المنافذ الجمركية.. انفصال حوثي يقطع أوصال اليمنيين
الجمعه 17 مارس 2023 - الساعة 08:21 مساءً
المصدر : الرصيف برس - متابعات
عمار علي أحمد
نشرت وكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، الخميس، خبرين يتحدثان عن إتلاف المنافذ الجمركية التابعة لها لكميات من الأدوية، في تذكير لواحدة من أبرز الممارسات العدوانية للجماعة خلال فترة الحرب.
ونقلت الوكالة الحوثية تصريحات لمديري ثلاثة من هذه المراكز الجمركية التي أقامتها جماعة الحوثي على مناطق التماس مع المحافظات المحررة، وهي: جمرك ميتم بمحافظة البيضاء، وجمرك الراهدة بمحافظة تعز، وجمرك عفار بمحافظة البيضاء.
إقامة الجماعة لهذه المراكز الجمركية لفرض الرسوم الجمركية على البضائع القادمة من المناطق المحررة إلى مناطق سيطرتها، مثل إعلاناً رسمياً بسلطتها "الانفصالية" في الشمال كدولة مستقلة عن المناطق المحررة، والتعامل معها كدولة أخرى يتوجب فرض جمارك على أي بضاعة قادمة منها.
وهو ما يحدده قانون الجمارك الصادر بالقرار الجمهوري رقم 14 لسنة 1991م والساري حالياً، والذي يحدد عمل دائرة الجمارك في "النطاق الجمركي" وهي المنطقة الواقعة بين أراضي الجمهورية اليمني أو شواطئها وبين الحدود البرية أو البحرية.
وبعد أن ظلت هذه المنافذ الجمركية تمارس عملها في فرض الرسوم والجبايات على البضائع القادمة من المناطق المحررة خلال السنوات الخمس الماضية، حولت جماعة الحوث مهمة هذه المراكز مؤخراً إلى مراكز احتجاز لهذه البضائع، مانعة دخولها إلى مناطق سيطرتها.
أقدمت جماعة الحوثي على هذه الخطوة بهدف إجبار التجار والشركات على تحويل عملية استيراد بضائعهم من الموانئ المحررة، إلى موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرتها، مشترطة الإفراج عنها مقابل إمضاء تعهد بتنفيذ ذلك في الشحنات القادمة.
هذه البلطجة الحوثية لم تقتصر على البضائع المستوردة عبر الموانئ المحررة، بل وصلت إلى قيامها باحتجاز الشاحنات المحملة بمادة الأسمنت المنتجة من المصانع في محافظتي لحج وأبين، ومنع دخولها إلى مناطق سيطرتها، بهدف إجبار التجار في مناطق سيطرتها على استيراد مادة الأسمنت من الخارج عبر ميناء الحديدة.
وفي حادثة مأساوية نتيجة لهذه البلطجة الحوثية، توفي مطلع الشهر الحالي سائق شاحنة يدعى "شاكر ربعان" وهو من أبناء محافظة شبوة داخل شاحنته المحتجزة في جمرك الراهدة التابع لجماعة الحوثي في محافظة تعز، بعد أن ظلت شاحنته المحملة بمادة الأسمنت محتجزة لأيام، في حين أفادت تقارير صحفية بأنه توفي بذبحة صدرية.
حادثة وفاة سائق الشاحنة، تبرز كمثال مأساوي يعكس حجم المعاناة التي يتكبدها اليمنيون جراء سلوك جماعة الحوثي الإجرامي خلال سنوات الحرب، وفداحة ما صنعته المعارك العبثية داخل معسكر الشرعية في منع هزيمة الجماعة عسكرياً.
معارك عبثية نقلت المعركة إلى داخل المناطق المحررة والجنوب تحديداً وتحت لافتات متعددة كان أبرزها مزاعم الحفاظ على الوحدة، وتجاهل حقيقة الانفصال الذي تكرسه جماعة الحوثي كواقع على الأرض، وليست المنافذ الجمركية إلا تعبيراً صارخاً لهذه الحقيقة.