حاوره /عمار علي أحمد

عند الحديث عن الحرب في اليمن التي تقترب من عامها الثالث لا يمكن أغفال الدور المحور الذي لعبته تعز في هذه الحرب منذ اليوم الأول.

فكما كانت تعز الشرارة الأولى لثورة 11 فبراير ، كان لتعز شرف الطلقة الأولى للمقاومة في هذه الحرب ، وجسد ذلك اللواء 35 مدرع الذي كان التشكيل العسكري الوحيد في الجمهورية الذي اعلن ولاءه للشرعية في الوقت الذي فتحت كل معسكرات الجيش ابوابها للمليشيات.

ليبث هذا الاعلان الروح في جسد المقاومة في اليمن ضد المليشيات ، وتشتعل الخارطة اليمنية نارا ضد الانقلاب.

ومن هذه الرمزية حاولنا في " الرصيف برس " توثيق ذلك ، بحوار مطول مع قائد اللواء 35 مدرع العميد ركن / عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع توثق ملحمة المقاومة التي سطرها هذا اللواء .

وايضا نسلط الضوء على الأدوار التي لعبها عدنان الحمادي خلال هذه الحرب منذ اليوم الأول ، من خلال هذه الحوار الذي سينشر على خمس حلقات.

ونود ان ننوه الحوار اجري مع العميد ركن / عدنان الحمادي في وقت سابق ، ولم يتطرق الى مجريات الاحداث في الفترة الأخيرة لكون غرض اللقاء كان توثيقيا للتاريخ.

--

بعد أن سرد لنا العميد / عدنان الحمادي في الحلقات الأربع السابقة مسيرته من معسكر لبوزة وسقوطه الى معركة مقر اللواء 35 مدرع داخل مدينة تعز الى نقل المعركة خارج المدينة

نصل الى الجزء الخامس والأخير من الحوار والذي يسرد فيه العميد عدنان خطوات اعادة تجميع قوات اللواء وجانب من حياته الشخصية وتأثير الحرب عليها.

 

 

عناوين الحلقة الخامسة :

- خطوات تجميع قوات اللواء 35 مدرع

- الجبهات والمعارك التي قادتها وتقودها قوات اللواء

- عدنان الحمادي الانسان وكيف أثرت الحرب على حياته الشخصية

----

الحلقة الخامسة :

- متى قررتم بدأ تجميع قوات اللواء 35 مدرع؟

- في شهر اغسطس من 2015 ذهبت الى مدرسة 13 يونيو بالنشمة وأعلنت عن بداية إعادة تنظيم اللواء 35 ، واستدعيت الناس الذين ليسوا في الجبهات وعملت شروط :

أولا : اي عسكري لم يقاتل مع المليشيات يأتي وينظم معنا في اللواء 35

ثانيا : أفراد اللواء 35 الذين لديهم أسلحة شخصية يأتوا، ومن لا يمتلك يأتي ويسجل أسمه ويبقوا في البيوت الى أن نحصل على سلاح او يستطيعوا الحصول على سلاح.

ثالثا : المدنيين المتقدمين للتجنيد يكونوا تحت سنة 27 بشرط أن يكون لديهم سلاح لكن عندما دخلت المليشيات الى المسراخ قبلنا من كل الاعمار للتجنيد.

وبدأنا بذلك ووصلنا الى قوة 1500 فرد ، وكانت أول كتيبة التي بدأنا ندربها من المجندين الجدد الى جانب العسكرين كمدربين في معسكر النشمة .

بدأنا خطوة بخطوة أول يوم بدأت بالمرافقين ومعنا معدل وبازوكة فقط (الذي اخذتها معي من لبوزة ) ، في اليوم الثاني كان معنا حوالي 70 فرد وفي اليوم الثالث وصلنا الى 300- 400 فرد ، الى أن وصلنا الى ذلك العدد وبحسب الشروط التي حددناها ومن مختلف الوحدات وليس من اللواء 35 فقط ، وبدأنا بعقد أول دورة تأسيسية للمجندين ..

 

- كيف حليتم مشكلة الامكانيات ؟

- كان معانا حاضنة شعبية سهلت ذلك، على مستوى أفراد وتجار قدموا قوافل غذائية ، بدأت تصل الى درجة فاض لدينا الغذاء وكنا نحول قوافل الغذاء التي كانت تأتي مقدمة للواء في المعافر ونحولها مباشرة الى جبهة الضباب التي يقودها يوسف الشراجي  .

وكذلك لا ننسى الدعم المالي الذي قدمه الاستاذ عبدالله نعمان للواء 35 مدرع

وبدأنا بإعداد أول كتيبة وفتحنا معسكر العين مباشرة بعد أسبوع ...

 

- خلال نفس الشهر؟

- نعم ، وفي الأسبوع الثاني فتحنا معسكر في التربة ، فتحنا ثلاث معسكرات ، في العين استوعبنا حوالي 300 فرد مجندين كلهم مع بعض العسكرين كمدربين ، بدأنا بتدريبهم وبدأنا بالتدريب الخاص في معسكر النشمة.

بعد ذلك حصل خلل في جبهة الضباب وتراجعت القوة نتيجة انعدام للذخيرة وانعدام للأكل ، ووصلت الى قرب مدرسة خالد بن الوليد قرب السوق بالضباب.

ذهبت الى هناك ، وقد كان أصيب يوسف الشراجي بالمرض وحصل على تقرير طبي لإسعافه الى الخارج ، وكنت أنا في اجتماع سابق قد نسقنا بأن يكون الشراجي قائد الجبهة الغربية وانا نائب له والعميد الركن عبد الرحمن الشمساني قائد اللواء 17 عمليات الجبهة ، اضطررت ان انتقل الى الضباب ونوقف التدريب بالنشمة.

دفعت بأول كتيبة وحررنا حوالي 15 موقع وعدنا الى المواقع السابقة التي حصل فيها الانهيار في جبهة الضباب.

 

- يعني كانت هذه أول معركة خاضتها هذه القوات التي جمعت في المعسكرات التي انشأتموها؟

- نعم أول كتيبة تخرجت دفعنا بها الى الضباب مع القوة المتواجدة في الضباب.

 

- كان ذلك في شهر اغسطس ...؟

- في بداية شهر سبتمبر او بالأصح في نهاية الشهر ، وهذه الكتيبة بقت في الضباب مع الأسلحة التي حصلنا عليها ، لأني قد كنت زرت التحالف وحصلنا على معدلات وبوازيك وبعض الأسلحة ، دفعنا بهذه القوة بأسلحتها مع الأسلحة التي حصلنا عليها من التحالف مع الذخائر التي حصلنا عليها وجمعناها بمجهود ذاتي ، دفعنا بها الى الضباب واستطعنا ان نحرر جزء كبير من المواقع التي كانت قد سقطت بيد المليشيات وحصل فيها تراجع وانتكاسة في الفترة السابقة.

في نفس اللحظة التي كنا نحاول فيها تحرير الجبهة الغربية ، كان العدو يخطط لقطع طريق عدن – تعز من المسراخ وحصلت خيانة وخلال يومين يصل العدو الى نجد قسيم ونحن نخوض معركة في الضباب.

اضطررنا وكان العميد الشمساني رئيس عمليات الجبهة وقائد اللواء 17 في نفس الوقت ، قلنا له يا شمساني نحن سنسحب قليلا من قوة اللواء 35 من الضباب الى المسراخ  ، وتزامن ذالك مع عودة الشراجي ، يمكن مر الشراجي من الطريق عائدا من عدن وفي اليوم التالي العدو سيطر على نجد قسيم وقطع الطريق.

اضطررت انا الى العودة الى معسكر النشمة وكان معي كتيبة في معسكر العين تم تجهيزها والدفع بها الى نجد قسيم ومنطقة الكلائبة والكتيبة التي كانت باقية في معسكر النشمة مع جزء من القوة ... ، طبعا قبل هذا كله قبل التحرك الى الضباب كنا قد دفعنا بسرية ولحقناها بمجموعة تعزيز الى معركة راسن وخضنا هناك معركة شرسة استطعنا ان نمنع العدو من دخول راسن وحررنا راسن ووصلنا حتى الضريفة في الوازعية ، بهذه القوات التي تدربت في المعسكرات التي انشأناها بالمشاركة مع ابناء راسن والشمايتين وعلى رأسهم الشيخ الشهيد عبدالله بجاش الذي استشهد في معارك التصدي للعدو في راسن، والشيخ الشهيد سرور المحمدي الذي استشهد لا حقا في معركة نجد قسيم المسراخ، والعقيد نبيل المقرمي قائد جبهة راسن، وبعد معركة راسن أتت معركة الضباب كما تحدثت عنها سابقا.

بعد معركة الضباب أتت معركة الكلائبة في المعافر ومنعنا المليشيات من التقدم باتجاه النشمة ، وبعدها بدأنا نخوض معركة دفاعية هجومية من نجد قسيم الى أطراف الكلائبة ، وايضا دفعنا بكتيبة باتجاه جبل الراهش والجنيد وباتجاه الاقروض يمكن 400 فرد في هذه الجبهة ، وبدأنا نخوض معركة دفاعية هجومية اي اسبوع ندافع ، وحين تتوفر الذخيرة كنا نهاجم ونتقدم ثم نتحول الى دفاع وهكذا.

بعدها بشهرين أعدينا قوات أخرى في العين وفي النشمة وفي التربة الى جانب هذه القوات التي كانت تقاتل ودخلنا بها معركة المسراخ مع أبناء المسراخ أنفسهم واستطعنا أن نحرر مديرية المسراخ بوقت قياسي جدا الى أن وصلنا الى اطراف الأقروض وكان هذا الانجاز الثاني للواء.

 

- كان هذا مع بداية العام 2016 م؟

تحديدا في 11 مارس احتفلنا بتحرير المسراخ بالكامل مع أجزاء من الأقروض بالتزامن مع تحرير الجبهة الغربية في تعز وفتح معبر الدحي وفتح خط الضباب تعز وتحرير مقر اللواء 35 في تعز بمشاركة كل الوحدات في تعز.

 

- ومتى بدأت المعارك في جبهتي حيفان والصلو ؟؟

- في نفس الفترة التي كنا نخوض فيها معارك المسراخ كان هناك في حيفان معركة أخرى، كانت تقاتل فيها مجموعة من السلفيين مع أبناء المنطقة حصلت بينهم بعض الخلافات ، وطلبت قيادة التحالف أن نشكل قيادة عسكرية للجبهة مع بعض الافراد وسلحوهم على أساس تتسلم جبهة حيفان وتكون تبع اللواء 35 بالاسم لكن دعمهم ومصاريفهم وذخائرهم على التحالف.

وضعنا العقيد الركن / وليد الذبحاني قائدا للجبهة ووصلناه الى التحالف وبقى تعامله معهم مباشرة الى ان حصل انتكاسة في جبهة حيفان ...

 

- ما كانت الأسباب ؟

- أسباب كثيرة ، منها الامكانيات منها عدم تعاون أبناء المنطقة مع قيادة الجبهة ، كانت هناك بعض التصرفات مثلا القيادة التي كلفت بالجبهة لم يحصل احتواء لكل الناس ، اسباب كثيرة واختلالات عديدة ...

 

- لكنها كانت جبهة تمثل أهمية وخطورة علي ريف تعز؟

- بأمانة ، كان لدى الجبهة 3 عربات ودبابة ورشاش 23 تقلب وخرج عن الجاهزية ، العربات تعطلت وسحبت من التحالف ، الذخائر انعدمت حتى أننا اضطررنا أن نمدهم بذخيرة من عندنا رغم قلتها ورغم أن التحالف تعهد والتزم بدعم هذه الجبهة.

حصل انسحابات لبعض الأفراد من المواقع بسبب انعدام المصاريف ، الى جانب أن الحاضنة الشعبية لم تكن معهم.

 

- لعبت دور ضدهم ؟

- نعم ، لم يكن هناك مساندة.

 

- الم تكن هناك امكانية لمنع سقوط هذه الجبهة لما تمثله من أهمية وخطورة خاصة قربها من منطقة هيجة العبد و طريق تعز – عدن ؟

- بالتأكيد كانت جبهة هامة، حاولنا ان ندفع بتعزيزات لإنقاذ حيفان لكن الامكانيات كانت شحيحة جدا ، واستطاع العدو اسقاطها.

ايضا من الاسباب كان وجود قيادتان للجبهة ، قيادة يقودها فهمان بقت في الظل على أساس امداد ، والقيادة العسكرية التي شكلها اللواء بطلب من التحالف بقيادة العقيد الركن / وليد الذبحاني.

لم يستجب لكل دعواتنا ومناشدتنا بدعم جبهة حيفان رغم ابلاغنا المتكرر للتحالف ولقيادة المحور آنذاك ( يوسف الشراجي ) ، رفعنا برسالة الى رئيس الجمهورية ووقعت عليها قيادة الألوية الثلاثة في تعز قبل سقوط حيفان...

 

- بماذا خاطبت الرئيس في تلك الرسالة؟

- بخطورة سقوط حيفان وأنه في حالة سقوطها ستصبح هيجة العبد في خطر ، اكدنا على انعدام الامكانيات وانعدام الدعم ، بعد هذه الرسالة ربما بنصف شهر سقطت جبهة حيفان.

حتى عندما نشر وقتها بأن قيادة الجبهة كانت السبب في سقوطها واتهام الأخ وليد الذبحاني رغم ان الأخ وليد عمل وبذل جهده ، لكن حين لا تجد الدعم الكافي تصاب بالإحباط وتحصل الانتكاسة والحرب هي كر وفر.

رغم ذلك تلملمت الجبهة واستطعنا ان نحافظ على خط هيجة العبد وندحر العدو رغم توغله في بعض المناطق ، ولكن تبقى ظاهرة صحية لك بان تستنزف العدو في عدد من الجبهات بدل من بقاءه يقاتل في اتجاه واحد في المدينة ، قاتلناه في مساحات واسعة للتخفيف على تعز.

انتقلنا بعد ذلك الى جبهة الصلو وقبل أن يدخل العدو الصلو حيث كان استطاع ان يصل الى بعض الأماكن ويسيطر عليها ، قبل ذلك فاجأنا العدو واستطعنا أن نجره على معركة لم يكن يتوقعها ، ولو كانت الصلو في يديه لكانت مشكلة عسكرية كبيرة .

بدأت المعلومات تصل بأن العدو وصلت اطقمه الى الصعيد الى كذا ...

 

- ما أهمية جبهة الصلو ..؟؟

- جبهة مهمة للحجرية وبشكل عام هي مفتاح النصر بالنسبة لتحرير حيفان لتحرير الراهدة والدمنة وتعز .

العدو مركز عليها تركيز كبير لأنه يتوقع أن يتم الهجوم عليه منها والوصول الى خط الراهدة – كرش ، لذلك يحاول اختراق الصلو والسيطرة على أكبر قدر من المواقع فيها ، لكن والحمدلله استطعنا رغم شحة في الامكانيات التصدي له بقوة القضية التي يحملها المقاتلين...

 

- ما بعد هذه الاحداث عسكريا ربما الكل بات يعرفها ولم تتغير الصورة كثيرا ، نريد صورة عامة ماهي الجبهات التي يقاتل فيها اللواء في محافظة تعز ، اي خارطة الانتشار الجغرافي للواء؟

- الى جانب مقر اللواء في المطار القديم والجبهة الغربية كانت تتبع اللواء وتم تسليمها مطلع هذا العام الى قائد اللواء 17 العميد عبدالرحمن الشمساني.

فقط في المطار القديم استبقينا كتيبة في المقر للحفاظ عليه مع المشاركة مع اللواء 17 بالدفاع عن مقر اللواء ، لأنه لدينا جبهات كثيرة ، جبهات اللواء تبدا من الاقروض ، سامع ، بني يوسف المواسط لأنها محاذية من جهة الدمنة ، جبهة الصلو ، قدس المواسط باتجاه الاحكوم ..

- هذه خطوط دفاع ..

- خط دفاع وهجوم ، أحيانا كل يوم يحاول العدو الاختراق من جبهة الاحكوم ، وتمتد جبهات اللواء الى مديرية المقاطرة بالكامل وحيفان ، ايضا اللواء ينتشر ويأمن المعافر، اللواء ينتشر ويأمن الشمايتين ، ينتشر في الاقروض وجزء من الشقب مديرية المسراخ، اللواء ينتشر ويأمن المواسط .

وكذا جبهات راسن وبني عمر والكدحة كانت تابعة للواء وسلمت للواء 17.

اللواء يأمن 8 – 9 مديريات في تعز لم يستطع العدو ان يخترق هذه المناطق ولولا وجود اللواء وقواته لكانت قد سقطت بيد العدو.

 

- لو تحدثنا عن نسبة ؟ كم تسيطر قوات الجيش الوطني من مساحة محافظة تعز وكم نسبة سيطرة اللواء 35 منها؟

- شوف في فترة من الفترات كنت اقول بان اللواء يسيطر على نصف تعز ، قبل تسليم الجبهات التي ذكرتها للواء 17...

 

- نصف محافظة تعز او نصف المساحة التي يسيطر عليها الجيش الوطني بتعز؟

-قوات اللواء تسيطر وتأمن على نحو 60% من المناطق المحررة في تعز ، لو جينا نقيس المسافة مدينة تعز ومديريات صبر وجبل حبشي والضباب هذه استبعدها من سيطرة اللواء ، سيطرة اللواء تبدأ من الأقروض وتلف الصلو الى المواسط الى الاحكوم وتصل الى المقاطرة - وهي مديرية تابعة إداريا لمحافظة لحج - الى المفاليس ثم نعود من المضاربة الى راسن الى بني عمر الى المشاولة العليا الى الكدحة.

 

- حتى مع تسليم الجبهات التي ذكرتوها ؟

- سلمناها هذه الجبهات الى اللواء 17 كخطوط دفاعية أمامية لكن كمناطق محررة ما يزال اللواء يأمنها.

 

- في المدينة ؟

- مقر اللواء في المطار القديم والجبهة الشرقية.

 

- الجبهة الشرقية التي تتواجد فيها كتائب أبوالعباس؟

-نعم هي تابعة للواء رغم انه لم يتم دمج الكتائب باللواء بشكل فعلي حتى الان.

 

- والأسباب ؟

- اوضحنا ذلك  ، أولا أبوالعباس طلب ان ينضم الى اللواء 35 ونحن رحبنا بذلك ، ولكن لديه شروط اهمها ان تسدد الشرعية والتحالف الديون التي عليه.

لكن في جانب القوة البشرية للكتائب دمجت مع اللواء وقد ضمينا أسماء الشهداء والجرحى والقوة البشرية للكتائب في اللواء ، وحين أتينا الى ضم الوحدات والأسلحة والمعدات قال أبوالعباس بأن السلطة لم توافق الى الان على تسديد الديون التي يطالب بها وقال بأنه لا يستطيع أن ينظم قبل أن تسدد هذه الديون ويرقى أفراده والقيادات التي قاتلت معه مساواة مع الآخرين ، وهنا توقفت عملية الدمج وبقي ابوالعباس مستقلا ما عدا القوة البشرية اندمجت مع اللواء 35.

 

- حاليا ، كم يبلغ قوام القوة البشرية للواء 35 ؟

- بالنسبة لقوام القوة البشرية السابقة للواء كانت 3700 فرد وهذه اغلبها غير موجود وفي جزء منها قد يكون يقاتل مع الحوثي ، ومنها حوالي 650 فرد مع الجيش الوطني بالمحافظات الجنوبية ، هذا القوام السابق جزء منه مع الحوثي وفي الجيش بالمحافظات الجنوبية ، وجزء مؤيد الشرعية بالبيوت لكنه لا يستطيع العودة ولا يوجد لديه سلاح ، وجزء منها لا يزال موجود معنا الى الآن ، وبقي جزء من اللواء 35 انضم مع اللواء المدفعية الذي في مريس اعتقد اللواء 180 ، وجزء منه ذهبوا الى مأرب نتيجة عدم صرف رواتبهم في الفترة الماضية.

عندنا عسكرين من الداخلية في حدود 700 فرد يقاتلو مع اللواء 35 ، البعض منهم يستلم راتبه من الأمن والبعض لا يزال بدون راتب ، ولدينا بحدود 1600 يقاتلوا مع اللواء من وحدات مختلفة .

الى جانب من تم تجنيدهم من قبل اللواء في حدود 3600 فرد ممن يستلمون رواتبهم كما لايزال يوجد لدينا أكثر من 1000 فرد لم يرقموا بعد ولم تصرف لهم رواتب رغم الاوامر بترقيمهم نظرا لاتساع جبهات اللواء وعرقلة ترقيمهم من القوة البشرية بقيادة محور تعز.

 

- تحديدا كم القوة التي تقاتل في جبهات اللواء؟

- القوة التي تقاتل في الجبهات فعليا وتؤمن المديريات تصل الى 4000 فرد ، لأنه  الباقي لا توجد لدينا لهم امكانيات التغذية والمأوى لهم اي السكن ويحتاجوا الى امكانيات مادية ، يبقوا في البيوت وعندما نحتاج لهم نستدعيهم.

 

- قوام الجيش الوطني في تعز يصل الى 30 الف ، كم حصة اللواء 35 منه؟

-3600 فرد ، وباقي لنا في اللواء حوالي 2000 رقم ، على الاقل نحن نحتاج الى 5700 رقم عسكري نظرا الى امتداد جبهات اللواء على مساحات واسعة.

 

- لنختم هذا الجانب ، هل انتم راضون في قيادة اللواء عن الوضع الحالي للواء ؟ يعني يتبادر الى الذهن حين نسمع اسم اللواء 35 مدرع ان نسأل بعفوية هل حقا هو مدرع؟ 

- اللواء 35 مدرع قبل انقلاب المليشيات على الدولة كانت له قوة ، اما الآن لو أتينا نحسب الدبابات التي وزعناها في الجبهات قبل سقوط مقر اللواء لم تعد له ، لواء المشاة يكون فيه كتيبة دبابات قوامها 31 دبابة هذا لواء مشاة فما بالك بلواء مدرع لا يتملك دبابة واحدة وقوام اللواء المدرع من الدبابات 94 دبابة..!!

 

-  لا تملكون حاليا دبابة واحدة ..؟!

- لا ، نحن نطالب ، طالبنا القيادة بان تمنح كل لواء عتاد بحسب هيكليته ، كنا حتى نطالبهم على كتيبة كتيبة تجهز حتى نستطيع ان نقوم بمهامنا على أكمل وجه.

استغل الفرصة لأقول افراد اللواء 35 الأساسين لن نتخلى عنهم او نتركهم ، أعني الافراد السابقين الذين كانوا في اللواء قبل الحرب لم يتم استبدالهم بل تم اضافة أفراد من أبناء تعز على قوام اللواء وقد يفهم هذا بأننا نقصي أبناء المحافظات الأخرى.

نحن لسنا طائفين أو عنصرين ، نحن جيش نظامي ونحن في اللواء 35 نكن كل التقدير لأفرادنا الذين وقفوا مع الشرعية وسيتم معالجة وضعهم ونحن نتابع ذلك بشكل شخصي ، ونحن نطالب بصرف رواتب كل أفراد اللواء 35 مدرع أينما كانوا ومن أي مكان، بشرط ان يكونوا ممن لم يحملوا السلاح ضد الشرعية ، اما من حمل السلاح ضد الشرعية فيتم استبعاد اسماءهم وتوريد رواتبهم.

نحن نطالب فخامة الاخ رئيس الجمهورية بصرف مرتبات أفراد اللواء 35 الاساسين لكونه اللواء الوحيد في الجمهورية الذي وقف مع الشرعية ، والان تحاول بعض الاطراف ان تزرع في نفوس الناس بأن قيادة اللواء تنكرت لأفراد اللواء لكونهم موجودين خارج المحافظة وأنها بدأت تقرب اليها افراد من أبناء المحافظة فقط وانهم سيحلون محل الافراد الاساسين ، انا أقول بان هذا الكلام فاضي وغير صحيح ، لن نتخلى عن أي فرد بأي مكان ، انا وعلى رأس اللواء كقائد للواء ما يزال يوجد لدي افراد من محافظة عمران ومن صنعاء ومن إب يقاتلون معنا منذ اليوم الأول ، لسنا عنصريين أو مناطقيين نحن نعمل من أجل بناء جيش وطني من كل محافظات الجمهورية وأن شاء الله سيتحقق ذلك كما اجدها فرصة لأترحم على شهداء اللواء وشهداء الجيش الوطني والشرعية وندعو الله بالشفاء للجرحى ونحي كل المقاتلين الابطال والشرفاء في كل مواقع الشرف والبطولة ضد رجس هذه المليشيات الانقلابية الطائفية المجرمة وان النصر بإذن الله قادم ويلوح في الافق وما النصر الا صبر ساعة.

وندعو فخامة الاخ رئيس الجمهورية ونائبة ورئيس هيئة الاركان وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة ، وقيادة محور تعز والمعنين بالدائرة المالية ودائرة شؤون الافراد العامة لحل مشاكل المرتبات العالقة للشهداء والجرحى والمقاتلين في الجبهات الذين تسقط مرتباتهم بمزاجية ولأسباب واهية ويطلب منا لمعالجة مشكلة اسقاط الرواتب بيانات ووثائق فيتم ارسالها للمعنين ويرموها بالأدراج ولم يعملوا بها وتضل المرتبات عالقة حيث لدينا في اللواء اكثر من 1200 اشكالية موزعة ما بين نصفها بحجة عدم وجود تعزيزات مالية والنصف الآخر من ضباط وصف ضباط وجنود تسقط مرتباتهم نعتبرها عمدا دون اي محاسبة لمن يرتكبون ذلك اتمنى حل كل ما ذكرت .

 

- نعتذر عن إطالة اللقاء تبقى معنا اسئلة خاصة ، لماذا اخترتم المجال العسكري ، اي ولو لم يكن عدنان الحمادي عسكريا ، ما كان سيكون غير ذلك؟

- أحيانا يأتي اختيار ذلك هواية ورغبة ، يبدأ بالدراسة ثم يبدأ تحديد رغباته : طب ، هندسة ، اقتصاد ...

انا التحقت بالكلية الحربية كرغبة بداخلي وأنا في أول ثانوية وأكملت الثانوية وقد أصبحت ملازم لأن القبول بالكلية الحربية كان في الاعدادية وكانت هوايتي ورغبتي هي المجال العسكري.

 

- هل تأثرت بشخصية ما ؟

- تأثرت بالقيادات العسكرية التي جاءت بعد ثورة سبتمبر ، لم تكن هناك شخصية محددة.

في نفسي انا تمنيت الجانب العسكري ، لكني اصطدمت بالواقع المعاش وسأقلوها للأمانة عندما تخرجت من الكلية شعرت بمعاناة ، شعرت بطائفية حين تتعب وتدرس وتخصص في اي مجال مثلا انا تخصصت دبابات ولم يسمح لي بالعمل بهذا التخصص لأني من تعز ومش مضمون ولائي للأسرة ..

استمريت حتى تحقيق الوحدة حوالي 3 سنوات وانا أعمل في كتيبة مشاة ، الى أن جاءت الوحدة وصدر قرار من وزير الدفاع وكان حينها هيثم قاسم طاهر بأن كل ضابط يجب ان يعود الى تخصصه ، لأول مرة نقلت من قائد سرية مشاة الى نائب قائد سرية دبابات بفضل هذا القرار ، وبعدين وصلت الى قائد سرية ثم الى رئيس عملية كتيبة دبابات.

درست فيما بعد في الاكاديمية واخذت الماجستير بتقدير جيد جدا وكنت من أوائل دفعتي ، واصلت دراستي  4 سنوات واخذت كل الشهادات ودرست مختلف الدورات ( قادة سرايا ، قادة كتائب ) أخذتها ، واخذت الماجستير ولكن "أعادوني" بين الورق ( مسئول في التدريب ).

حتى قائد كتيبة لا يمكن أحصل عليها في مجال تخصصي ، كنت أتألم بأننا انضمينا الى هذه المؤسسة ونحن نعاني فيها من التمييز والعنصرية ولم يكن أحد يشعر بها الا من كان داخل هذه المؤسسة ، الكثير من الضباط والقادة العسكرين الذين وصلوا الى المستوى العالي او من المستوى المتوسط يفهموا معنى كلامي ويفهموا معنى التمييز الذي لاقيناه في المؤسسة العسكرية ، ما عدا الناس الذين كانوا محسوبين على السلطة وهم قلة من تعز ، كان يتم تعيين بعض القادة من تعز ليس لهم قرار ويعين له نائب من سنحان او من مناطق معينة وهو من يدير كل شيء.

لكن الآن بفضل الله وبعد ثورة الشباب 11 فبراير احسسنا بأهمية القوات المسلحة شعرنا بذلك ليس لأننا تولينا قيادة لواء ، لا والله قبل ذلك عندما مسكنا قائد كتيبة دبابات بالبداية وانا مؤهل كنت عقيد ركن في هذه الفترة ، عندما مسكت قائد كتيبة شعرت بغياب ذلك التمييز وبأني خرجت من بين الورق جلست مدفون بين الورق مهما كانت كفاءتك ومهما كان عملك ، لكن الان نطمح ان نبني جيش وطني خالي من الشوائب التي تكلمنها عنها في السابق يكون معاييره الكفاءة وليس المنطقة او المذهب.

 

- بعد أكثر من عامين من الحرب ، كيف اثرت هذه الحرب على حياة عدنان الحمادي الشخصية ؟ هل حرمتك من أشياء كنت تفكر بأن تعملها لو لم تكن هناك حرب ؟ ماذا اخذت منك الحرب ؟

- بأمانة ، صحيح أن الحرب ارهقتنا ويمكن تقدمنا بالسن عشر سنوات للأمام ، لكن تبقى عدالة القضية التي نحملها تزرع فينا المعنويات ، ونعتبر بأنه رغم كل ذلك هو نضال هو دور ضمن قضية وطنية يجب ان تحسم في جيلنا قبل أن يأتي أولادنا ليعانوا ما عانيناه .

لست نادما على شيء ، لا يوجد شيء كنت أرغب في تحقيقه لو لم يكن هناك حرب ، رغم أننا في تعز لم نفكر في الحرب نحن اناس سلميين لكن عندما فرضت علينا الحرب كنا لها نحن وكل الشرفاء من أجل هذا الوطن.

 

- كيف اثرت الحرب على حياتك الأسرية ؟ هل اخذتك بعيدا عنهم؟

- أكيد اخذتنا عنهم ، لم أعد قادرا على الجلوس مع أهلي وأسرتي ، لم تعد قادرا على أن تحمل طفلك وتأخذه معك ويتمشي معك بالسيارة ، لأنك معرض للخطر ويمكن في أي لحظة يطلق النار على سيارتي او يفجر بها ،مثلا بنتي الصغيرة اكثر من مرة تطلب مني أخذها للسوق كما عودتها قبل الحرب عمرها الان اصبح 6 سنوات كانت متعودة وهي عمرها سنتان اني أخذها معي دائما ، الان عمرها 6 سنوات ، وكل مرة تتصلي تطلب مني ذلك وانا ارد عليها بأني مشغول لا أقدر واحاول اقدم لها اعذار ..

 

- يؤثر ذلك على نفسيتك؟

- بالتأكيد اتأثر نفسيا ، لكن كما قلت لك طبيعة القضية التي نحملها تدفعنا نتحمل .

ايضا الجلوس مع أبناءك اصبح نادرا ، لدي ابن تخرج من ثلاث سنوات من الثانوية ولم استطيع تسجيله بالجامعة خوفا عليه ، يمكن تنتهي شهادته وهو لم يدرس بالجامعة ، حتى لو سجلته بالجامعة تبقى خائف عليه في ظل وضع أمني غير مطمن ..، لدي ابن آخر كان يدرس في سنة ثالثة بالجامعة مع اندلاع الحرب لكنه توقف عن الدراسة ، لأنه في بداية الحرب بتعز وقبل محاصرة مقر اللواء ، أرسلوا الحوثيين مرة صورة له وهو بالجامعة ومعها رسالة تهديد : ( سلم من الباب لنائبك او هذا ضيفنا ) ، وأرسلوا لي صورته وهو خارج من بوابة الكلية ...

 

- الفندم عدنان ما هو أصعب موقف مر عليه خلال هذه الحرب ؟

- أصعب موقف واجهته بهذه الحرب يوم استشهاد رفيق الدرب ورفيق السلاح زميل قضينا سويا 28 عاما الشهيد العميد / محمد العوني ..

 

- بكيت يومها ؟

- لم استطيع ...

 

- أو أن القائد لا يبكي ؟

- لا والله ، ليست القصة هكذا ،بالعكس كنت اتمنى يومها لو تنزل قليلا من الدموع كنت سأرتاح ، تأثرت يومها بشدة بالذات حين ذهبت ودخلت الى الثلاجة لأودعه في الزيارة الاخيرة ، كان يمثل لي الشيء الكثير وخلال الحرب تحمل عني أعباء كثيرة .

 

- بعد كل هذا الذي حصل ، لو عاد بك الزمن الى مارس 2015 م وخيرت بين القبول او رفض قرار تعيينك قائد للواء 35 مدرع بتعز ما هو قرارك؟

- يعاد وبنفس موقف .. مليشيات انقلابية تريد احتلال مدينك ؟ اكيد سأقبل .

 

- وقرار الحرب ؟

- نعم ، ربما نكون افضل ونستفيد من الدروس التي مرت علي من قبل ، بالعكس انا كنت اتمنى لو ان قرار تعييني تقدم نصف شهر...

 

- ماذا كنت ستفعل ؟

- ممكن مثلا النقاط المحيطة باللواء كان يمكن ان نختار لها قيادات وطنية مع أفراد وطنين ، بسبب وجودي انا في معسكر لبوزة الى وقت متأخر حيث تعينت قائد للواء 35 كان بعض الأشخاص قادة مواقع بالقرب من معسكر اللواء ولم نتمكن من التأكد هل هم معنا ام يتبعون المليشيات ، وهذا أثر في المعركة.

 

- حتى وانت تشاهد كل هذا الدمار الذي حل بتعز ، هل كنت ستتخذ قرار المواجهة لو عاد بك الزمن ؟

- الدمار هذا ما كان سببه ؟ هل كنا نحن سبب الدمار ؟ انت في بيتك اذا قاتلت على عقال بعير وقتلت فانت شهيد ، عقال بعير ما بالك عندما تكون مسئول عن لواء ، قائد لواء محمل أمانة أمام الله وأمام الناس وأمام المسئولين بأنك تحافظ على المكان الذي انت فيه وتحافظ على السلاح والممتلكات وتحمي الشعب الذي يحيط بك ولا تسمح لأحد بأن يبتز الناس ويضطهدهم.

طيب نشاهد ما يحصل في إب مثلا ، سقطت بيد المليشيات ولم تقاوم رغم ذلك نشاهد جرائم للمليشيات قتل بدم بارد ، احرقوا شخص حيا ، اعدموا آخر وعلقوه على الشجرة .. من هم ؟ هل هم دولة ؟ هل هم القضاء ؟ مليشيات للقتل فقط ، قاومتها ام لم تقاومها ستقتلك ، الفرق انك حين تقاوم تموت بشرف.

طيب عندما يأتي الى معسكرك يأتي الى قريتك الى باب بيتك يريد يفجر بيتك .. ألن تقاتل ؟  كانوا يسخرون ويقولون  : بالنسبة لتعز ( معانا شوية دواعش في تعز سنأخذهم فوق شاص من شارع كذا ومنطقة كذا ) ...

 

- غرور القوة ..

- نعم ، كانوا يقولون : ( تعز هذه سنسوقها بالعصا ).

 

 

للاشتراك في قناة " الرصيف برس " على التلجرام.

إضغط على اشتراك بعد فتح الرابط

https://telegram.me/alraseefpress