ضربات "الدرونز" تكشف المستور .. مأرب معقلاً للإخوان والإرهاب
السبت 25 مارس 2023 - الساعة 09:51 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص
خلال أقل من شهر واحد ، تمكنت الضربات الأمريكية في مأرب الخاضعة لسيطرة جماعة الاخوان من تصفية اثنان من أخطر وأهم القيادات بتنظيم القاعدة الإرهابي ، في مؤشر هام على علاقة التنسيق والتعاون بين الجماعة والتنظيم.
حيث لقي مسؤول صناعة العبوات الناسفة والمتفجرات في تنظيم القاعدة المدعو / حسان الحضرمي "حسين عبدالرحمن هدبول" واثنين من مرافقيه أحدهم شقيقه موسى مصرعهم أواخر يناير الماضي بغارة لطائرة امريكية بدون طيار استهدفت سيارتهم بالقرب من محطة وقود بمدينة مأرب.
وعقب أقل من شهر على ذلك ، لقي القيادي البارز في تنظيم القاعدة حمد بن حمود التميمي "عبدالعزيز العدناني " (سعودي الجنسية) والذي يشغل منصب رئيس مجلس شورى بتنظيم القاعدة، مصرعه بغارة أمريكية أواخر فبراير الماضي استهدفته في منزله مأرب.
سجل حصاد الطائرات الأمريكية (درونز) لقيادات القاعدة في مأرب لا يقتصر على الحضرمي أو التميمي ، بل أنه سجل يضم قيادات أخرى ، أهمها زعيم القاعدة قاسم الريمي الذي أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مصرعه بغارة أمريكية في مأرب في فبراير 2020م.
تساقط رؤوس القاعدة على أرض مأرب الخاضعة لسيطرة الاخوان، يعيد للواجهة الحديث القديم الجديد عن العلاقة بين الطرفين، وكيف يتقاسما التواجد على الأرض بالمناطق المحررة دون ان يعترض أحدهم الآخر، بشكل يؤكد على ان العلاقة بينهما أكثر من مجرد تحالف، في ظل وجود معلومات تكشف جانباً من ذلك.
المعلومات حصل عليها "الرصيف برس" ، تؤكد على وجود رعاية رسمية من قبل سلطات مأرب الاخوانية لتواجد عناصر تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية في المحافظة ، وتتولى قيادات مقربة من هذه السلطات وتابعة للجنرال علي محسن الأحمر الاشراف على الأمر، وعلى رأسها خالد علي مبخوت العرادة ، شقيق المحافظ وعضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة.
وفي مايو 2017م أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، فرض عقوبات ضدّ شخصيات يمنية من بينها الشيخ خالد علي مبخوت العرادة، بتهمة "تيسير نقل الأسلحة والمال وحركة أفراد تنظيم "القاعدة" ، وهو القرار الذي اثار غضب فرع حزب الإصلاح (إخوان اليمن) في اليمن ، واصدر حينها بياناً رسمياً يعترض فيه على ذلك.
ولا يقتصر الأمر على مجرد توفير الملجأ الآمن لعناصر القاعدة ، بل يتعدى ذلك الى توفير مراكز تدريب لها ، فبحسب المعلومات التي حصل عليها "الرصيف برس" فقد تحول الأمن السياسي في مأرب الذي يديره الضابط الاخواني احمد حنشل الى اشبه بمقر تدريب لعناصر القاعدة بمساعدة نجل القيادي الاخواني صلاح باتيس والذي يتواجد في سجن مأرب التابع للأمن السياسي لمهمة التدريب والاستقطاب تحت ادارة حنشل.
وتكشف المعلومات بان عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هي من تقف خلف عمليات اغتيال طالت قيادات عسكرية بارزة بالشرعية في مأرب ، على رأسها الشيخ عبدالرزاق البقماء واللواء محمد الجرادي ، تنفيذاً لرغبات جماعة الاخوان التي ترى في هذه القيادات غير الموالية لها خطراً عليها.
عمليات الاغتيال هذه تجسد ملامح العلاقة بين جماعة الاخوان والتنظيمات الإرهابية ، وكيف تستخدمها الجماعة في استهداف خصومها على الساحة اليمنية، ويتجلى ذلك واضحاً في الحرب المفتوحة الذي تشنها هذه التنظيمات ضد القوات الجنوبية والمدعومة من الامارات.