كان على رأسها وضع الألوية اولا وفتح جبهة في الضباب ، اللواء 35 يُجمع أما في المدينة او خارجها وأنا اقترحت ...
- عفوا وماذا عن اللواءان الآخران ..؟
- هذا بخصوص اللواء 35 ، اللواء 22 الذي عين له صادق سرحان قائد يتجمع في تعز لكن لم يكن لديه أفراد سواء المجاميع التي معه اما اللواء 22 لا زال مع الانقلابيين ولم يستطيع الفندم صادق استلام اللواء ، فكان البديل بأن اي شخص عسكري يضم على اي لواء سواء 17 أو 22 أو 35 باسم اللواء .
انا كان لي مقترح بأن الشهيد العوني يجمع جزء من قوات اللواء 35 في شرعب السلام لأنه قريب من إب ويستطيعوا أن يصلوا إليه عن طريق العدين ويستطيع جمع أعداد كبيرة ، وجزء من اللواء يتم تجميعهم في مدينة تعز او في احدى مديريات الحجرية
- تقصد تجميع أفراد اللواء في شرعب ..؟
- نعم وهذا كان مقترح ، ومقترح آخر بأنه يجمع اللواء افراده في المدينة في مدارس ومواقع حددناها ولكن حين أتينا لها كانت مستخدمة من جهة المقاومة ، ولم يكن هناك تجاوب من الجهات الأخرى التي لديها الامكانيات ...
- من تقصد ؟ الشرعية ام التحالف ؟
- أطراف في الداخل في المقاومة في تعز وكذلك الشرعية لم تولي عملية تجميع الالوية العسكرية في تعز اي اهتمام، وكل ماتم انجازه في البداية كان بمجهودات شخصية حيث وهذه العملية تحتاج الى امكانيات مادية كبيرة للسكن ، الاكل ، الشرب ، التسليح ...
- هذا من المفترض بأنه دور الشرعية ..
- صحيح دور الشرعية ، وكنا نتواصل معهم ولكن لم يصلنا شيء ، حتى أنه أتت مرتبات في رمضان صرفت إلى المقاومة وانا قائد اللواء أقول لك بأنه لم يصرف لأفراد اللواء شيء في عام 2015م.
عندما طرحت هذا الكلام لاحقا على الخ / رئيس الوزراء بحاح بعد تحرير عدن صرف لنا مبلغ من عدن ( 2 مليون ريال سعودي لصرفها للواء وجبهة الضباب كمكافئات بدل الراتب ) وصرفناه على أفراد اللواء الموجودين في المعافر، وامواسط ، واشمايتين ، والمسراخ، وكذلك على أفراد جبهةالضباب ( التي يقودها العميد يوسف الشراجي ) حيث تم الصرف عن طريق المسئولين الماليين للواء وفي جبهة الضباب ، بواقع 30000 للمقاتلين بالجبهات ، و25000 للنقاط ،و20000 للمتواجدين في المراكز التدريبية .
كما صرف لنا الاخ رئيس الوزراء السابق بحاح 2 مليون ريال سعودي لغرض شراء أسلحة للواء 35 فتم الشراء بمبلغ عشرة مليون ريال يمني4معدلات روسي ،وبخمسة مليون ريال يمني فقط ذخائر خفيفه ، وباقي المبلغ المخصص لتسليح اللواء تم صرفه بأسناد واستلامات لجبهة الضباب مقابل ذخائر ومصاريف لجبهة الضباب التي يقودها يوسف الشراجي والذي سافر للخارج بغرض العلاج والجبهة توليت انا قيادتها وتفاجئت انه لايوجد بها ذخيرة ولا مصاريف للمقاتلين ولا تغذية فأضطرينا بصرف المبلغ المخصص لتسليح اللواء لتغطية هذا العجز ولولا ذلك لسقطت جبهة الضباب .
- هناك نقطة لا نريد تجاوزها ، المجلس العسكري تم تشكيله ليقود المعارك في كل جبهات تعز وان تكون كل التشكيلات المسلحة خاضعة للألوية العسكرية الثلاثة ، لماذا سمحتم او لماذا تم السكوت عن وجود كل هذه التشكيلات والمسميات التي نراها اليوم بتعز خارج إطار المجلس ؟؟
- ولماذا استعجلنا بعد سقوط اللواء بخمسة أيام بالدعوة الى تشكيل المجلس العسكري ؟ على أساس ان أي قوة تنشأ تكون تحت إطار هذا المجلس .
أخبرتك بأنه لم يحصل سوى اجتماع واحد مع الشيخ حمود سعيد ، ولم نستطيع ان نلتقي ، وحاولنا بعد ذلك ان نضم قادة الفصائل والمجموعات المسلحة للمجلس لم نقدر ، فقد كان مجلس المقاومة هو من يتصدر كل شيء لأنه كان لديه الامكانيات وأصبح موجود في الميدان ، أفرادنا الذين كانوا معنا في اللواء 35 بقوا يقاتلوا في مختلف جبهات المقاومة في تعز .
- هل كان التقصير منكم او من الشرعية والتحالف ؟
- لم يوجهوا الدعم إلى المجلس العسكري حتى يستطيع ان تبقى الأمور في يده لكنه كان موجه للمقاومة..
- من هم ؟
- الشرعية والتحالف ، بقي تعاملهم مع قادة المقاومة ولم يتعاملو مع المجلس العسكري.
- أي ان الخطأ بأنه تم توجيه الدعم الى كيانات خارج المجلس ؟
- نعم ، لم يوجهوا الدعم بشكل مباشر الى المجلس العسكري ، لأنه حينما التقينا فيما بعد بالتحالف بعد 3 او 4 اشهر ، بدأوا حينها بالبحث عن الألوية العسكرية وارادوا حينها أن يكون العمل في تعز ضمن إطار هذه الألوية ، ونحن كنا استمرينا فترة طويلة نبحث عن هذا الشيء.
بعد هذا كله ، رأينا بأننا لم نستطيع ان نجمع الأفراد في شرعب وبقي التواصل والتعامل من قبل الشرعية والتحالف مع المقاومة الموجودة وبقيت الكتائب والمسميات موجودة ، وأصبح كل من يقدر يوفر سلاح يكون له مجموعة ، حتى السلاح الذي نشرناه في المدينة واخرجناه من مقر اللواء في المطار القديم تحول الى المقاومة مع الأفراد لم نستطيع ان نجمعهم لأنه معنى ذلك احتمال ان تختل جبهة او يسقط موقع ، واضطرينا من أجل مصلحة تعز ان يبقى كل شيء على ما هو عليه.
خرجت انا بعد ذلك من المدينة الى قريتي ( بني حماد ) اعتقد في عيد الفطر في تلك الفترة بعد 4 أشهر من سقوط مقر اللواء..
- فندم عدنان نحن توقفنا عند الحديث حول فتحة جبهة الضباب ولم نتطرق الى تفاصيل ذلك...
- فتحت هذه الجبهة، في الضباب بقيادة يوسف الشراجي بعدما عجزنا ان نجمع افرادنا في شرعب السلام كما أشرت ، واجهتنا صعوبات اولا عندما أتينا نجمع أفراد اللواء ، الأفراد أما سلاحه تجرد منه وهو خارج من اللواء من قبل المقاومة أو سيأتي لك بدون سلاح ، من أين ستأتي له بسلاح ؟ لتجمعهم ؟
اضطرينا في آخر جلسة للمجلس العسكري ان الضباب تبقى تشتغل وانقسم المجلس عضوين بقيا داخل المدينة وعضوين خارج ، الذي هو الشمساني في التربة والشراجي في الضباب ، وصادق سرحان في المدينة وانا في المدينة بدون أي مهام ، بقيت فقط أتابع ما تقوم به المقاومة ، اقدم مشورات او نصائح الجبهة الفلانية تحتاج تعزيز الموقع الفلاني لابد ان يكون فيه رشاش .
اضطررت الى الخروج من المدينة وذهبت الى جبهة الضباب وزرتها أول يوم العيد والتقينا بالزملاء ثم عدت الى البيت وبقيت خمسة أيام.
عدت للضباب ، وعقدنا أول اجتماع مع يوسف الشراجي وقلنا له أنت القائد وأنا النائب ، رغم أني انا قائد اللواء 35 ..
- إلى هذا الوقت هل كان للشراجي منصب رسمي ؟
- نائب رئيس العمليات الحربية في صنعاء، لم يكن في قيادة الألوية ، منح منصب نائب رئيس العمليات الحربية في صنعاء بعد عزله من قيادة الواء 35 تم تعيينه في هذا المنصب ولم يذهب الى صنعاء لممارسة عمله لأنه كان مطلوب.
- اذا شُكلت جبهة الضباب ...
- ذهبت الى جبهة الضباب وبقيت هناك حوالي 20 يوما ، رأيت أنه لا يوجد امكانيات قوية الجبهة كانت ضعيفة ومعتمدة على أفراد من مناطق معينة..
- كم تجمعت قوة في هذه الجبهة ؟
- كانت الأعداد كبيرة ، كان في الجبهة 3 ألف أو 4 ألف فرد ..
- عسكريين ؟
- العسكريين كانوا قليل ، والباقي كلهم مدنيين ، ورأيت بأن المدنيين بلا تدريب ، لم تعمل الجبهة أي دور كبير ...
- وماذا عن الامكانيات ...؟
- الامكانيات , حصلت انزالات كثيرة للجبهة في جبل حبشي ..
- إذا أين كان الخلل ؟
- بالنسبة للخلل في التحديد ، الجبهة كان لها دور ممتاز في أنها لم تسمح للمليشيات بالتمدد في ريف تعز الحجرية ، كان لها دور بأنها استنزفت قواته بدلا من أن تبقى المليشيات تهاجم مواقع المقاومة في المدينة ، استنزفت هذه الجبهة المليشيات وبقيت بين كر وفر.
الجبهة كانت ضيقة جغرافيات ، ضيق مساحة الجبهة كان سبب رئيسي ، عندما تفتح مساحة كبيرة تستطيع ان ترهق العدو ...
- ولماذا لم تتوسع الجبهة ؟
- الجبهة اصلا ضيقة بسبب طبيعة الأرض ، ما بين الربيعي جبل حبشي وحدائق الصالح انحصرت ، تتراجع الى الخلف وتتقدم الى الامام وهكذا استمرت.
عدت إلى المعافر لأني رأيت ان الجبهة في الضباب متعبة وكثرة القيادات فيها ومن منطلق المصلحة العامة والحرب أخترنا المعافر لإعادة تنظيم وتجميع اللواء 35 مدرع حيث بدأنا نحشد هناك بدعم جماهيري ومجهود شعبي سواء بالغذاء أو بالذخيرة أو بالمصاريف وعملنا أول مهرجان لإسناد الجيش الوطني والمقاومة في مديرية المعافر.
بدأت الناس بالتفاعل في دعم الجيش والمقاومة ، تأسست في الضباب كتيبة الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب وكان فيها عناصر قديمة وممتازة من العناصر العسكرية القديمة ومن المناضلين ..
- تابعة للواء ؟
- على أساس تتبع جبهة الضباب لم تعمل باسم اللواء 35 مدرع .
- بصراحة ، هل لعبت المماحكات او التنافس الحزبي دورا في اضعاف جبهة الضباب كما قيل وقتها؟
- لعبت دورا ، قد تكون السياسية لعبت دور ...
- وقتها سردت اتهامات بوجود خيانات ؟
- قد يكون حصل بعض من ذلك ، رغم أن الكبار كانوا متفقين لكن عناصرهم الحزبية الصغيرة هي من كانت تصنع هذه المماحكات ، حتى بدأت عناصر تنسحب من جبهة الضباب بالذات كتيبة الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب وكانت تملك عناصر قوية.
- يعني حصلت انسحابات بسبب هذه المماحكات ؟
- حاولنا ايقاف هذه المماحكات وأوقفناها ، والتقينا بالأستاذ / عبدالله نعمان والتقينا بقيادات الاصلاح
، والاشتراكي، وقلنا لهم اذا اردنا أن تتحرر تعز لابد أن نكون صف واحد ، طبعا وكان للقيادات الحزبية دور كبير في ايقاف هذه المماحكات .
تبع ......
للاشتراك في قناة " الرصيف برس " على التلجرام.
إضغط على اشتراك بعد فتح الرابط