11 فبراير أمل يتجدد وثورة لا تموت
الخميس 11 فبراير 2021 - الساعة 07:59 مساءً
أحمد سعيد الشرجبي
مقالات للكاتب
ذات مرة سأل الصحفي الراقصة نجوى فؤاد ماذا تفعلين قبل ان تُطلي على المسرح للرقص ، قالت اقرأ اية الكرسي والمعوذات ، وذات مرة سأل صحفي اخر هيفاء وهبي ما هو الشي الذي لا يفارق حقيبتك قالت المصحف هو الشي الوحيد الذي لايفارق حقيبتي ، ثم ياتي بعد ذلك هز وخلاعة ، اسقط هذه الحالة على واقع حال التيارات المتأسلمة فهي تدّعي الزهد والتقوى لكن الواقع يقول عكس ذلك فهو كاشف وفاضح لها.
اليوم وفي الذكرى العاشرة لثورة فبراير المسروقة، والمغدورة لن تجد جماعة التأسلم الكذوب والزائف والتي سرقت وغدرت بهذه الثورة وبشبابها حرجا في ايقاد شعلة الثورة والهز والرقص في ساحات مارب وتعز ، نجوى فؤاد تقرأ القرأن ثم ترقص وتهز عارية ، وهذه الجماعة تحتفل بالثورة وهي من اجهضتها وشوهت قيمها ونُبل اهدافها ، لاتذهبوا بعيدا ، ترقّبوا اطلالة نجوى فؤاد وهيفاء وهبي في مارب وتعز.
في هذا اليوم العظيم اقول السلام والرحمة لمازن البذيجي شهيد فبراير الاول ، التحية والدعاء بالشفاء لبسام الاكحلي جريح فبراير الاول ،السلام والرحمة لاحمد الرعيني شهيد المسيرة الراجلة فقد كانت حذائك انظف من وجه كل كاهن دين وكل ضابط جيش سرق حلمك وحلم جيلك ، السلام والرحمة للشهيد الطبيب اشرف المذحجي لن تنساك جولة النصر ولن ينساك رفاقك الانقياء ، السلام والرحمة للشهيد جمال سلطان ابن صبر التي علّمت الغزاة وعفافيش الظلام كم هو جبل صبر شامخ وعظيم بابنائه.
السلام والرحمة للشهداء والدعاء بالشفاء للجرحى ولكل صنّاع فبراير العظيم.
انتم ايها الانقياء ان رحلتم فقد صنعتم تاريخا ومجدا وان سُرق لكنه سيبقى وهجا مضيئا لجيل قادم يشبهكم انتم ، الثورة قد تنكسر وتُُسرق لكن تبقى الثورة مثل الموج لها مدا وجزر ، الثورة مثل الشمس تغيب ثم تعاود الظهور وبلا شمس نُصاب بالشلل والاعاقة لذلك لا بد للثورة ان تاتي .
انتم صنعتم ربيع فبراير بقلوب صافية وعقول متقدة متوهجة حالمة ، لكن في كل ثورة تجد لصا في الباب يترقّب الفرصة لكي يسرق هذه الثورة، كنا اشبه بذاك العصفور الذي اصابه العطش فذهب ليشرب الماء من البئر وكان جوار البئر رجل بلحية محناة وطويلة اطمئن العصفور له لكن ذو اللحية امسك الحجر وفقأ عين العصفور وعندما ذهب العصفور شاكيا للملك قال الملك للعصفور سوف نفقأ عينه مثلما فقأ عينك قال العصفور بل احلق له لحيته فهي التي غرتني وخدعتني.
بهذه الطريقة سُرقت فبراير وسرُق معها البلد ، لكن مع كل هذا القبح والغدر والتأمر فحركات الشعوب موجات تهبط عند الركاكة والضعف لكنها تعاود العلو والارتفاع ، لقد كان اعظم درس لربيع فبراير ويجب ان نتعلمه انها كانت كاشفة لتجار الدين اصحاب السبحة والسجدة والذقون المحمرة ، وكاشفة لاصحاب الرتب العالية والجيوب المفتوحة والكروش المنفوخة والارداف المتضخمة والوجوه المحمرة والمتوردة ، يقينا عندما يعود الربيع لن يقول شبابه ( حيا بهم حيا بهم )، لن يصدق مقولة الكاهن ( احرجتمونا ) ، حينها لن يكون بمقدور اللص التسلل وسرقة الحلم ، وسيبقي حُلمنا وحـلم كل جيل قادم بربيع مزهر مخضر وبلا شوك .