سقوط نهم والجوف ليس لغزاً..!
الخميس 12 نوفمبر 2020 - الساعة 08:22 مساءً
خالد بقلان
مقالات للكاتب
لست ممن يحيل الوقائع الى فقه المؤامرة، او يجيد الإسقاطات لغرض النيل ممن يختلف معه..!
لكن الحقيقة ان سقوط نهم و الجوف و بعض مديريات مأرب، هي نتيجة للكساد والفساد الذي اكتنف اداء قيادة الشرعية، وجنرالاتها العسكرية التي اكتفت بالثراء على حساب الآلاف الجرحى الذي وجدوا انفسهم في مواجهة نكران القادة و عبث المقربين و الأهمال المتعمد..!
هذه واحدة من اهم المعضلات التي هدمت الحماس و قتلت الاندفاع و جعلت الكثير يتسأل كيف يمكن تحقيق الإنتصار اذا كانت القيادات لا تأبه لتضحيات و تتجاهلها بل تدفع في اتجاه تدمير الجانب المعنوي لدى الرافضين لمشروع الانقلاب العنصري الذي يأتي في سياق صراعات نفوذ و حرب الاقتصاديات الناشئة المتأبطة بالتوحش.
لقد خسرت الشرعية نهم و من ثم الجوف و مديريتين جنوب مأرب و لم يقدم قائد عسكري استقالة و لا وزير... الخ..!
وهذا ليس غريب اذا كان الهدف المال من السهل ان تكون قائدا او وزيرا و انت ستزاول عملك حتى من فندق خارج البلاد..!
مر الحدث وتبعه حدث آخر ولم يتخذ الرئيس ولا نائبه و هو المعني بالملف العسكري بالشمال اي اجراءات لتحقيق او الاقالة بل اكتفى كلاً من الرئيس و النائب بالصمت وانتظار المصير المجهول..!!
لنجد هالة اعلامية ممولة من قبلهم تحيل هذا السقوط لخيانات قبلية دبرت بليل..!
لكن اليس لدينا جيش قوامه 420 الف مجند وصف و ضابط كيف حدث ذلك و اين ذهب الجيش واختفى حتى تُشن ضد القبائل حملات اعلامية ظالمة وتتهموا بعض رموزها بالخيانة!
ان السقوط الذي حدث هو نتيجة لسوء الإدارة التي انتهجتها الشرعية و سوء التدبير و التعامل و الاقصاء الذي نال الكثير اضافتاً الى غياب الرؤية والهدف.. فيما الطرف الآخر يمضي وفق رؤية و لديه هدف و يعمل من الداخل و لديه لجان عمل ميداني مهمتها التواصل والتنسيق مع المكونات والشرائح الإجتماعية وقد حقق ذلك نجاحه خصوصا بسقوط نهم التي كان اهلها في طليعة التحرير و عندما تمكنت الشرعية تجاهلت المجتمعات المحلية و اعتمدت على كتائب رمزية تتولى التناوب بالمواقع مما خلق حالة من الامتعاض وسط المجتمع المحلي و هذا بدوره وفر للحوثيين سهولة التواصل والتنسيق و تم اعداد خطة لسقوط نهم فيما قيادات الشرعية منشغلة بالوضع جنوبا و ترفض القبول بالحوار مع الانتقالي..!
كما اسهم في السقوط ايضاً نقل بعض الكتائب المحسوبة على المنطقة السابعة لمحافظة شبوه.
وادى تنسيق الحوثيين مع بعض اهالي نهم المحتكين ببعض الجنود والصف والضباط التابعين لشرعية الى بث الحرب النفسية و تهيئة الوضع لسقوط و تلاه بيومين عمل التفافات اسفل طريق الفرضه واطلاق نار و قطع الخط الرئيسي مما ادى لإنهيار تام للجيش و سقوط الفرضة و حدث الأمر بالجوف نتيجة لممارسات محافظ الجوف الخاطئة و استهدافه لأهم مكون اجتماعي " همدان " الذي وظف العكيمي سلطته لنيل منهم و اقصائهم ظناً منه ان الجوف اصبح حصريا له حتى انه استقطب اركان المنطقة العسكرية السادسة مجاهد الغليسي و عملا معاً ضد قائد المنطقة مما ادى لتطفيش هاشم الأحمر الذي بدوره انسحب بهدوء تاركاً النتيجة للمحافظ ليواجه قدر كان هو في غنى عنه.. خصوصا ان قرارات العكيمي وتصرفاته ازعجت قيادة الشرعية و نائب الرئيس حينما ظهر الرجل ليقدم نفسه و يتعامل بشكل مباشر مع قيادة التحالف مغفلاً ردة الفعل التي جعلت الجوف يسقط بفعل ذلك و عوامل اخرى اهمها غياب البنية الحقيقية للجيش و قوات الأمن..!
هذه هي الحقيقة و لا ينبغي كيل التهم و اللوم على مكونات اجتماعية مهمتها التأييد و دعم الشرعية وليست مهمتها القتال نايبة عن شرعية يدثرها الفساد و البناء الوهمي للواحدات العسكرية.
كما ان مساوى نخبة الشرعية والرفض لأغلب قادتها و عدم قابليتهم في الوسط الشعبي ايضاً جعل الشرعية تفقد حضورها شمالاً و جنوباً و هذا لا يحتاج لتسويق التهم و اسقاط الخسائر على عوامل ثانوية في تجاهل تام لسوء الإدارة و الفساد والرفض الشعبي لطبقة السياسية التي تتولى زمام الأمور فيما يخص الشمال سوى الجانب المدني او العسكري.
فاليمنيين سأموا من الحرب و ارهقتهم و كذلك الشعارات التي تدور في فلكها الحرب باتت اكثر وضوحاً و تجلت لدى الكثير و يبقى الانقلاب مرفوضاً و غير مبرراً ولا مقبولاً و لكن في اطار توجه سياسي وفق هدف و رؤية وطنية و ليس وفق حسابات الربح و رغبات الإقليم و توجهاته.