هدفت مسيرات وانتفاضة الجياع والخبز في اليمن بداية إلى انذار حكومة الشرعية القادمة والسابقة حول ما وصلت إليه العملة الوطنية من تدهور حتى وصل سعرها بمقابل الدولار إلى ما يقارب سعر الدولار الألف الريال ، ترتب عليه أن بلغت سعر المواد الغذائية الرئسية،دقيق وسكر وزيت أسعار خيالية لا يستطع المواطن شرائها،وينذر بكارثة انعدام الأمن الغذائي لأكثر من 25 مليون مواطن يمني كما تشير تقارير أممية،فحرف مطالب تلك الاحتجاجات معناه  غض الطرف عن فساد أي حكومة سابقة او قادمة،وايصال رسائل أن الشعب اليمني يعرف حقائق فساد إدارتها ،فتصحوا الحكومات القادمة وتضع ألف اعتبار لحراك الشارع الذي لن يرحمها.

لكن كما يبدو فإن جماعات الإخوان المسلمين ما زالت لم تدرك حقيقة مارد الجوع الذي لا يرحم،وتحاول أن تسخر وتميع ثورة الجائعين بما يخدم مصالحها الضيقة،فخرجوا بعيون حولاء ينادون برحيل التحالف،ويصفون دول التحالف بالصهيونية كما سمعنا من محاضريهم في جوامع تعز.

ونسأل بعقولنا حتى وإن كنا نختلف مع دول التحالف ببعض الأمور : من يخدم هذا الخطاب بالدرجة الأولى وماذا يعني ذلك ؟!

فهذا الخطاب التعبوي بتحميل التحالف مسؤولية انهيار العملة يتوافق مع  طرح الحوثين عن التحالف، ويخدم بالدرجة  الاولى الانقلابين الحوثين،فيعزز طرحهم في مناطق سيطرتهم، ويثبت للمواطنين هناك بصدق الشعارات التي بطرحوها عن دول التحالف،ويبرر لفساد حكومة الشرعية ،ويمنحهم الضوء الأخضر في الاستمرار  بنفس سياستهم الاقتصادية بالتجويع والافقار والعبث.

حرف مسار الاحتجاجات السلمية من المناداة باسقاط الفاسدين بحكومة الشرعية الذين تحولوا إلى تجار بدماء أبناء شعبهم إلى المناداة برحيل التحالف،معناه استغفال الجياع والضخك على عقولهم والتأييد المباشر لسياسة التجويع التي تنتهجها حكومة الشرعية وتقديم الخدمة للانقلابين الحوثين مجانا.

المناداة برحيل التحالف في مسيرات الجوع والخبز في هذا الظرف معناة إيقاف كل العمليات العسكرية ضد الحوثين، وإيقاف أي دعم لوجستي للشعب اليمني وزيادة آلامه ونكأ جروحه ،ويعني أيضا الوقوف مع المشروع الايراني الفارسي الحوثي واستدعاء الطرف التركي للتدخل بالڜأن اليمني والعربي بشكل مباشر أو غير مباشر ،بما يضر بالمصالح الوطنية والقومية.

رفع الإخوان في تعز شعارات ضد دول التحالف العربي في تعز معناه النفاق بعينه،فهم ببياناتهم الرسمية يؤيدون مواقف التحالف من يوم رفعوا شعارات شكرا سلمان ومحمد بن زايد إلى إمارات الخير حتى وصلوا في مسيراتهم المتخفية بلافتات حركة الجياع وغيرها بوصف تلك الدول بالصهيونية والمارقة.

رفع شعارات الاخوان في ساحة الحرية في تعز ومشاركة قياداتهم بتلك الفعاليات المناهضة لدول التحالف الآن معناه إعاقة تنفيذ إتفاق الرياض وتشكيل حكومة تعمل في عدن على خفض سعر العملة المحلية واستقرار الاقتصاد واعادة الأموال التي تنهب من قيمة النفط والجمارك والضرائب لصالح أشخاص إلى حضيرة الدولة لدعم الاقتصاد الوطني.

رفع شعارات الاخوان في تعز ضد التحالف معناه استمرار عبث النهب والقتل والدمار في تعز ومأرب لصالح متنفذي الإخوان،وضرب أي مشروع وطني جامع يلوح بالأفق للخروج من أزمتنا.. والدهر فقيه

▪ من صفحة الكاتب على الفيس_بوك