خبر زلج .. الطفل " عبد ربه " ولعنة الرئيس!
الاثنين 01 فبراير 2021 - الساعة 12:21 صباحاً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
اتذكر في العام 82م, ووالدي يغادر منزله ليلا متمنطق سلاحه الالي ليجلس في مكان مرتفع وسط قريتنا, تاركا امنا الثانية مع بعض النسوة على فراش الولادة في انتظار بشارة مولوده الجديد.
بعد ساعة زمن وصله خبر ارتزاقه بمولوده السادس, وما كان منه الا ان اطلق الاعيرة النارية مع ترديده بفرح طفولي عبد الناصر , عبد الناصر.
كبر عبد الناصر وصار اب , وكان حريصا على تسمية ابنه البكر " جمال " ليصبح اسمه "جمال عبد الناصر" .
هكذا درج كثير من اليمنيون على تسمية مواليدهم بأسماء زعامات عربية, كان لها الاثر الكبير على مسار حياتنا الوطنية والقومية, امثال جمال عبد الناصر والسلال ومدين وصدام واخرين.
ليس هذا فحسب, بل هناك من اطلقوا على مواليدهم ذكورا كانوا او اناث اسماء ثورية عالمية مثل جيفارا , غاندي , روزا تيمنا بالمناضلة الاشتراكية الاممية " روزا لوكسومبورج , واسماء كثيرة قد لاتحضرني الان.
ضمن هذا السياق , قام احد المواطنين اليمنيين في محافظة تعز ويدعى " منصور بجاش " بإطلاق إسم " عبد ربه " على مولوده قبل عشر سنوات, ليصبح اسمه الكامل " عبد ربه منصور بجاش" مستعيرا بذلك اسم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
المهم , وعلى عكس ماهدف له الاب , غدا هذا الاسم وبالا ونكبة كبيرة على هذا الطفل البالغ من العمر عشر سنوات .
صار اقرانه في الحارة والمدرسة - وحتى بعض الكبار - يعيرونه بإسمه , يوصمونه بالهبالة وينادونه بالدنبوع وهو لقب الرئيس كما هو شائع.
المهم غدا اسمه قصة في الحارة والمدرسة ولكل من تعرف عليه , وبما جعله في النهاية مصدر للسخرية والفكاهة والتندر.
هذا الحال, دفع بالطفل عبد ربه الى التزام منزله وعدم مغادرته حتى للعب مع الاطفال , او شراء محتاجات الاسرة من الدكاكين المجاوره .
لاحظت اسرته ان الامر في تطور بحيث صار ينعكس على تصرفاته ويطال حالته النفسية برغم صغر سنه, وهو مادفع بوالده الى الذهاب للمحكمة والتقدم بطلب تغيير اسمه الى " عبد الرحمن " وكان له ذلك بموجب موافقة المحمكة, ليتحول اسمه الى " عبد الرحمن منصور بجاش ".
طبعا التعاطي مع اسم الطفل بهذه الصورة الساخرة , ينطلق من الاداء الركيك للرئيس عبد ربه في قيادة البلد وادارة الدولة , خاصة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي لم يسبق للبلد ان مرت به من قبل, والتي كانت بالمقابل بحاجة الى حنكة سياسية وقدرات قيادية ترتقي الى مستوى خطورتها وتداعياتها على مستوى جميع اصعدة حياة الشعب اليمني حاضرا ومستقبلا.
ترى هل ماتعرض له الطفل عبد ربه واضطرار والده لتغيير اسمه سيستفز رجولة الرئيس, ويفجر لديه مايمكنه من ان يغدو رئيسا في مستوى مهامه وواجباته ومسؤلياته الوطنية المأمولة!?