المشكل اليمني والحسابات الخاطئة.
الجمعه 30 يونيو 2017 - الساعة 05:19 صباحاً
خالد بقلان
مقالات للكاتب
تعاني اليمن من غياب الدولة التي تمثل أس المشكل اليمني الغريق في مارثونات حربية تتزعمها مراكز النفوذ الإجتماعية والعسكرية والحزبية والتجارية ومافيا التهريب تحت مسميات فضفاضة لم تـُعد ذات أهمية ومعنى، لأنها باتت مصطلحات مستهلكة بعيدة عن الواقع المـعُاش والواقع المؤلم الماثل الذي يُشكل مأساة حقيقية بحق 28 مليون إنسان يخامرون الجوع والمرض في جنوب غرب الجزيرة العربية التي تمثل الخاصرة لدول الخليج الذي من المفترض إن يتعاملوا مع المشكل اليمني بعيداً عن التجاذبات الإقليمية الناجمة عن غياب الإستراتيجية والمنهجيات القومية الى جانب أفتقار الرؤى والخطط والبرامج التي من شانها تبديد معاناة اليمنيين من خلال بناء مؤسسات على أسس وطنية أي وضع اللبنات الأولى لبناء الدولة اليمنية في المناطق المحررة التي تُدار بنفس الطريقة في ظل وجود كيانات عسكرية تمثل الوجه الآخر لمليشات الأنقلاب.
لأن الحرب الحالية ليست المشكلة التي تعانيها اليمن فاليمن تعايش حالة أحتراب منذ عقود، وليست الإزمة السياسية الحالية المشكلة لأن الساسة في اليمن هم إزمة بحد ذاتها، وليست المشكلة تكمن في مكون او جماعة او شخص او حزب إنما المشكل اليمني أساساً هو غياب الدولة فما أحوج اليمنيين لمن يساعدهم في التحول من مجتمعات قبلية وقروية وأحزاب ريعية ودكاكين سياسية من حالة الا دولة الى حالة الدولة.
وهذا ما نأمله من أشقاءنا في التحالف العربي الذي ينبغي إن يخوض غمار الحرب في اليمن من إجل بناء الدولة من إجل يمناً آمن ومستقر، بعيداً عن الحسابات الخاطئة، التي تسلكها قيادات الشرعية اليمنية، التي نتفاجى بصدور قرارتها الغير مدروسة ولا محسوبة العواقب، وغير متسقة مع الواقع واللحظة، ناهيك عن تغييبها لمراعاة التخصص، والتفريق بين العمل الإداري المدني، والعسكري، الذي يثبت أرتجالية بعض القرارات لغرض الدفع في أتجاه خلط الأوراق في جنوب اليمن. وما القرارات الغزيرة التي تصدرها الشرعية فيما يخص الجنوب، الا دليل على رغبة منظومة صناعة القرار السياسي داخل الشرعية، والتي تهتم بتصدير الإزمات للجنوب بعيداً عن الشمال، الذي من المفترض إن يشهد جملة من التغييرات والقرارات المهمة، لكنها نزعة التسلط، وحب السلطة وأدمان البقاء في سدة الحكم ،تدفع كهول النظام العتيق لمثل هكذا ممارسات عجيبة، تدلل على تخوفهم من الذهاب الى تسوية سياسية.
خصوصاً بعد ظهور المهندس خالد بحاح في مطار الريان الذي شكل صدمه لتيار معين يجاهد لضعضعة اليمن المضعضع كحمل وديع الى أبد الآبدين.
لذا تشهد اليمن في هذا التوقيت تصعيدات عسكرية في بعض جبهات الشمال، التي تُعرف انها تصعيدات لحظية، سرعان ما يرافقها الهدوء، لأنها ذات مغازي سياسية ترافق أي عملية تفاوضات سرية، وعروض تطرح من قبل اطراف الإزمة خصوصاً صالح الذي قدم عروضاً تضمن الخروج الآمن، وفي المقابل تم تكليف الصحفي أمين الوائلي ضمن عملية تفاوض سري مع المخلوع صالح، الذي بدوره يجيد فن التفاوض البطيء على الطريقة الإيرانية، التي تتصف بالمرواغة واللعب على العامل الزمني، بينما الشرعية دائما تتصف في تفاوضاتها ذات النفس الأخواني الفج الأكثر تصلباً وفجاجة وهذا بدوره كفيل بفشل المساعي الرامية لذهاب الى تسوية سياسية خلال العام 2017.