كشفت المواقف الاخيرة للحكومة الشرعية تجاه الأحداث بالمحافظات المحررة حجم  التأثير الذي لا تزال تملكه جماعة الاخوان والقوى الحليفة معها على القرار داخل الحكومة ، وتسخيره لصالحها ولصالح بقاء حالة العبث والفساد داخل مؤسسات الدولة.

وتجلى ذلك في الموقف الصادر عنها تجاه حدثين متشابهين شهدتهما مؤسسات تابعة للدولة في العاصمة المؤقتة عدن ومدينة مأرب خلال الأسبوع الماضي، وبشكل متناقض بسبب اختلاف موقع جماعة الاخوان من الحدثين الذي لم يفصل عنهما سوى 24 ساعة.

حيث سارعت الحكومة في اجتماعها الأخير الى إدانة ما تعرض له مقر وزارة التعليم العالي في عدن الخميس قبل الماضي من إغلاق بالقوة من قبل مسلحين يقودهم القيادي بالمقاومة الجنوبي / ابوهمام اليافعي.

هذا التصرف جاء عقب وقفة احتجاجية نظمها العشرات من المواطنين الغاضبين من فضائح المنح الدراسية التي تم الكشف عنها مؤخراً ، وأعلن اليافعي بانه سيتم منع الوزير خالد الوصابي وهو أحد قيادات الاخوان من دخول الوزارة.

ردة الفعل تجاه فساد الوزير الاخواني اثارت حفيظة الحكومة في اجتماعها الأخير واعتبرته تعدياً على مؤسسات الدولة ، موجهة "الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات القانونية وتحويل المعتدين للقضاء" ، وفق ما نشرته وكالة "سبأ" الرسمية.

هذا الموقف الحاد من قبل الحكومة يناقض تجاهلها التام لحادثة الاعتداء التي شهدتها مدينة مأرب قبل يوم واحد من حادثة اغلاق وزارة التعليم العالي في عدن ، من قبل مجاميع مسلح يقودها مسئول إخواني في محافظة الجوف.

وبحسب مصادر محلية ، فقد منعت مجاميع مسلحة يقودها وكيل محافظة الجوف / عبدالله علي الحاشدي اللجنة المكلفة من قبل وزارة الادارة المحلية بإجراء عملية الاستلام والتسليم بين محافظ الجوف اللواء / حسين العواضي ، والمحافظ السابق الاخواني / أمين العكيمي من دخول مبنى المحافظة المؤقت في مدينة مأرب.

وجاء الاعتداء في سياق تمرد واضح تقوده جماعة الاخوان عبر أدواتها في الجوف وبدعم من السلطات الاخوانية في مأرب ، ضد قرار مجلس القيادة الرئاسي بتغيير محافظ الجوف الاخواني / أمين العكيمي منذ اكثر من شهرين.

ودفعت حادثة الاعتداء بالمحافظ العواضي الى اصدار بيان رسمي في اليوم التالي كشف فيه العراقيل التي تواجهه منذ صدور قرار تعيينه في أكتوبر الماضي ، لمنعه من مزاوله عمله من قبل الادارة السابقة للمحافظة ومن قبل حزب الاصلاح (الذراع السياسي لإخوان اليمن) وبتواطؤ من قبل السلطات الاخوانية في مأرب .

المحافظ اشار في بيانه الى ما رفض الادارة السابقة للمحافظة من التعامل مع اللجنة المكلفة من قبل وزارة الادارة المحلية ، في تأكيد رسمي لما تعرضت له اللجنة من اعتداء مسلح ، دون أي موقف رسمي من الحكومة كما حدث مع وزارة التعليم العالي.