خبر زلج.. الاستخفاف بأهمية الوظيفة الديبلوماسية.
الاثنين 04 يناير 2021 - الساعة 11:58 مساءً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
في عهد عفاش, كان المسؤل يظل مسؤلا طوال عمره، يتنقل من كرسي الى كرسي ومن موقع الى آخر أكان تنفيذي او ديبلوماسي.
كان الموقع الديبلوماسي مثلاً يرتبط بتحسين وضع فلان او علان او التخلص من معارض سياسي او جبهوي , دون النظر للمؤهلات والشروط المطلوبة في شغل مثل هذه الوظائف وأهميتها كونها مرتبطة بتمثيل بلد، ولهذا كنا نخجل من تصرفات وثقافة وحتى أشكال من يختاروهم لشغل هذه الوظائف.
اتذكر مثلاً واثناء دراستي التحضيرية في موسكو, انني ذهبت للسفارة في وقت متإخر , واثناء دخولي الملحقية سمعت نائب الملحق الثقافي المعين حديثا وهو يتحدث مع السكرتيرة الروسية بلغة مخجلة ولا تليق بديبلوماسي وهو يخاطبها بلغته العربية بالقول : اشتي واحدة حااااالية ... هكذا اهه افتهن وارجع روحي.
شاهدتها وهي تضحك بخجل وتنكس رأسها الى الأسفل وتقلب يديها باحتقار معيب.
لم اتمالك نفسي وانا اسمع هذا الكلام المخجل وقلت له وانا افاجئه بحضوري : عيب عليك تتحدث بهذي الطريقة وانت بهذا العمر وديبلوماسي مفترض ـ
رد علي : هي نصرانية ماعليك منها.
من هؤلاء البهائم كانوا يصدروا للسفارات اليمنية وملحقياتها في الخارج.
كما اتذكر شخصية الملحق الثقافي بقامته القصيرة جدا, لدرجة ان العلفي صاحب جريدة الرأي العام واثناء تواجده في موسكو, صادفه في فناء السفارة وكنا الئ جانبه حين قال له مازحا : إنا يااستاذ عيقولوا الروس هذي القمة كيف القاعدة.
ضحكنا كثيرا لهذه المزحة الساخرة وظلينا نكررها طوال دراستنا هناك.
اليوم اقرأ عن امكانية قيام الرئاسة بالوقوف على كيفية تعويض الوزراء السابقين, من خلال منحهم مواقع ديبلوماسية في السفارات اليمنية.
لو صح مثل هذا الخبر يعني اننا مازلنا نفكر بنفس العقلية ونفس الدوافع , وبالتالي لايوجد في افق هذا البلد مايمكن له ان يشعرنا بالاستفادة من الماضي, قدر تكريسه بمختلف مظاهره ودوافعه ومضامينه... اللهم شماته.