الصندوق الأسود لحرب المافيا والمحور على اللواء 35 مدرع .. من التفكيك والتقطيع الى التطويق العسكري

السبت 17 نوفمبر 2018 - الساعة 03:59 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - خاص

 


منذ ما يزيد عن الثلاثة أعوام وتحديدا منذ الطلقة الأولى للحرب في تعز وحتى هذه اللحظة وقيادة وأفراد اللواء 35 مدرع في واجهة وصدارة هذه الحرب، سواء ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية أو ضد الاستهدافات المتكررة التي تستهدف اللواء من قبل ميليشيا الاخوان المسلمين التي تسعى لتحويل الجيش الوطني إلى جيش حزبي.

 

 

حيث تشن في الفترة الأخيرة ضد اللواء 35 مدرع حربا جديدة من قبل ما بات يطلق عليها " مافيا " تعز ، وهي خليط من تجار الحرب من قيادات عسكرية وسياسية يجمعها هدف استمرار الحرب ويربط بينها الولاء والتبيعة لحزب الاصلاح ورموز الهضبة، وجدت في قيادة محور تعز رأس حربة لهذه الحرب.

 

تشترك هذه المافيا مع مليشيات الحوثي في هدف القضاء على وجود اللواء وقيادته ، وتشترك أيضا في دوافع هذه الحرب، فدافع المليشيات هو الانتقام من اللواء لوقوفه حجر عثرة ضد السيطرة على تعز.

 

وهو ذات الدافع الذي يحرك حرب المافيا ضد اللواء 35 مدرع ، فاللواء وقيادته يكاد يكون التشكيل العسكري الوحيد الذي يحمل نوع من الانضباط والمؤسسية والتماسك وغير خاضع لأي ولاء حزبي.

 

نجحت المافيا في العبث في قطاع الجيش في تعز من خلال زرع قيادات عسكرية وفاسدة ولاؤها لحزب الاصلاح ورموز الهضبة، وملئت كشوف الجيش بالأسماء الوهمية وقتلت روح العسكرية والانضباط.

 

 

لذا فالمافيا بدأت الحرب بالتدريج ضد اللواء باستخدام قيادة المحور الخاضعة لسيطرة الاصلاح ، وبدأت الحرب تشن على اللواء إدارياً ومالياً لمحاولة تفكيكه واضعاف قوته وتماسكه.

 

بحسب مصادر خاصة للـ"الرصيف برس" بدأت هذه الحرب منذ نحو عامين مع تولي خالد فاضل قيادة المحور والذي مثل أداة مطيعة لأجندة المافيا والاصلاح ضد اللواء.

 

تنوعت وسائل هذه الحرب بأشكال عدة بهدف تفكيك قوة اللواء وإضعاف تماسكه وتقليص قوته البشرية ، ومن المثير أن ما تبثه الماكينة الاعلامية للمافيا هذه الأيام في هجومها الاعلامي على اللواء يتمثل بالحديث عن قيامه بالترقيم والتجنيد خارج اطار الجيش، وهي نكتة سمجة نفاها قائد اللواء 35 مدرع في رده على هذه النقطة في لقاء عام جمعه مع عدد من الشخصيات مؤخرا، حيث قال العميد عدنان الحمادي بأنه لم " يصرف استمارة تجنيد منذ عامين".

 

وهو ما تأكده المصادر الخاصة بوجود ما يشبه الحصار تفرضه المافيا عبر قيادة المحور ، لمنع أي إضافة بعدد القوة البشرية للواء .

 

وتشير المصادر إلى مماطلة قيادة المحور تنفيذ الاتفاق الذي خرج به اجتماع عسكري مع المحافظ السابق علي المعمري في عدن قبل نحو عامين ، والذي قضى بمنح اللواء ألفين رقم عسكري لأفراد اللواء في جبهات الصلو وحيفان.

 

وبحسب المصادر فإن هذا الاتفاق لم ينفذ منه سوى منح 562 رقما عسكريا فقط ، وهو ما يعكس مدى الاصرار على تقليص حجم اللواء بشريا.

 

ومن الدلائل ايضا بحسب المصادر ، رفضت قيادة المحور استبدال الافراد غير الموجودين بجرحى وشهداء كما تم مع باقي الوحدات العسكرية .

 

وقالت المصادر بأن قيادة المحور ماطلت ذلك الاجراء لأشهر، ليتم الاكتشاف لاحقا بأنه قد تم استبدالهم من قبل المحور وبعناصر محسوبة على قيادة المحور.

 

الشرطة النسائية التي رقمت على قوة اللواء وعددهن 76 مجندة تم ترقميهن  بعد اخذ البصمة وتسلمن راتب شهر واحد ، لكنه انقطع ولم يعلم مصير أرقامهن وراتبهن إلى اليوم.

 

 بالتزامن مع التضييق وتحجيم قوة اللواء بشريا ، كان هناك مخطط آخر لانتزاع المواقع والجبهات من تحت سيطرة اللواء 35 ، ولكن بدلا من التوجه والصدام المباشر مع اللواء لجأت المافيا عبر قيادة المحور إلى أسلوب قذر لتنفيذ ذلك.

 

الاسلوب تمثل في محاولة تفريغ هذه المواقع واسقاط أسماء أفرادها من قوة اللواء إلى قوة وحدات عسكرية أخرى ، فبحسب المصادر فقد تم خلال العامين الماضين تنزيل أسماء أكثر من ألف فرد وضابط من قوة اللواء 35 مدرع وتوزيعها على الوحدات العسكرية الأخرى بدون علم قيادة اللواء وبشكل عبثي.

 

ولم تكن هذه العملية تتم بشكل فردي ومتقطع بل إنها كانت تتم بشكل جماعي بإسقاط القوة البشرية لجبهات ومواقع بالكامل تابعة للواء، كما حصل مطلع العام الماضي، حيث قامت قيادة محور تعز بتنزيل قوة جبهات راسن – بني عمر جرداد ، والقوة المتواجدة في مقر اللواء ( المطار القديم ) مع جميع قواتها ومعداتها العسكرية وجبهة الكدحة وجبهة الشقب من قوة اللواء وتوزيعها على وحدات المحور بمجموع 548 فرد وضابط .

 

هذه الاجراءات العقابية بحق اللواء لاقت رفضا واضحاً من قيادة المنطقة الرابعة تمثل بتوجيهات واضحة للمحور بإلغاء ذلك، لكنها وجدت رفضا من قبل قيادة المحور بل وجدت تحديا وتمرداً عسكرياً، حيث تبع ذلك مباشرة تنزيل أفراد جبهة الاحكوم من قوة اللواء وتوزيعه على الوحدات الأخرى ، ولم تكتف قيادة المحور بذلك بل إنها قامت أيضا بتنزيل نحو 200 فرد من اللواء إلى المحلق بدون أي سبب ، وكذا ترفض معالجة الأرقام المحسوبة لأفراد اللواء 164 فرد.

 

هذا الاسلوب دفع بقيادة اللواء 35 مدرع بحسب المصادر إلى الطلب من قيادة الدولة والجيش بفصل اللواء ماليا وإداريا عن المحور وربطه مباشرة بالمنطقة العسكرية الرابعة، وبحسب المصادر فقد لاقى هذا الطلب موافقة من قيادة المحور الا انه تم عرقلته من قبل رئاسة أركان الجيش المسيطر عليها من قبل الاصلاح.

 

كان هدف قيادة اللواء هو الاستقلال بعملية صرف رواتب الأفراد والضباط ، كون ذلك مثل أحد اساليب الابتزاز من قبل قيادة المحور من خلال عملية الاقطاعات والخصومات وتوقيف الراتب بدون سبب وصلت حد 189 فرد وضابط في أحد الأشهر.

 

كما تمارس قيادة المحور ابتزازها على اللواء من خلال كشوفات الراتب الشهرية التابعة للواء والذي ترفض الكشف عنه لمعرفة العبث الذي تمارسه فيه.

 

كما جرى في أحد المرات حين ادعت قيادة المحور تنزيل رواتب 95 فرد وضابط من قوة اللواء35 إلى قوة اللواء الرابع مشاة جبلي ، وحين المراجعة مع الدائرة المالية للجيش اتضح أنهم لا يزالون على كشف راتب اللواء35 بحسب المصادر ، وهو ما يكشف جانبا من جوانب الحرب الذي تشنه المافيا بحق هذا اللواء.

 

هذه الممارسات لم تكن حالات فردية أو نتاج مشاكل آنية ، بل إنها تحولت الى سياسية ونهج مستمر في التعامل مع اللواء 35 من قبل قيادة المحور، حيث أكدت المصادر الخاصة بأن قيادة المحور عملت على منع وعرقلة امدادات اللواء من التغذية والنفقات التشغيلية والذخائر لجبهات اللواء.

 

واستدلت المصادر بالمبلغ الذي خصص قبل أشهر لتحرير تعز من قبل قيادة الشرعية لمحور تعز وهو مبلغ 3 مليار ريال يمني ، لم تمنح منها قيادة المحور للواء 35 ريالا واحد ، رغم تمكن اللواء من تحرير كامل مديرية الصلو في حين ذهب المبلغ هباء منثورا  دون تحقيق تقدم في أي جبهة أخرى ولو شبرا واحدا.

 

هذه الحرب المالية والادارية ورغم ما سببته من عراقيل وصعوبات للواء ، لكنها لم تنجح في هدفها بإضعاف اللواء وتفكيه، وتمكنت قيادته من الصمود والحفاظ على تماسكه، لتنتقل حرب المافيا إلى أشكال وأساليب متنوعة وصلت حد التفكير والتنفيذ للتصفية الجسدية لقيادة اللواء ولأهم القيادات فيه  أخرها ما حصل قبل أيام لأحد قيادته.

 

 قائد اللواء تعرض لعدد من محاولات الاغتيال لم يتم الافصاح عنها بحسب المصادر ، ولم يكشف سوى عن محاولة واحدة مطلع العام الماضي  ، حيث انفجرت عبوة ناسفة أثناء مرور موكب الحمادي في منطقة ” المشجب بني يوسف ” بمديرية المواسط ليعثر لاحقا على ثلاث عبوات آخرى لم تنفجر.

 

كذلك فقد أقدمت عصابة مسلحة تابعة لنجل قائد محور تعز بتاريخ 5 نوفمبر من الشارع الجاري وتحديد بعد اتفاق الخيامي  باختطاف القائد عبدالعالم السبئي  وهو احد ضباط اللواء واصابة 4 من مرافقيه اثر كمين مسلح تم نصبه لهم في الطريق الواصل بين مدينتي تعز والتربة وتحديداً في منطقة الضباب.

كما  نجا القائد في جبهة الشقب وقائد أحد سرايا اللواء / رائد الكحلاني من محاولة اغتيال بتفجير سيارته أمام منزله في مدينة تعز ، حيث حالت الاقدار دون نجاح هذه العملية، فشل كل هذه الوسائل ، دفع بالمافيا عبر قيادة المحور إلى البدء الى الخيار الاخير وهو التطويق العسكري والصدام المباشر لإزاحة اللواء وقيادته من المشهد في تعز.

 

وقد بدأت ذلك قبل نحو عام من خلال ابتكار تشكيل عسكري جديد حمل اسم " اللواء الرابع مشاه جبلي " بأوامر مباشرة من نائب الرئيس علي محسن لإنشاء هذا اللواء بشكل مستعجل لزرعه في مناطق محيطة بسيطرة اللواء 35 مدرع.

 

على استيحاء وبشكل متدرج بدأت عملية التجميع والانتشار لهذا اللواء الوليد من خلال تجمعات في مقرات محددة في سائلة المقاطرة على الطريق الواصل إلى عدن، ليتم بعدها التصعيد والانتقال بقوة إلى عمق مناطق سيطرة اللواء 35 مدرع ، وهو ما تم بالإعلان عن معسكر تدريب للواء الوليد في منطقة الأصابح التابعة لمديرية الشمايتين ، عقبه  الاعلان عن حفل تخرج لكتيبتين من هذا اللواء بشكل مفاجئ، وهذه الخطوة أثارت الريبة من حجم الامكانيات التي تم توفيرها لصناعة هذه اللواء حد انشاء معسكرات تدريب واقامة عروض عسكرية وحفلات تخرج ، في حين تعاني الجبهات العسكرية  التي يشرف عليها المحور في إطار مدينة تعز موتا سريريا منذ عامين بذريعة عدم توفر الامكانيات.

 

كما تزامن هذا التحرك مع استحداث مواقع عسكرية تضم أفراداَ  وعتاداً عسكرياً متوسطاً في مديرية المسراخ التي تم تحريرها من قبل اللواء 35 مدرع وتعد أحد مناطق انتشاره العسكري، ايضاً كان هناك تحرك في منقطة يفرس بجبل حبشي بإنشاء مواقع عسكرية مواجهة لانتشار اللواء 35 في جبهة الكدحة بالمعافر.

 

كان التحرك واضحا لتطويق اللواء عسكرياً من كل الاتجاهات بحجة ملاحقة مطلوبين امنياً، نفس السيناريو الذي تم استخدامه مع كتائب ابو العباس في المدينة  والهدف نزع اي تواجد له على شريان تعز وهو الطريق الى عدن ، وتطويق عمقه المجتمعي وهي منطقة الحجرية وعاصمتها التربة التي تمثل حاليا قلب الصراع ضد اللواء.

 

وقد بدأ ذلك واضحا من خلال تقسيم مسرح العمليات الذي أقره محور تعز مؤخرا ، والذي انتزع جبهة الاحكوم ونقطة هيجة العبد ومدينة التربة وجعلها مسرح عمليات للواء الوليد ( الرابع مشاه)، وهو الأمر الذي نقضته قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بعودة هذه المناطق إلى سيطرة اللواء ، بناء على اتفاق تم بين قيادة اللواء 35 مدرع واللواء الرابع المشاة.

 

ليأتي الاسناد والدعم لحرب المافيا على اللواء 35 من قبل هيئة اركان الجيش في مأرب الخاضعة لسيطرة الاصلاح ، والتي ألغت توجيه المنطقة الرابعة وابقت على مخططات المحور ، الامر الذي لقى رفض من قبل قيادة المنطقة الرابعة، وتعتبر رئاسة هيئة اركان الجيش جبهة اسناد لتمرير أجندات مافيا تعز.

 

ليعود التوتر الى ما كان عليه وخاصة حول مدينة التربة ، ومطلع هذا الشهر وبجهود مدنية وسياسية تم التوصل الى اتفاق لنزع فتيل الأزمة سمي باتفاق " الخيامي " رعته السلطة المحلية وحضرته قيادتي اللواء 35 والرابع مشاة واركان المحور وقيادة الشرطة العسكرية والقوات الخاصة.

 

ونص الاتفاق على سحب الاستحداثات العسكرية والنقاط من قبل اللوائين  مع بقاء النقاط الـ17 التي اقرها محافظ تعز ومن بينها تبيعة نقطة هيجة العبد للواء 35 وابقاء المواقع العسكرية التابعة للواء 35 السابقة ، مع تسليم مدينة التربة للقوات الخاصة والأمن، لم يعيش هذا الاتفاق اكثر من ساعات حيث نقضته قيادة المحور عبر ناطقها الرسمي الذي اعتبره غير ملزم لها رغم حضور وموافقة اركان المحور عليه وتم تشكيل لجنة تنفيذ تباشر عملها ثاني يوم الاتفاق مكون من اربعة اشخاص لكن المافيا عبر ادوات في قيادة المحور وقامت بإضافة شخص اخر للجنة التنفيذ في محاولة من المافيا الى التنصل من تنفيذ الاتفاق ولكن اللجنة المكلف نقضت الاتفاق عبر وكيل المحافظ وقامت بازلة النقاط العسكرية ابتداءً منطقة الضباب ولم يبدء من مدينة التربة التي تعتبر هي محور الارتكاز في المشكلة.

 

وهو ما عكس اصرار جادا من قبل المافيا عبر قيادة المحور الى اكمال الحرب ضد اللواء 35 مدرع والسيطرة عليه ، بعد ان عجزت عن تغيير قيادته رغم ضغوطها المكثفة على الرئيس هادي، وأكدت المصادر بان حزب الاصلاح والجنرال علي محسن يضغطان على الرئيس هادي منذ فترة طويلة لتعيين قائد جديد للواء 35 مدرع ، وقد قدمت له اسماء عديدة بديلا عن العميد عدنان الحمادي.

 

آخر رسائل الحرب الذي تشنها المافيا على اللواء كانت ليلة أمس حيث جرحى من أفراد اللواء 35 مدرع اصابة أثنين منهم خطيرة ، بكمين مسلح أستهدف أطقم تابعة للواء في منطقة طور الباحة بلحج.

 

هذا الكمين الذي يعد الأول من نوعه ويستهدف أطقما لقوات الجيش في هذا الطريق منذ بداية الحرب  ، وقع في منطقة طور الباحة والتي يتواجد فيها مقر اللواء الرابع مشاة جبلي.

 

وأطلق المسلحون اطلقوا وابلا من الرصاص باتجاه الأطقم ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى من أفراد اللواء أصابة أثنين منهما خطيرة ، بينهم أحد معاوني قائد اللواء وتم نهب طقمين.

 

كما جاء الحادث بالتزامن مع المسيرات الحاشدة لم يسبق لها مثيل شهدها ريف تعز داعمة للواء وللمحافظ ولرفض مخطط جر المنطقة الى صراع واقتتال بين وحدات الجيش .

 

وأكد المتظاهرون رفضهم لمحاولات تفجير الوضع في مديريات ريف تعز ، مطالبين بنقل المجاميع المسلحة وعلى رأسها مجاميع اللواء الرابع مشاة التي تم تنشرها مؤخرا الى جبهات القتال ضد مليشيات الحوثي.

 

استمرار هذه الحرب الشرسة التي يواجهها اللواء 35 مدرع وقيادته ، تضع محافظة تعز على صفيح ساخن وخشية من خطورة تصعيد المافيا ونيتها حسمها مع اللواء بالمواجهة المباشرة ، الا اذا كان لقيادة الشرعية ولأبناء تعز وقواها الحية رأي آخر.

 

 

 

 

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس