ملطام تحت تهديد السلاح
السبت 21 نوفمبر 2020 - الساعة 04:32 صباحاً
وسجل يا تاريخ: عندك ملطام تحت تهديد السلاح
كثيرة هي الفركات التي تصفعنا كل يوم (جملة وتجزئة) لكن أحقرها فركة دبة الغاز في حضرة ضيف عزيز.
الساعة 11 ونص أيقضتني زوجتي قائلة: "الدبة الغاز خلصت". قمت وعلى وجه السرعة لإنقاذ الموقف.
أنا: ياسر ألو.
ياسر: أيوه.
أنا: أرجوك تعال سريع مشوار إسعاف.
ياسر: طيب الآن.
عشر دقائق فقط ووصل ياسر، لكن مشكلة أخرى وقفت أمامي فأنا لا أحمل أي شيء ثقيل حسب إرشادات الطبيب.
أمممممم هل هناك أحد في العمارة؟ أنا أتسأل وأجيب، الكل توجهوا إلى الجامع.
أحمد ابني: هناك أحد المارة في الشارع.
أنا: هي لو سمحت تعال.
أجابني: طيب.
انطلقنا...
لفينا على كثير من المحطات إبتداء من الحصب مرورا بالقبة ووصولا إلى باب موسى، للأسف كلها مغلقة.
عدت...
أجر أذيال الخيبة، والقلق يعربد فيما تبقى من مساحة أمنة في دهاليز قلب مزقته هموم الحرب ومشرط طبيب...
حادث مؤسف!!
إلى هنا لم تبداء القصة بعد، ففي طريق العودة وبالقرب من سوق القبه في الشارع الخلفي لحي الأجينات تعرضت لصدمة في ركبتي اليسرى من قبل موتر أخر؛ أثناء مروره من جوارنا وبسرعة هائلة، لا أدري بالتحديد ما الذي ارتطمت به قدمي هل جزء من مقدمة الموتر أم سلاح الشخص الذي كان يركب خلف السائق، صرخت وبصوت عال "الله رجلي رجلي رجلي" أوقف صديقي ياسر الموتر، استلقيت على الأرض مواصلا صراخي "وييي يا بن الكلب تعال"، بعد أن رأيته هاربا.
"ملطام تحت تهديد السلاح"
عاد ويا ليته لم يعد، فك أمان السلاح "الألي" ووجهه نحوي وهو يكيل لي سيل من الكلام البذيئ والجارح: "والله لا أقتلك يا بن الحرام..."، ثم ناولني كف في خدي الأيسر، قائلا: "ليش تسب؟". لم يكن بوسعي حينها سوى أن أتأسف له وأتراجاه أن يرحمني ويذهب... تجمع الناس حولنا... هالهم منظري المزي وأنا مستلقي على الأرض والسلاح فوق رأسي، وبعد أن ترجوهم كثيرا أن يكفا عن تهديدي ويذهبا في سبيليهما، استقلا دراجتهما النارية والمفصع لا يزال مستمرا في سرد قاموس الشتائم، أما أنا فحملت نفسي وبكل ما تبقى لي من قوة وبمساعدة صديقي ياسر صعدت الدراجة والألم يلف جسدي من رأسي حتى قدمي، مرددا "حسبي الله ونعم الوكيل".
عبيت غاز بس خرجت من الركبة.
خيرة الله.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك