تعز محاصرة من الداخل ايضاً..
الاحد 15 نوفمبر 2020 - الساعة 11:57 مساءً
ساعة كاملة يحتاجها المسافر من الحصب إلى بيرباشا لعبور الحارات والأزقة الضيقة حتى يصل، وأسميه سفر لأنه وفي الظروف الطبيعة خمس دقائق كافية للوصول فالمسافة قريبة جداً..
قطع الشوارع أصبحت عادة في تعز.. فكلما حدثت جريمة قتل لاذ القاتل بالفرار أو تم التستر عليه من قبل نافذين ثم تقوم جماعة المقتول في اليوم التالي بقطع الشوارع وإحراق الإطارات لشلّ الحركة في المدينة وخلق حالة من الخوف لدى المواطنين في فوضى يتزعمها مسلحين مطالبين بتسليم القاتل.
نفس المشهد يتكرر بشكل شبه أسبوعي ولا أحد هنا يفكر في التخفيف من مأساة هذه المدينة المنهكة، بل على العكس تجد الكل مشارك في تفاقم هذه الأزمات والأوجاع التي تعانيها المدينة يوماً بعد آخر، وبات المسلحين الموجودين في تعز عبئاً عليها وضرهم أكثر من نفعهم.
ماهو السبب وراء كل ذلك!؟
القارئ للمشهد السياسي أو للوضع الأمني والعسكري يقدّر حجم الكارثة التي تعيشها المدينة وتعز بشكل كامل، والحقيقة أن المحاصصة السياسية وبصورتها المناطقية توسعت لتشمل الجانب العسكري والأمني، وهو ما أنتج تجمعات وعصابات من أبناء تعز نفسها على شكل مناطقي تسببت بنشر الفوضى والبلطجة في المدينة، ويحدث كل ذلك وسط غياب أو تغييب للدور الأمني في المدينة بفعل ازدواجية اتخاذ القرار الذي أحدث مشكلة في توزيع المهام بين الجيش والأمن.
نعم! لا نعرف من يدير المدينة ومن المسؤول عن هذا الوضع الحاصل، المحافظ خارج البلاد ولا يبالي بشيء من المسؤولية الملقاة على عاتقه، والقيادات الموجودة في الميدان كل طرف يرمي باللوم على الآخر تاركين المدينة تغرق في كومة من القضايا الأمنية المتراكمة ناهيك عن قائمة عريضة من قضايا الفساد التي تتزعمها هذه القيادات ولكن هذا ليس موضعنا الآن، وما نود قوله بأن القيادة الحالية ليست على قدر من المسؤولية لضبط الأمن في المناطق المحررة وهذه أبسط الأشياء المطلوبة منها، وإلا لماذا هي محررة طالما ليست آمنة!
عار على القيادة أن تظل مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث فالكل بلا استثناء؛ مشغول بتنفيذ أجندته الخاصة التي لا تخدم تعز بشيء، تاركين المجال لانتشار هذا العبث اليومي وكلنا يعلم بأن من يقف وراء كل هذه الفوضى في المدينة هم مسلحين تابعين لوحدات من الجيش كان من المفترض أن يكونوا على خط التماس مع العدو لتحرير ما تبقى من تعز على الأقل؛ حتى يتوقف وابل القذائف والصواريخ التي تسقط بشكل يومي على المدينة، أم أن لقيادتنا العسكرية رأي مختلف ولا يرون مشكلة في ذلك!؟
خلاصة القول؛ القيادة السياسية والعسكرية والأمنية مدانة بكل ما يحدث في المدينة اليوم ويجب أن تحاسب بعد أن تغادر المشهد لتترك الفرصة لآخرين قادرين على تحمل المسؤولية بعيداً عن المحاصصة المناطقية شريطة أن يكونوا مخلصين للقضية الوطنية وما أكثرهم في تعز.