أبو عبدو

الاربعاء 06 يناير 2021 - الساعة 07:39 مساءً

 

 

تتكرر صورة ابو عبدو البليدة  في التاريخ العربي  ففي عام 1963 تم تعين  ابو عبدو (الجحش ) رئيسا لسوريا بدعم من حزب البعث ،  هكذا كان يطلق السوريون على رئيسهم امين الحافظ ، امين الحافظ كان يحب تسميته بابو عبدو لكن السوريين اضافوا له تسمية الجحش، ففي عهده تم خلخلة الجيش السوري من ضباطه الأكفاء ومعظمهم من الضباط السُنة ، وكان ذلك عبر مدير مكتبه العلوي صلاح جديد،  ففي عهده تم تسريح  الضباط السُنة واستبدالهم بضباط من  الاقليات مثل العلويين والدروز والاسماعيليين، وكان يتم إيهام ابو عبدو (الجحش ) ان الضباط السُنة يتأمرون عليه.

وفي العام 1966 تم الانقلاب عليه وسجنه من قبل مدير مكتبه صلاح جديد ، و سُميت الفترة التالية لحكم ابو عبدو الجحش بحكم (العدس) وتعني العلويين والدروز والاسماعيليين ، لكن فترة (العدس)  لم تدم سوى ثلاث  سنوات قليلة ففي عام 1970 انقلب حافظ الاسد على صلاح جديد ، وتخلص من الضابط الدورزي القوي سليم حاطوم بقتله ، وحافظ الاسد هو من سلم الجولان السوري لاسرائيل في نكسة 1967م فهو من كان وزيرا للدفاع يومها  ، مع انقلاب الاسد ظهرت بصورة وقحة (العلونة) والزعيم الاله .

ابو عبدو كان كل ما يجيده هو شرب ( العرق ) وقرأة الشعر الجاهلي ، في عهد ابو عبدو لاول مرة تُضرب حماة بالدبابات ويتم محاصرة المسجد الاموي في دمشق بالدبابات والمدرعات ، كل ذلك بتحريض من الرباعي  الطائفي ( صلاح جديد ومحمد عمران وحافظ الاسد، وسليم حاطوم  ) المحيط  بالجحش ابو عبدو ، في تلك الفترة وصفه السوريون بالعبارة الشهيرة التالية ( ابو عبدو السفاح ، نصف الناس في المزة ونصفهم في الدحداح  والمقصود بالمزة بسجن المزة والدحداح اشارة الى مقبرة الدحداح بدمشق ، لقد وصلت الجحشنة والبلادة بابو عبدو ان رشح كامل امين ثابت وزيرا للدفاع والذي هو في الحقيقة الجاسوس الصهيوني  (ايلي كوهين).

اليوم ما تعيشه سوريا هو نتيجة للرئيس النكبة امين الحافظ ، اليوم وبحسب تقارير دولية محايدة تقول ان عدد قتلى حرب الاسد الابن فاقت مئات المرات حكم الاسد الاب على الشعب السوري ، ففي زمن الاسد الابن  فاق عدد القتلى ( 500) الف والسجناء فاق (600) الف والمعاقين فاق المليون والنازحين حول العالم بلغ (12) مليون، ثم سوريا مُقطّعة مُبرقّعة مطيّفة  ، وكل هذا تحقيقا لمقولة شبيحة النظام ( الاسد او يحرق البلد ) ، تتكرر صور ابو عبدو  في التاريخ العربي ،  لكن الكارثة الاكبر  في اليمن ان لدينا عبدو  بكله، كتلة من الشحم واللحم فارغة العقل.

هذا الجحش هو صورة من ذاك الجحش ،  والذي تخلى عن رجاله واحاط نفسه بجماعة انتهازية سلم رقبته ورقبة الشعب اليمني لها،  كل تاريخها دموي اقصائي انتهازي ، كما سلم اليمن بكل تاريخه الضارب عميقا في الحضارة الانسانية لدويلات صدفة وخليعة ،  لذلك فإنّ ست سنوات مضت كان عنوانها الدم ونتيجتها الخراب و البرقعة ، هذه السنوات  كانت كاشفة فاضحة للايدي الامينة لعفاش والذي لايأتي منه الا كل شر وبلاء ، عبدو الجحش والجماعة الفاسدة المفسدة المحيطة به هي عناوين الخراب الذي نعيشه اللحظة. 

 

اختم واقول ليس صحيحا  ان خير الاسماء ما عُبد وحُمد .

فالنمادج الماثلة تقول عكس ذلك فلدينا نكبات التصهين الوقح  مثل محمد بن سلمان ومحمد بن زائد وعبد الفتاح السيسي وعبد الفتاح البرهان ويبقي عبدو ربه هو النكبة الكارثة الاكثر تميزا . 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس