هل يسعى إخوان تعز نقل المعركة الى التربة؟

السبت 20 أكتوبر 2018 - الساعة 01:23 صباحاً
المصدر : المدونة اليمنية

 


 

التأزم العسكري بين رفقاء السلاح، والتخوف من اندلاع اشتباكات مسلحة بين رفقاء السلاح لا يزال هو سيد الموقف في مدينة التربة جنوب تعز بعد عملية تحشيد كبيرة يقوم بها حزب الاصلاح لمسلحيه بهدف السيطرة على مدينة التربة التي تقع في اطار عمليات اللواء 35 مدرع، ونشر عدد من المسلحين التابعين لهم في المسراخ والمعافر، بالتزامن مع حملات إعلامية وممنهجة لتشويه العميد ركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، والتحريض ضد اللواء وقائده واتهامه بالتمرد على القيادة العسكرية.

 

 

مدينة التربة التي تبعد 68 كم جنوب تعز تعد البوابة الجنوبية لمحافظة تعز وشريان الحياة الوحيد الذي تتنفس من خلاله المحافظة المحاصرة منذ أربعة أعوام، وبوابتها التي تحصل تعز من خلالها على احتياجاتها من الغذاء والدواء والمشتقات النفطية، ما يعني أن تفجير الوضع عسكريا فيها بين رفقاء السلاح سيدفع ضريبته بالدرجة الأولى المدنيون من أبناء تعز الذين سيجدون أنفسهم داخل حصار مطبق يمنع عنهم جميع سبل الحياة.

 

 

لكن حزب الاصلاح لا يفكر بمصلحة المدنيين بقدر تفكيره في السيطرة على المنطقة التي تعد بوابة تعز، حيث تأتي تحركاته اثر تخوفاته من تشكيل حزام أمني في تعز وتسليمه لخصمهم اللدود العقيد عادل عبده فارع أبو العباس، ما جعل حزب الاصلاح يستغل نفوذه وعبر نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن الأحمر لتشكيل لواء عسكري جديد ”اللواء الرابع مشاة جبلي” بالكامل من أعضاء الحزب، وبقوام 2516 ومنح قيادة اللواء الجديد إلى التربوي أبوبكر الجبولي الذي تم منحه رتبة عميد، وأركان حرب اللواء العقيد ناجي الشطاف، وعمليات اللواء العقيد عبدالحكيم الدربعي والذي كان قائد كتيبة في اللواء 35 مدرع، بالإضافة إلى قيادات الكتائب وأبرزهم العقيد عبده نعمان، والعقيد عبده سالم، والعقيد عبده سعيد الزريقي، ومعظمهم تربويون تم دمجهم في الجيش ومنحهم رتبة ”عقيد”.

 

 

وتمت هذه التحركات بالتزامن مع انشاء الاخوان المسلمين ”حزب الإصلاح” معسكرا تدريبا لعدد 200 فرد من خارج اطار الجيش ”ميليشيا مسلحة” في منطقة يفرس بهدف الزج بهم في المعركة الداخلية التي يتم الإعداد لها بهدف السيطرة على منطقة التربة.

 

 

تمثلت مهمة اللواء الجديد في السيطرة على مواقع اللواء 35 مدرع في مدينة التربة، ونصب النقاط العسكرية واستحداث مواقع جديدة في التربة ومنطقة الأصابح على الرغم من أن مذكرة رسمية من قائد المنطقة الرابعة اللواء الركن فضل حسن محمد إلى مدير دائرة شؤون الأفراد العامة حددت منطقة عمليات اللواء الرابع في جبهة طور الباحة وحماية طريق المقاطرة - التربة.

 

 

في 29 سبتمبر 2018 بعث قائد محور تعز اللواء خالد فاضل برقية إلى قائد اللواء 35 مدرع بسرعة سحب أفراده من منطقة التربة وتحت أي مسميات، كونها تقع تحت اطار سيطرة عمليات اللواء الرابع مشاة جبلي على حد قول البرقية، لكن برقية أخرى صادرة في نفس اليوم من محافظ تعز إلى قائد المحور اتهمه فيها بالاستمرار بالتلاعب بمسرح عمليات الألوية، وألزمه بسحب أفراد اللواء الرابع مشاة من مناطق تواجد اللواء 35 مدرع إلى خطوط الجبهات المحددة له في حيفان، وتسليم نقطة رأس هيجة العبد لتخضع لسيطرة اللواء 35 مدرع، وايقاف أي أعمال تستهدف سحب أفراد اللواء 35 مدرع وضمهم إلى قوام اللواء الرابع مشاة جبلي أو أي لواء آخر، كما حمله المسؤولية الكاملة عما سيترتب عليه الوضع في مديرية الشمايتين، مؤكدا أنه كان يفترض بقائد المحور ارسال اللواء الرابع مشاة المشكل حديثا إلى مسرح عملياته جبهة حيفان لا أن يتم تموضعه في مناطق يشغلها اللواء 35 مدرع واعادة الانتشار في الداخل المحرر لإذكاء الصراع بخلق التوترات بين أبناء الجيش.

 

ويرى المتابعون للشأن السياسي والعسكري في تعز أن قيادة الجيش الموالية للاخوان المسلمين قد عمدت منذ فترة طويلة إلى تهدئة الوضع في خطوط التماس مع الانقلابيين، مقابل اشعال المعارك الداخلية ونقل المعارك العسكرية إلى المناطق المحررة بهدف الاستيلاء والسيطرة وفرض واقع جديد وفقا لأجندة ومشاريع خارجية، خاصة بعد الأزمة الخليجية والتقارب الايراني القطري.

 

 

وتجلت المعارك الداخلية لقيادة الجيش الموالية للاخوان المسلمين في جولات الصراع التي شنتها الوحدات العسكرية التابعة لقيادة المحور وللواء 22 ميكا ضد كتائب أبو العباس التابعة للواء 35 مدرع والتي يقودها العقيد عادل عبده فارع وهو قيادي سلفي معروف، وقد أدت هذه المعارك الداخلية إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، لتنتهي بخروج أبو العباس من المدينة وتسليمه للمواقع التي يسيطر عليها إلى الأجهزة الأمنية.

 

نقل الاخوان المسلمين للمعركة العسكرية إلى التربة يأتي في سياق استكمال سيطرتهم على جميع المناطق المحررة في تعز، وكذا للأهمية الاستراتيجية التي تكتسبها مدينة التربة التي تمثل قلب الحجرية وعمق تعز، كما أنها تكتسب أهميتها باعتبارها المنطقة التي احتضنت نواة تأسيس الجيش الوطني ممثلا باللواء 35 مدرع بقيادة العميد ركن عدنان الحمادي وهو من الشخصيات العسكرية النادرة بما تكتسبه من قدرات عسكرية وولاء وطني وشجاعة نادرة وهي صفات أهلته لقيادة معارك التحرير في أكثر من جبهة من جبهات تعز، كما أنه يحظى بحاضنة شعبية كبيرة نتيجة أدواره الوطنية في تأسيس الجيش الوطني ومقاومة الانقلاب.

 

كما أن تخوفات الاخوان المسلمين من تمدد ألوية العمالقة التي تحقق انتصارات كبيرة في الساحل الغربي قد جعلهم - أي الاخوان - يبادرون إلى تشكيل ألوية جديدة بهدف السيطرة على البوابة الجنوبية لتعز، ويأتي تزايد هذه التخوفات في ظل تزايد استهداف الاخوان المسلمين للسلفيين داخل تعز ممثلين بكتائب أبي العباس، وشن الحرب العسكرية والاعلامية عليها، والتحريض ضدها واتهامها بالارهاب، وهي معركة تأتي في سياق مشروع طويل يهدف من خلاله الاخوان المسلمين للسيطرة على المؤسسة العسكرية والأمنية.

 

وفي هذا السياق أكدت مصادر خاصة أكدت أن عددا من مشائخ مديريات جبل صبر الثلاث اجتمعوا للخروج بموقف من المجاميع المسلحة التي يحشدها حزب الاصلاح ويرسلها إلى مدير المديرية المقال يحيى اسماعيل لتفجير معركة مسلحة في المسراخ تحت مبرر أن العقيد السلفي أبو العباس أرسل طقمين إلى المنطقة، وأحيانا أخرى تحت مبرر انشاء اللواء 35 مدرع حزاما أمنيا في المنطقة، وهو ما نفاه مشائخ صبر واعتبروه حججا واهية يستخدمها الاصلاح لتفجير المعركة المسلحة من داخل مديرية المسراخ.

 

المصادر نفسها أضافت أن دفع حزب الاصلاح بمسلحيه إلى مديرية المسراخ جاء بالتزامن مع اختراق لمجاميع من لواء الصعاليك التابعة للاصلاح لأحد ألوية العمالقة في مديرية موزع الساحلية بهدف السيطرة على منافذ تعز.

 

 

فمنذ تسليم الرئيس الراحل صالح السلطة في 2012م لا تزال جماعة الاخوان المسلمين في اليمن تعمل جاهدة للحيلولة دون بناء جيش وطني على أسس سليمة، من خلال توجهها للاستيلاء على المؤسسة العسكرية والأمنية، عبر الدفع بترقيم أعضاءها في الجيش والأمن ومنحهم الرتب العسكرية بعيدا عن المعايير العسكرية، وترقيم أسماء وهمية في صفوف الجيش والأمن، والتسجيل داخل مقرات الحزب والاستيلاء على الدعم المالي والسلاح الخاص بالجيش لصالح الجماعة.

 

 

ويأتي توجه الإخوان هذا في اطار استفادة الجماعة من الدرس المصري، حيث نجح الاخوان بالاستيلاء على كل مؤسسات الدولة المدنية وتسخيرها لصالحها، غير أن المؤسسة العسكرية وقفت حائلة دون استكمال هذه السيطرة، وساندت ثورة 30 يونيو التي أطاحت بمحمد مرسي وأنهت حكم الاخوان في مصر ليصدر بعد ذلك بأشهر حكما من المحكمة يعتبر جماعة الاخوان جماعة ارهابية في مصر.

 

سقوط حكم جماعة الاخوان في مصر جعل الجماعة تستفيد من هذا الدرس في اليمن من خلال وضع عيونها على الجيش بهدف السيطرة عليه، ولم يكن من قبيل الصدفة أن يكتب الأستاذ التربوي أبوبكر الجبولي عبر صفحته بالفيس بوك بعد سقوط مرسي ”علينا من اليوم متابعة اجراءات نقل وظائف عملنا المدني إلى الجيش أو الشرطة طالما والعسكر هم من يرسم ملامح مستقبل البلدان” ليصبح الجبولي بعد أربع سنوات قائد لواء عسكري في الجيش اليمني وبرتبة عميد.

 

وقد عمل الاخوان المسلمون على السيطرة على الجيش والأمن في تعز، فتم تشكيل جيش بقوام 45 ألف فرد، كما تم تشكيل الأمن بقوام 10 ألف فرد، وتم توزيعهم على سبعة الألوية يسيطر الاصلاح عليها باستثناء اللواء 35 مدرع.

 

اعتمد الاخوان المسلمون في سبيل سيطرتهم على الجيش على تسجيل الأفراد داخل المقرات الحزبية، ومن ثم تعميدها عبر القيادات العسكرية العليا الموالية للجماعة، كما أنهم قاموا بتشكيل المؤسسات الأمنية بنفس الطريقة، وقد نجح الاخوان بالسيطرة على قيادة محور تعز وعبر ذلك تم الاستيلاء على القرار داخل الألوية، كما قاموا بانشاء ألوية بدون قرارات عليا ومنحها لأولاد القيادات كما هو الحال مع اللواء 145 والذي تم منح قيادته لشكيب خالد فاضل نجل قائد محور تعز.

 

 

هذه السلوكيات انعكست على أداء الجيش الذي عجز عن استكمال تحرير المحافظة على الرغم من القوام الضخم والذي يبلغ 45 ألف فرد، بالإضافة إلى الدعم اللامحدود الذي قدمه التحالف العربي والذي تم الاستيلاء عليه في معارك وهمية لا يوجد لها صدى إلا في وسائل اعلام الجماعة.

 

كما أن التشكي الدائم من قلة الدعم العسكري، فندته المعارك الداخلية التي شنها الاخوان المسلمون ضد كتائب أبو العباس التابعة للواء 35 مدرع، حيث اكتشف أبناء تعز كمية السلاح الضخم والنوعي الذي استخدم في هذه المعارك، وهو ما يكشف زيف الحديث عن خذلان التحالف العربي لتعز، كما يكشف أن قيادة الجيش بتعز تمارس الابتزاز ضد التحالف من أجل تقديم المزيد من الأموال والأسلحة والتي يستولي عليها القادة دون تحقيق أي إنجاز على الأرض.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس