هل أحرقت إيران ورقة "محور المقاومة"؟
الثلاثاء 24 يناير 2023 - الساعة 11:05 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
تواجه إيران حراكاً شعبياً يهدف لإسقاط نظام الملالي، هذا الحراك يكبر كل يوم ويتسع نطاقه في كل المدن الإيرانية..
ومع اتساعه تتسع مخاوف النظام الإيراني من السقوط الذي أصبح محتوما لأنه لا قوة تقف أمام طوفان جماهير الشعب الذي قرر مصيره بدولة مدنية لا دينية، دولة لا تعترف بولاية الفقيه ولا بالمذهب ولا تحتكر السلطة في يد رجال الدين..
بل دولة الشعب الذي خرج بالملايين ملبيا للصرخة التي أطلقتها فتاة اسمها مهسا أميني والتي قتلت على يد الشرطة الإيرانية قبل أكثر من شهر.
ولاشك أن الاحتجاجات الشعبية المتزايدة قد أشعلت قلق النظام الذي استخدم القوة المفرطة وسياسة التكتيم في محاولة منه لقمع الانتفاضة الشعبية، غير أن النتائج تأتي عكسيا، فكلما زاد القمع اتسعت دائرة الاحتجاجات.
قلق النظام الإيراني من السقوط، انعكس أيضا على أدوات النظام الإيراني في المنطقة العربية وفي مقدمتها حزب الله بلبنان وجماعة الحوثي باليمن والميليشيات الشيعية في العراق، والتي زاد تخوفها من سقوط نظام الملالي الداعم لها لأن سقوطها مرهون بسقوطه الذي بات اليوم أقرب من أي وقت مضى.
وبلاشك فإن الاحتجاجات في إيران قد عرت حلفاء إيران، فحزب الله سارع إلى الاعتراف بإسرائيل عبر دعمه لتوقيع إتفاقية ترسيم الحدود، على الرغم من محاولته ستر "الضرط بالحنحنة" كما يقول المثل الشعبي، حيث حاول تصوير الاتفاق بأنه انتصار للبنان، وهو كلام مردود عليه خاصة أنه ومنذ تأسيسه يرفع شعارات معادية للكيان الصهيوني وتدعو لمحو "دولة إسرائيل" من الوجود.
حزب الله بموقفه هذا أثبت أنه مجرد تابع، وأنه يفتقد استقلالية القرار، وأن شعاراته التي يرفعها ليست أكثر من شعارات سياسية إعلامية هدفها استقطاب الشارع لصالح الكيان الميليشاوي اللبناني المدعوم من إيران، والساعي لتحقيق مصالحها ليس أكثر .
ومما لاشك فيه أن لإيران حضورها المباشر في توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني، مقابل منحها بعض الصلاحيات في المفاوضات التي تجريها مع الغرب والمتعلقة بملفها النووي.
في الجانب الآخر يظهر تأثير الاحتجاجات في إيران على مسار وتوجهات حركة الحوثي التي وصلت إلى مرحلة الضعف والتي تحاول إخفاؤه عبر استعراض وهم القوة، والرمي بآخر أوراقها والمتمثلة بقصف الموانيء النفطية، وتهديد الملاحة الدولية..
هذه الخطوة المتهورة مثلت دفنا لاحتمالية الشروع في أي حل سياسي بعد أن قامت الحكومة المعترف بها دوليا بالرد على جرائم الحوثي بتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية ما يعني إلغاء الاتفاقيات معها وفي مقدمتها اتفاق استكهولم، واستحالة الدخول معها في مفاوضات تمهد للحل السياسي.
توجه جديد أسقط الأقنعة عن من يسمون أنفسهم "محور المقاومة" والذي قدم نفسه منبطحاً من أجل مصلحة نظام الملالئ في إيران، واثبتوا أنهم مجرد أدوات لخدمة الأجندة الإيرانية الهادفة لبسط نفوذها على المنطقة، وتغليب مصلحة إيران على ما سواها.