خبر زلج.. تماهي البعض مع سياسات الصراعات البينية لانظمة ماقبل الدولة..!

الاربعاء 20 يناير 2021 - الساعة 07:13 مساءً

 

 

 حين لايكون للحاكم رؤيته , وحين لايمتلك مشروع لبناء الدولة الوطنية التي يحلم الجميع بالعيش في رحابها وتحت سقفها,  تجده يتحول بل ويعمل جاهد للبحث عن بدائل يرى فيها ضمانات كافية لبقاءه في السلطة واستمرار حكمه. 

 الصراعات البينية لافراد المجتمع عادة ماتكون في مقدمة حساباته وتشغل حيزا كبيرة من مساحة تفكيره .

 

 التباين المذهبي والبنية القبلية عادة ماتشكل وجهة الحاكم في مجتمع مثل المجتمع اليمني والعربي عموما , غير ان الصراع المناطقي يشكل اولوية بالنسبة له على هذا الصعيد , ويكون اكثر حده حين تتوفر له الارضية المذهبية.

 

 من هنا ينطلق الحاكم في تسيير حكمه مع توظيف اجهزته الامنية وبنكه المركزي بما يعزز هكذا حال ,  دون ادنى اعتبار لمترتباته السيئة والخطيرة في وضع حاضر ومستقبل البلد على المستوى الوطني.

 

 علي صالح,  اكثر من اتبع هكذا سياسة واوفاهم لها , بل وعمل على تغذيتها بمااستطاع من اساليب القبح,  مدفوعا بعقد ثقافته المتواضعة ونقص المعرفة التي عرف بها وانعكست على سنوات حكمه , وبالنالي تجرع المجتمع مراراتها وعانى من مترتباتها ومازال حتى اليوم.

 

 من هذا المنطلق, فقد تمكن من  اخترق الحراك الجنوبي بعدد من القيادات المرتبطه به,  كما وانه عمل على تغذية صفوفه بكثير من عناصره الامنيه والموالين لبنكه المركزي من ابناء المحافظات الجنوبية,  وبما ساعده في النهاية من توظيف الحراك وتوجيه خطابة الشعبي ضد ابناء تعز تحديدا , لثقته المسبقة ودرايته بان التقاء ابناء المحافظات الجنوبية مع تعز عند العمل والنضال من اجل اقامة الدولة الوطنية,  يشكل على نظامه خطرا كبيرا ومباشر لاعتبارات كثيرة وعلى جميع المستويات التي ندركها جميعا ولاداعي لذكرها.

 

 نفس التوجه طبقه على محافظة الحديدة,  حين عمل على تشكيل ماعرف بالحراك التهامي وتوظيفه بذات الطريقة التي تعاطى بها مع الحراك الجنوبي,  واظن الجميع مازال يتذكر الخطاب المعادي لابناء تعز. ايضا , ضمن  سياسة ممنهجة ومدعومة بإمكانات السلطة الامنية والمالية. 

 

 اتذكر في هذا الجانب احد اعضاء المجلس المحلي لمحافظة حضرموت وفي مقيل جمعني به واخرين في مدينة المكلا,  حين اكد لي قيام عناصر من الامن السياسي بالمحافظة بالتوزع على الاماكن العامة, والترويج لخطاب معادي لابناء تعز بتحميلهم كامل المسؤليه عما جرى ويجري في المحافظات الجنوبية منذ الاستقلال وحتى حرب 94,  وما ترتب عليها من نهب وفيد وتسريح للقوات المسلحة والامنية الجنوبية , بل وكل ماطال الجنوب من مساوئ.

 

 لقد نجح عفاش بإتباعه لهذه السياسة الى حد كبير,  فبها استطاع تمزيق وحدة المجتمع وتشتيت مواقف الناس وانحراف بوصلة نضالاتهم من العمل والتوحد ضد السلطة الفاسدة,  الى الصراعات البينية التي تغذى عليها ماتبقى من سنوات حكمه ال 35.

 

 للاسف الشديد انه وبدلا من استيعاب المواطن لمجمل ومضمون هذه السياسات الخبيثة والخارجة عن وظيفة الدولة ,  الا اننا مازلنا نصادف هنا وهناك من لازال وفيا لها بطريقة غريبة ولافتة للنظر , والى درجة يظن معها ان انتماءة  لقضيته والتعبير عن مظالمه وجغرافيته المحلية لايتم سوى ب " العرعرة " للاخر , في وقت كان يفترض من الجميع الابتعاد عن تسطيح الامور والوقوف بمسؤلية وفهم,  امام جملة السياسات الرسمية التي طالت وتأذى منها الجميع,  ومن ثم الالتقاء عند حاجة بناء الدولة والتوحد في العمل من اجل بلوغها وامل العيش تحت سقفها الوطني , بدلا عن النيل من بعضهم وهو ماهدف له نظام الحكم الفاسد ونجح في تعميمه.

 

 غير ان مايحدث اليوم  منذ اكثر من ست سنوات,  هو الاخطر ولا شك على وحدة البلد وسكينته الاجتماعية الهشة اصلا,  حين اخذ الصراع لونه المذهبي المباشر واتسم بعمقه السلالي ,واستعداد القائمين عليه على خوضه مع الجميع دون ادنى اعتبار لمترتباته وانعكاساته الخطيرة, على نحو مانشهده ونعيشه من الحروب والدماء  والانقسام بدوافع الحق الالهي في الحكم والهيمنة وجمع الثروة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس