اطلقت قناة الجزيرة بثها التلفزيوني, في ظل مناخ اعلامي عربي يفتقر لابسط مقوومات مسمى الاعلام الحر , وتحت ضغط حاجة الانسان العربي لوسيلة اعلامية تعبر عما في نفسه, وتشعره ولو بقليل من التماهي مع هذه الحاجة.

من هنا اكتسبت قناة الجزيرة قيمتها, وزاد عدد متابعيها في كامل الجغرافية العربية, اذ مثلت للكثيرين ولفترة طويلة مصدر لصحة الخبر من عدمه, فقد كانت نشرة اخبار التاسعة تحديدا محل اهتمام وانتظار ومتابعة عدد كبير من المشاهدين,  هذا ماكنا نلمسه على الاقل في اليمن.

لا ابالغ, او انني أدعي المعرفة  اذا قلت : ان قناة الجزيرة بالنسبة لي ظلت محل علامة استفهام كبيرة, وتساؤل لم يتمكن احد من اقناعي بعدم سلامة موقفي وصحته,  وازاء هذه القناعة الثابتة تلخص رد كثير من الاصدقاء علّي بالقول " ياشيباني انت كل شيء مش عاجبك " .

تأسس تقييمي لها على قناعة مسبقة وراسخة, وارضية صلبة من الثقة بإستحالة بروز وسيلة اعلامية عربية تتسم بهذا القدر من الحرية.

من هذا المنطلق, ظلت الجزيرة بالنسبة لي ليست بأكثر من منبر اعلامي معني بتهيئة وتشكيل وعي عربي عام,  يمكنه تقبل قادم السياسات الدولية في المنطقة , وبما يمكن انظمتها بالتالي من بلوغ غاياتها السياسية والاقتصادية وهو في النهاية بيت القصيد .

من هنا استطيع القول,  وبالنظر الى الحال العربي العام السائد اليوم, ان قناة الجزيرة تمكنت من تأدية مهامها على أكمل وجه, وان هذه المساحة الجغرافية المسمى قطر - والتي بالكاد تتسع لمؤخرة موزه - لم تكن بأكثر من مكان لاطلاق هذه الوسيلة الاعلامية واستعارة لغتها العربية ... وخبر زلج.