ورقة حزب الإصلاح لاستهداف خصومه

السبت 17 نوفمبر 2018 - الساعة 11:31 مساءً
المصدر : الرصيف برس - نقلاً عن المدونة اليمنية

 


 

قام رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للاصلاح محمد اليدومي والأمين العام للحزب عبدالوهاب الأنسي مطلع الأسبوع بزيارة إلى دولة الامارات حيث عقدوا لقاء مع محمد بن زايد، لتقريب وجهات النظر وتحديد موقف من الدعم القطري للانقلابيين، وبالتزامن مع اللقاء صرح نائب رئيس الدائرة الاعلامية للاصلاح عدنان العديني بأن قطر تدعم الانقلابيين الحوثيين اعلاميا.

 

وفي تعز استمرت اعتداءات ميليشيا الاصلاح على أبناء الحجرية والمسراخ والمعافر، واستهدافهم للواء 35 مدرع والذي يتهموه بالعمالة للامارات، وهو ما يؤكد ارتباط اصلاح تعز المباشر بقطر والعمل على تنفيذ أجندتها الهادفة لنشر الفوضى والاقتتال الداخلي في مناطق الشرعية.

 

فقد تظاهر الآلاف اليوم في منطقتي التربة والنشمة تلبية للدعوة التي أطلقتها الهيئة العليا المجتمعية لأبناء الحجرية وصبر دعما للجيش الوطني والسلطة المحلية ورفضا لملشنة الجيش والاقتتال الداخلي.

 

وقد أصيب أربعة متظاهرين على الأقل اثر اعتداء مسلحين تابعين لحزب الاصلاح على المشاركين في منطقة الكريف بمديرية المسراخ، كما باشر مسلحون تابعون للقيادي الاصلاحي يحيى اسماعيل مدير مديرية المسراخ المقال اطلاق النار على سيارات المشاركين وأعطبوا ست سيارات واختطفوا سيارتين، واعتدوا على المشاركين وقاموا بتمزيق اليافطات.

 

هذه الأحداث تؤكد أن الأوضاع العسكرية لا تزال مرشحة للتصعيد في مدينة التربة ومديريتي المسراخ والمعافر جنوب مدينة تعز في ظل استمرار حزب الاصلاح بشراء أسلحة متنوعة وتوزيعها على أفراده وتحشيد مقاتلين تابعين له في اطار مساعيه لتفجير الوضع عسكريا ضد اللواء 35 مدرع وقائده العميد ركن عدنان الحمادي.

 

وتأتي استعدادات حزب الاصلاح لنقل الصراع إلى منطقة التربة بعد تخلصه من معركته مع القيادي السلفي أبي العباس المنضوي في اللواء 35 مدرع والذي اتهمه حزب الاصلاح بأنه عميل للامارت ويأوي عددا من الخارجين عن القانون، ليتم مهاجمته تحت هذا المبرر قبل أن يقرر الأخير الخروج من مدينة تعز حقنا للدماء.

 

الخروج عن القانون هي التهمة التي يكررها حزب الاصلاح في استهدافه للعميد ركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، والذي يصفه ناشطو الاصلاح بأنه قائد ميليشا وعميل للامارات، ويطالبوه بالرحيل عن تعز، في حين يصفه أبناء تعز بأنه قائد ومؤسس الجيش الوطني وأول من قاوم قوات الانقلاب ووقف في وجهها مدافعا عن الأرض والعرض والشرف العسكري.

 

الاستعداد للمعركة الداخلية ”معركة التربة” يتم الاستعداد لها منذ أشهر بهدف السيطرة على المنطقة التي تعد منفذ تعز الجنوبي والوحيد في ظل استمرار الحصار الذي يطبقه الحوثيون على المدينة من جميع الحهات، ما جعل الاصلاح يحشد مسلحيه للسيطرة على المنطقة الواقعة في مسرح عمليات اللواء 35 مدرع، وهو اللواء العسكري الوحيد من ألوية تعز المتحرر من سيطرة حزب الاصلاح الذي سيطر على قيادة المحور وبقية الألوية في تعز.

 

التحضير للمعركة يتم عبر التحريض الاعلامي ضد اللواء 35 مدرع وقائده العميد ركن عدنان الحمادي، وكذا عبر تسيير مسيرات ومظاهرات تحريضية ضد اللواء، بالاضافة إلى تحشيد مقاتلين وتوزيع أسلحة وبناء معسكرات خارج اطار الدولة.

 

مصادر صحفية ذكرت أن القيادي الاخواني وهيب الهوري وهو قيادي في اللواء 22 ميكا، أرسل أفرادا تابعين للاصلاح لشراء الأسلحة المتوسطة والخفيفة من منطقة الأقروض بمديرية المسراخ بينها ألغام الدبابات وقاذفات الآر يي جي والصواريخ الحراربة والألغام الأرضية، كما أفادت المصادر أن الهوري وقيادي إصلاحي آخر يدعى أحمد عبدالحميد الجمالي يقومان بتسليح المقاتلين من حزب الاصلاح وتحشيدهم إلى منطقة الوجد وحصبان بمديرية المسراخ.

 

هذه التحركات جاءت بالتزامن مع السيطرة العسكرية لمسلحي الاصلاح على أكثر من 10 نقاط ومواقع استراتيجية في مديرية المسراخ بهدف محاصرة واستهداف مواقع اللواء 35 مدرع، وتتمركز هذه النقاط التي استحدثها الاصلاح أمام شركة الكريمي في نجد قسيم، ونقطة في مفرق خنفرة، ونقطة كريف القدسي، ونقطة مفرق الحصب (الرفيدة)، ونقطة أمام مستشفى الريفي بمركز مديرية المسراخ، إضافة إلى نقطة تفتيش أعلى مشروع المياه التابعة للمديرية، كما تمت السيطرة على نقاط أخرى في قرية الأقروض التابعة للمديرية وهي نقطة في قرية المطالي ونقطة أحياد الجمل "مفرق الذئب" ونقطة شمار، ونقطة محمد العيد، ونقطة أخيرة تابعة ماجد الحاج.

 

كما يقوم حزب الاصلاح عبر القيادي أحمد الجمالي بالتحضير للتمركز في مواقع استراتيجية بغرض استهداف مواقع اللواء 35 مدرع في جبل الراهش المطل على قاع جبا والكلائبة بمديرية المعافر، حيث نجحت مليشيات الإصلاح مؤخرا بالسيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية ومنها موقع الراهش، والمرتفعات و"التباب" فوق منزل محافظ تعز الدكتور أمين أحمد محمود في المسراخ.

 

اللواء 17 مشاة الموالي للاصلاح هو الآخر عزز من تواجده بعربة مدرعة وعدد من الأفراد في المناطق الواقعة في مسرح عمليات اللواء 35 مدرع في نجد قسيم والنشمة، بالاضافة إلى التعزيز بعدد من الأطقم العسكرية لمديرية المعافر وإلى مدرسة عمار بن ياسر في منطقة الكلائبة، بهدف تطويق الحصار على مواقع اللواء 35 مدرع.

 

نجح الاصلاح منذ بداية الحرب بالاستحواذ والاستيلاء على معظم المؤسسات العسكرية والأمنية بتعز، وقام بتسخيرها لمصلحته في معاركه الداخلية كما هو الحال مع الشرطة العسكرية التي قام قائدها العقيد جمال الشميري مؤخرا بتقديم خطة لتأسيس فرع للشرطة العسكرية بمديرية الشمايتين بحيث يضم الفرع الجديد قوة ضاربة من اللواء الرابع مشاة يتم إظهارها كقوة تابعة للشرطة العسكرية ويتم نشرها على طول الطريق بين مدينة التربة وتعز بهدف تأمين المسلحين الذين يحشدهم الاصلاح إلى مدينة التربة، ليعيد بذلك سيناريو استخدام الشرطة العسكرية لصالح حزب الاصلاح في حربه الداخلية ضد كتائب ابو العباس داخل مدينة تعز.

 

وتأتي هذه النشاطات في سياق استراتيجية حزب الاصلاح لاستهداف اللواء 35 مدرع حيث جاءت عملية نشر المسلحين والسيطرة على المواقع عقب تخرج دفعة قوامها 150 فردا من معسكر خاص أنشأه حزب الاصلاح في وادي بني خولان بمديرية جبل حبشي، وبحماية دبابة و3 أطقم عسكرية، فيما تجري الاستعدادات لتدريب دفعة ثاتية في اطار الاستعداد والتحشيد ضد اللواء 35 مدرع.

 

هذه الخطوات جاءت بالتزامن مع حملات تحريضية يقودها الاصلاح ضد اللواء 35 مدرع وآخرها تسيير مظاهرة للمهمشين من أبناء المعافر إلى بوابة مبنى المحافظة قبل أسبوعين ضد اللواء الذي اتهموه بالعنصرية.

 

وكان حزب الاصلاح قد استغل نفوذه لانشاء لواء عسكري جديد باسم اللواء الرابع مشاة جبلي بهدف السيطرة على مواقع اللواء 35 مدرع، ليصدر بعد ذلك قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن أمرا عملياتيا إلى قائد محور تعز وقائد اللواء 35 مدرع وقائد اللواء الرابع مشاة جبلي يقضي ببقاء نقطة هيجة العبد وجبهة الأحكوم كما كانت سابقا من مسؤولية اللواء 35 مدرع.

 

كما قضى الأمر ببقاء منطقة التربة ومعهد الأصابح حسب السابق ضمن قطاع مسؤولية اللواء 35 مدرع على أن يستكمل أفراد اللواء الرابع الموجودين في معهد الأصابح للدورة خلال 20 يوماً وبعدها يتم عودتهم إلى منطقة المقاطرة.

 

وأكد الأمر العملياتي أن معهد الأصابح التربة ونقطة هيجة العبد جبهة الأحكوم هي قطاع مسؤولية اللواء 35 مدرع وضمن المنطقة التي حررها اللواء ولايزال يتواجد فيها وأن الأمر العملياتي جاء لإنهاء الاحتكاكات بين اللوائين.

 

اثر هذا الأمر صدر أمر آخر باسم رئاسة أركان الجيش يناقض الاتفاق المبرم بين قيادة محور تعز واللواء 35 مدرع واللواء الرابع مشاه جبلي في مقر المنطقة العسكرية الرابعة" بعدن، والذي "صدر بموجبه أمر المنطقة العسكرية الرابعة لمحور تعز واللواء 35 مدرع واللواء الرابع مشاه جبلي، بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقاً، وهو ما أعاد الأوضاع إلى مربع التوتر من جديد.

 

التحركات والخطوات المتسارعة الهادفة لتفجير الوضع عسكريا في منطقة التربة تأتي بحسب مراقبين ضمن مخطط اخواني مدعوم من قطر يهدف إلى إخماد الجبهات مع الانقلابيين وإشعالها داخل مناطق الشرعية، وخاصة في المناطق التي لا يوجد فيها حاضنة شعبية كبيرة لحزب الاصلاح وأبرزها منطقة التربة ومديريات الحجرية جنوب تعز.

 

ويؤكد المراقبون أن معركة استهداف اللواء 35 مدرع ستكون أصعب مما يتوقعه حزب الاصلاح بسبب الحاضنة الشعبية التي يتميز بها اللواء 35 مدرع في مديريات الحجرية والتي تعد مسرح عملياته وقام بتحريرها من الميليشيات الانقلابية، بالاضافة إلى كونه نواة الجيش الوطني في تعز والنموذج الايجابي الوحيد للواء العسكري الذي يضم داخله أفرادا يمثلون جميع ألوان الطيف ويدينون بالولاء لله والوطن بعيدا عن المشاريع والولاءات الضيقة.

 

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس