استشهاد "الوقار" بطيران حوثي مُسير يعيد التذكير بمعارك الإخوان العبثية في تعز
الاحد 07 مايو 2023 - الساعة 09:30 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
بهجوم شنته طائرة حوثية مسيرة ، اسدل الستار اليوم على واحدة من أهم فصول المعارك العبثية التي شنتها جماعة الإخوان خلال السنوات الماضية لفرض نفوذها وسيطرتها على المناطق المحررة في تعز، مقدمة بذلك أكبر خدمة لمليشيات الحوثي بتجميد المواجهة معها وابقاء قبضتها الخانقة عليها.
فبحسب المصادر المحلية ، اسفر هجوم شنته طائرة حوثية مسيرة في منطقة الكدحة غربي مدينة تعز استشهاد العقيد / توفيق الوقار مدير أمن مديرية جبل حبشي الأسبق، والذي كان قبل 3 سنوات على قائمة المطلوبين لجماعة الإخوان التي رأت فيه عقبة أمام طريق مشروعها لإحكام سيطرتها على ريف تعز ، بعد ان أكملت المهمة بنجاح في المدينة بالتخلص من كتائب ابي العباس ، عام 2019م.
مشروع مضت فيه الجماعة بإصرار شديد ، على مبدأ " من ليس معنا فهو ضدنا "، دون ان تجرؤ على ان تقول ذلك صراحة ، بل بتحويل ضمير المتكلم لـ "ضدنا" الى صيغة وطنية ذكية " ضد تعز" لتندرج تحت هذه اللافتة كل التهم والتبريرات للتخلص ممن يصعب على الجماعة تطويعه لصالحها.
كان الوقار احد هؤلاء الذين اصطدموا بمشروع الجماعة الإخوانية مع بداية تحركه نحو ريف تعز ، نظراً للنفوذ والشعبية التي اكتسبها الرجل من كونه أحد أوائل القيادات الميدانية للمعارك في وجه مليشيات الحوثي في تعز ، وتحديداً في جبهة الضباب التي كانت من اعنف الجبهات وأخطرها كمنفذ وحيد لمدينة تعز.
شهدت هذه الجبهة اعنف واهم المعارك المفصلية في مسار الحرب في تعز ومنع سقوط المحافظة بالكامل بيد مليشيات الحوثي ، بفضل صمود وشجاعة أبناء المحافظة المقاومين في هذه الجبهة وعلى رأسهم عناصر اللواء 35 مدرع وقائده الشهيد عدنان الحمادي ، ومعه عدد من القيادات الميدانية كان من بينهم توفيق الوقار.
هذا النفوذ والتأثير الذي اكتسبه الوقار وأهله لتولي منصب مدير أمن مديرية جبل حبشي ، مثل على الجانب الاخر ازعاجاً لمشروع جماعة الإخوان في السيطرة الكاملة على المناطق المحررة في تعز ، ومنها جبل حبشي الذي كان بالنسبة لقياداتها العسكرية شريان تهريب مهم يمدها بالأموال ، فكان التخلص من الرجل امراً حتمياً بالنسبة لها.
لم تعجز الجماعة في اختلاق المبررات لتنفيذ هذا الهدف ، فكانت ذريعة محاولة اغتيال قائد الشرطة العسكرية السابق / محمد الخولاني على يد عناصر من أمن جبل حبشي منتصف 2020م ، ليتحول الوقار في يوم وليلة من قائد أمني واحد قيادات المقاومة الى "متمرد" ومخرب يستحق تحريك حملة عسكرية ضخمة ضده من قبل قيادة المحور.
مثل هذا المشهد واحداً من اسخف واعجب مشاهد العبث الذي عاشته تعز خلال السنوات الماضية ، نتاجاً للهوس الإخواني بان لا يكون لهم شريك في حكمها ، حتى وان كان المقابل تدمير قواتها العسكرية والأمنية والتخلص من قياداتها ، كما حصل مع الوقار ومع اللواء 35 مدرع.
هوس دفع بالوقار الى مغادرة مناطق الإخوان في تعز والالتحاق بقوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي والقتال في صفوفها ، الى أن سقط اليوم شهيداً على يد مليشيات الحوثي الإرهابية ، ومثالا باقياً على فداحة الخسارة التي تتكبدها تعز بمعارك العبث الاخواني التي خدمت الحوثي وابقته جاثماً على صدور المحافظة وابناءها لـ 8 سنوات.