هل يصل ”رجل السفارات” إلى رئاسة اليمن !!
الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 - الساعة 03:15 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - نقلا عن ميون برس
مؤخرا تدهورت صحة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي البالغ من العمر ثلاثة وسبعين عاما والذي يعاني من مشاكل مزمنة في القلب نقل على اثرها لتلقي العلاج في احدى مستشفيات الولايات المتحدة، وهو ما أثار أزمة سياسية بدأت ملامحها بالظهور خاصة مع توقع أن تنتقل صلاحيات الرئيس إلى نائبه الفريق علي محسن الأحمر وفقا لما ينص عليه الدستور اليمني.
لكن علي محسن الذي عين نائبا للرئيس في أبريل 2016 يواجه بمعارضة شديدة من عدد من الأطراف الداخلية والخارجية على حد سواء، وهذه المعارضة جعلت من قرار تغيير محسن وعزله من منصبه مسألة وقت لا أكثر، خاصة مع الضغوط التي تمارسها السفارات الغربية والتي تتحدث عن وقف الحرب والذهاب إلى تسوية جديدة بدأت ملامحها بالظهور.
هذا الأمر وبحسب معلومات خاصة جعل التجمع اليمني للاصلاح يضغط مؤخرا على تعيين محافظ مأرب سلطان العرادة نائبا للرئيس، حيث يرتبط العرادة الموالي للاصلاح بعلاقات جيدة ببقية الأطراف الداخلية والخارجية وهو ما يجعل الاصلاح يستغل ذلم للضغط بقوة لتعيينه.
فيما تحدثت مصادر مقربة من الرئيس هادي بأن أحمد عوض بن مبارك سفير اليمن في واشنطن يسعى بشدة وإلحاح على هادي لتعينه نائبا للرئيس بدلا عن على محسن، حيث يعد أحمد عوض بن مبارك مصدر ثقة لدى الرئيس ومقرب منه، وقد كان وراء إصدار الكثير من قرارات الرئيس بتعيين أشخاص في مراكز هامة وحساسة في الدولة ثبت فشلهم وعدم كفاءتهم.
ويرتبط احمد عوض بن مبارك بعلاقات مشبوهة مع عدد من السفارات الغربية، وهي علاقة بدأت مع دراسته في بغداد وعضويته آنذاك بحزب البعث، ثم ترسخت هذه العلاقة خلال ثورة 11 فبراير حيث تلقى دعما سخيا من السفارات الغربية خلال تأسيسه لتكتل شبابي في ساحة التغيير بصنعاء تحت اسم المجلس التنسيقي لشباب ثورة التغيير ”تنوع”.
علاقة بن مبارك بالسفارات الغربية كان السبب الأول ببروز نجمه عبر تعيينه وعدد من أعضاء تكتل ”تنوع” في عضوية مؤتمر الحوار الوطني ضمن حصة الشباب المستقل، ومن ثم تم تصعيده إلى منصب الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني، كما قامت السفارات الغربية بفرضه لدى الرئيس هادي كممثل لها ما زاد من اهتمامات الأخير ببن مبارك.
في شهر يونيو 2014 قام الرئيس هادي بتعيين بن مبارم مديراً لمكتب رئاسة الجمهورية، وفي أكتوبر من نفس العام تم تكليفه بتشكيل الحكومة لكنه اعتذر وفي يوليو 2015 عينه هادي سفيراً لليمن في واشنطن، كما تم تعيينه في مايو 2018 مندوبا دائما لليمن في الأمم المتحدة وهو المنصب الذي أعفي منه في نوفمبر من نفس العام اثر تعيين السفير عبدالله السعدي بديلا عنه.
مصادر مقربة من بن مبارك أفادت أن عددا من السفارات الغربية على رأسها البريطانية والأمريكية تمارس ضغوطات على الرئيس هادي لتعيين بن مبارك نائبا للرئيس، تمهيدا لنقل صلاحيات الرئيس له بالكيفية التي نقلت بها صلاحيات الرئيس السابق للرئيس هادي، وبمبرر أن الرئيس هادي بات غير قادرا على ممارسة مهام الرئاسة.
متابعون للشأن اليمني قالوا إن علاقة بن مبارك وارتباطه بالسفارات الغربية والأوروبية قد ساهم في تغلغل العديد من أتباعه في الهيكل القيادي للدولة وخاصة في السلك الدبلوماسي، وهي قرارات دعمها بن مبارك المفروض من السفارات الغربية والأوروبية على هادي، تمهيدا لوصوله إلى رأس السلطة والذي تدعمه السفارات الغربية التي جندته لهذه المهمة منذ أعوام.
التطورات الأخيرة في الأزمة اليمنية بدءا من زيارة قيادة حزب الاصلاح إلى دولة الامارات العربية المتحدة واللقاء مع محمد بن زايد، بالاضافة إلى ايقاف العمليات العسكرية في الحديدة، والحديث عن قرب استئناف المفاوضات السياسية بين الأطراف اليمنية برعاية أمنية في السويد، تعد بمثابة مؤشرات على الاتفاق على تسوية سياسية تم الاعداد لها في سفارات الدول الغربية والأوروبية وبعيدا عن خيارات اليمنيين.
وتشير المعطيات الأخيرة بحسب متابعين إلى وجود تحركات دولية للاتفاق على تسوية سياسية سيتم من خلالها حسم مستقبل الرئاسة عن طريق تعيين نائب جديد بديلا لمحسن يتسلم مهام الرئاسة من هادي بنفس الآلية التي تسلم فيها هادي السلطة من سلفه صالح، فيما يذهب الخيار الآخر - وهو الأضعف - إلى احتمال تشكيل مجلس رئاسي بتوافق القوى السياسية وبدعم من الأمم المتحدة والدول الراعية للمبادرة الخليجية.
وفي كل الأحوال فإن المؤشرات تقود إلى أن قرارا مرتقب بازاحة الجنرال محسن من المشهد السياسي سيصدر قريبا ضمن تسوية سياسية متكاملة بدأت بتغيير رئيس الحكومة وستشمل تغيير الحكومة والتوجه إلى تشكيل حكومة مصغرة، كما ستشمل عملية تغيير في مؤسسة الرئاسة والاعلان عن مرحلة انتقالية جديدة، ومن المتوقع أن يتم ذلك قبل نهاية العام الجاري، وهو ما ألمح إليه المبعوث الأممي مارتن غريفث أكثر من مرة.