حـتى لا يُـغْـتَـــال الـشـهـيـد الـحــمــادي مــــرتـيـــن !!
الثلاثاء 08 ديسمبر 2020 - الساعة 04:52 مساءً
نبيل أمين الجوباني
مقالات للكاتب
في مثل هذا الظرف العصيب من تاريخ الوطن وتعز ، وفي هذه المرحلة الحرجة من عمر الأحداث والتداعيات ، وفي أجواءٍ ملبدةٍ بالفيوم ، ومحفوفةٍ طرقها بالألغام والأشواك ، وفي توقيتٍ يحتاج تظافر الجميع وتلاحم الصف الوطني ورأب الصدع ، لتجنيب الوطن اليمني وفي القلب منه محافظتنا الأبية ( تعز ) مخاطر الانزلاق في أتون المؤامرات والمشاريع الضيقة والاحتراب الأهلي ؛ تأبى أيادي الغدر والخيانة إلآ أن تصيب الوطن _ وتعز جزء منه _ في مقتل أرضاً وشعباً وتطلعاتٍ باغتيالٍ آثمٍ وجبانٍ لأخلص وأشجع وأنقى وأصدق الرجال الرجال الذي زرع فينا وفي الوطن اليمني الكبير الأمل يوم خارت كل النفوس ، واستسلمت لإرادات الموت المقطرن القادم من كهوف الشر والعدائية والكهنوت ، واستحكمت الهزيمةُ في انسان هذا البلدِ ، وهو يرى قواته المسلحة تسلم أعنتها وثكناتها وسلاحها دون أدنى مقاومةٍ أو نزالٍ أو حتى اعتراضٍ لعصاباتٍ جامعُها الاستبداد والاستعباد لإنسان هذا البلد التواق لمواطنةٍ سويةٍ ومتساويةٍ ،ولوطنِ النظام والقانون ،وتثاقلت كل القوى عن المواجهة والاستبسال إلآ من رحم الله ، ووحده الرجل الشجاع ،ولواءه المعين لقيادته حديثاً حينها ، وبأقلِ من قوامِ كتيبةٍ تصدَّى لهذا الانقلاب الغشوم ،وانتصر لإرادة الوطن الأرض والإنسان ، وأحيَّا الأملَ في كل القلوبِ ، و في الوطن كله وفي هذه المدينة تحديداً ، وهي التواقة لغدٍ أفضلٍ ، وهي الحاملةُ أيضاً لمشروع التغيير.
وحدهُ اللواء 35 مدرع وقأئده المعين حديثاً من فضَّلَ الانتصارَ لقيم الوطن وكرامةِ الإنسان ، ولتطلعاتِ شعبٍ وإرادةِ جيلٍ نحو الكرامةِ والحرية ِ والعزةِ.
وحدهُ القائد البطل اللواء الركن / عدنان الحمادي من انتصر للمشروع الوطني ، وتصدَّى لمشاريع الانقلاب والكهنوتية ، وأعادَ الاحترامَ للشرف ِ العسكريِّ الذي مرغَتْهُ بالترابِ كلُّ ألويةِ الجمهوريةِ ومعسكراتِهَا ، ووحدهُ اللواءُ الركن ِ / عدنان الحمادي ، ولواءه 35 مدرع ، وبأقلِ من قوامِ كتيبةٍ واحدةٍ فقط من تصدَّى لقوى الانفلاب والكهنوتية ؛ ليعيدَ إحياءَ النفوسِ التي كادت أن تستسلمَ أو تموت ؛ فبعثَ فيها الحياة ، و زرعَ فيها الأملَ رغم مواجهته ولواءه لأكثر من عشرة ألويةٍ جاءت لتستأصلَ شأفةَ هذا القائد ولواءه ، ورغم الحصار الذي فُرِضَ عليه استطاع أن يقاومهم و يواجههم جميعاً ، وبأقلِ من قوامِ كتيبةٍ ، لأكثر من ثمانية عشرةَ يوماً ، في بطولةٍ اسطوريةٍ وملحمةٍ خالدةٍ ستتلوها الأجيال ُ كسِفْرٍ للخلودِ و العزةِ والكبرياءِ في بطولةٍ نادرةٍ ، وفي زمنٍ جدبٍ عَرَّفَ بمعدنِ الِّرجالِ الِّرجالِ ، وكان القائد الشهيد / عدنان الحمادي ورفاقه هم الأقوى بإيمانهم وعدالة قضيتهم رغم التغول والحصار وشحة الزاد و قلةِ الِّرجالِ ، أُصِيْبَ قائدنا الشهيد مراتٍ عديدةٍ ، ورأى الموت مراراً ، لكن إرادةُ الله ثم حُب ُ الناسِ كل الناس من كانت تحرُسُهُ و تسندُهُ ، و في ظهرِ الغيبِ تدعو له ، و ترعاه من رصاصاتِ العدو وقذائفِ الموت ، وكمائنِ الغِيلة ، لتنالَهُ سهامُ الأصدقاءِ وشركاءِ الكفاحِ والسلاحِ فيما بعد ، وترديهِ صريعاً مضرجاً بدماه شهيداً .
رصاصاتٍ جبانةٍ من زنادٍ أجبن ، ومن طرفٍ أياً كان شكلُهُ أو لونُهُ فإنَّهُ بالخيانةِ مطبوعٌ وموصومٌ ، وعلى الخسةِ والجبنِ مجبولٌ ، وقد أصابت رصاصاتُهُ الوطنَ كلَّهُ لا تعزَ وحدَهَا ، ومشروعَ الوطنِ الكبيرِ بمقتلٍ لا جسدَ القائد ِ الشهيد ِ ، وهو الذي زَوَّدَ المقاومةَ الشعبيةِ بالدبابات ( في جبل جرَّه و وادي القاضي والزنقل والمرور وشارع الستين ) وبالسلاح والذخيرة ، وأعادَ ترتيبَ الصفوفِ مدشناً تأسيسه لنواةِ الجيشِ الوطنيِ .
وأبت يد الغدر ِ والخيانة ِ إلآ أن تتخطَّفَهُ من بين أيدينا ، و ما لم تستطع فعله قوى الانقلاب والكهنوتية تبرعت به رصاصاتُ الداخلِ الشرعيِ المنفلتِ ، لِتَظُنَّ رصاصاتُ الغدر ِ والخيانة ِ أنّها يفعلتِهَا تلك أنّها قد كسرتْ شوكةَ مشروعِ الوطنيةِ والدولةِ ، وتخلصت من أهم خصومِ تمكينَهَا الضيقِ والصغير ، و ازاحَتْ كثيراً من العقباتِ ، وربَّمَا يُهَيِّئُ لها عقلُهَا القاصرُ والمريض ُ بأنَّهَا قد حيَّدتْ باغتيالِ القائد الشهيد قوىً وأفراداً وحواضنَ شعبيةٍ واجتماعيةٍ ، و ما علموا أن تعزَ كلَّهَا والوطنُ من خلفها كلَّهُ عدنان الحمادي قامة ً وقيمة ً ومشروعاً وطنياً جامعاً .
وحتى لاننسى نؤكد مطالبتنا قيادة الشرعية ممثلة في الرئيس / هادي
في الانتصار لقضية الشهيد / عدنان الحمادي الذي دافع عنه وعن شرعيته اولاً قبل أي قائدٍ أو ضابطٍ أو عسكريٍ أخر .
ونطالبه وقد طالت أيادي الغدر والعصابات الآثمة ذاتها ملفات القضية لتنترع منه مايقارب المائتين صفحة كما قال محاموه في محاولةٍ جبانةٍ ورخيصةٍ أخرى لاغتيال الشهيد مرةً أخرى في تحدٍ سافرٍ وفجٍ ، فإنَّنَا نطالب دولته بتكليفِ لجنةٍ دولية ؛ للتحقيق و الكشف عن جريمة اغتيال القائد الشهيد / عدنان محمد الحمادي ، درءاً لأيِّ لبسٍ أو شكوكٍ أو ملابساتٍ ؛ نظراً لما يمثلُهُ اغتيال القائد الشهيد ِ/ عدنان الحمادي من أبعادٍ عسكريةٍ وسياسيةٍ و وطنيةٍ واجتماعيةٍ ، لاسيما و أن هناك استهدافاً مبكراً له وللواءِهِ ، و أنَّ أيَّة لجنةٍ محلية مالم تُشكَّلُ وفقاً لمعايير المهنية المتعارف عليها دولياً ، و من فريق من الخبراء و في مجال التحقيق وعلوم الجريمة وكشف الحقائق ؛ فإنها ستكون لجنة لوأد الحقائق ودفنها لا أكثر من ذلك ولا أقل .
وما اختفاء الكثير من المستندات إلأ مؤشراً واضحاً على وصول أيادي العبث والجريمة إلى مستندات القضية والعبث بها ، وهو مايؤكد على أن الجريمة أكبر من توصيفها الجنائي وتتجاوز ذلك إلى السياسي والجريمة المنظمة.
إن قضية اغتيال الشهيد / عدنان الحمادي ليست قضية عادية ، ويعلم القاصي والداني حجم الحملات والتحريضات التي استهدفته ولواءه منذ أول يوم لتأسيسه وحتى بعد اغتياله وإظهار التشفي به ، وقد توجت حملاتها بمقتله.
إننا نطالب رئيس الجمهورية المشير / عبدربه منصور هادي بتحمل واجباته الأخلاقية والأدبية ومسؤولياته الوطنية تجاه هذه القضية تحديداً وكل القضايا الوطنية الأخرى ، وتجاه مدينة تعز تحديداً التي تكبدت الكثير ثمناً لمواقفها الوطنية ، وهو مطالبٌ اليوم من ابناء تعزٍ كلِّهَا ومن اسرة القائد الشهيد / عدنان الحمادي ، ومن كل القوى والفعاليات السياسية والمدنية باستدعاء فريق دولي متخصص للكشف عن جريمة الاغتيال الآثمة لاسيما بعد مرور سنةٍ كاملةٍ على الجريمةِ دون أي تقدمٍ يذكر ، بل اختفت أوراق ثبوتية في دلالتها و في قرائتها من ملفات القضية ، ونحمله باسمه وصفته مسؤولية أي تواطؤٍ أو تباطؤٍ او تقاعسٍ أو تقصيرٍ في ذلك ؛ تجنباً لردودِ أفعالِ الشارعِ الذي يعولُ عليه الكثيرِ في التمكين لاظهارِ الحقيقةِ لا تغييبها ، والاقتصاص من قتلَةِ القائد الشهيد / عدنان الحمادي رحمة الله عليه .
إن جريمة الاغتيال التي أودت بأصدق الِّرجالِ وأشجعهم ماكانت لتحدث لولا حملات التحريض والتشويش التي سبقت فعل الاغتيال الآثم ذاته ، والتي وصلت إلى درجة التخوين والاتهام بالعمالة والارتزاق في وسائل التواصل والإعلام المرئي وفي المنابر والساحات ، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى فعل الاغتيال الجبان والآثم والمدان .
كما ندعو كل الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وفعاليات المجتمع وجمهور الناس إلى تمثل روح المسؤولية الملقاة على عاتقهم جميعاً اليوم في تدارك الواجب الذي يحتم مواجهة المؤامرات التي تحاكُ على تعزٍ ورموز فعلها الوطني مدنياً وعسكرياً ، و على مشروعها الوطني الجامع و الكبير، بل وعلى تجريف المدينة والمدنية وقيمها .
إن حراكاً شعبياً هو المنقذ والعاصم ، وهو القادر وحدهُ على إجبار السلطات وقوى التغول والعبثية والافسادِ من الانصياع لإرادة الناس في مدينةٍ محررةٍ وآمنةٍ ومستقرةٍ ، وغير ذلك لن يكون إلا ملهاةً عابثةً ومضللةً تستهوي قوى التغول و العبثية و الفساد ، و تُغريِهم أكثر في التمادي و العبث و الفوضى و تطويع الجغرافيا و تقويضها لصالح مشاريع مشبوهةٍ وصغيرة .
للواء الركن / عدنان الحمادي الرحمة والخلود وللوطن السلام.
ولا عزاء للحالمين !!